القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” بارامون عيد ميلاد المسيح “
بارامون عيد ميلاد المسيح
تذكار القدّيسة البارّة في الشهيدات إفجانيا
بارامون عيد ميلاد المسيح
بروكيمنات الرسائل 1:134
قالَ لِيَ ٱلرَّبّ: أَنتَ ٱبني، أَنا ٱليَومَ وَلَدتُكَ.
-سَلني فَأُعطِيَكَ ٱلأُمَمَ ميراثًا لَكَ، وَأَقاصِيَ ٱلأَرضِ مِلكًا لَكَ. (لحن 4)
الرسالة إلى العبرانيّين 12-1:1
إِنَّ ٱللهَ بَعدَ أَن كَلَّمَ ٱلآباءَ قَديمًا في ٱلأَنبِياءِ، كَلامًا مُتَفَرِّقَ ٱلأَجزاءِ وَمُختَلِفِ ٱلأَنواعِ،
كَلَّمَنا في هَذِهِ ٱلأَيّامِ ٱلأَخيرَةِ، في ٱلِٱبنِ ٱلَّذي جَعَلَهُ وارِثًا لِلكُلِّ، وَبِهِ أَنشَأَ ٱلدُّهور.
هُوَ ضِياءُ مَجدِهِ وَصورَةُ جَوهَرِهِ، وَضابِطُ ٱلجَميعِ بِكَلِمَةِ قُوَّتِهِ، وَٱلَّذي بَعدَما طَهَّرَ بِذاتِهِ خَطايانا، جَلَسَ عَن يَمينِ ٱلعَظَمَةِ في ٱلأَعالي،
وَقَد صارَ أَعظَمَ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ بِمِقدارِ ما يَفضُلُهُمُ ٱلِٱسمُ ٱلَّذي وَرِثَهُ.
لِأَنَّهُ لِمَن مِنَ ٱلمَلائِكَةِ قالَ قَطّ: «أَنتَ ٱبني وَأَنا ٱليَومَ وَلَدتُكَ»؟ وَأَيضًا: «أَنا أَكونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكونُ لِيَ ٱبنًا»؟
وَحينَ يُدخِلُ ٱلبِكرَ إِلى ٱلمَسكونَةِ ثانِيَةً يَقول: «وَلتَسجُد لَهُ جَميعُ مَلائِكَةِ ٱلله».
وَعنِ ٱلمَلائِكَةِ يَقول: «صَنَعَ مَلائِكَتَهُ أَرياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار».
وَأَمّا لِلِٱبنِ (فَيَقول): «عَرشُكَ يا ٱللهُ إِلى أَبَدِ ٱلأَبَدِ، وَصَولَجانُ مُلكِكَ صَولَجانُ ٱستِقامَة.
أَحبَبتَ ٱلبِرَّ وَأَبغَضتَ ٱلإِثمَ، لِذَلِكَ مَسَحَكَ ٱللهُ إِلَهُكَ بِدُهنِ ٱلبَهجَةِ أَفضَلَ مِن شُرَكائِكَ».
وَأَيضًا: «أَنتَ أَيُّها ٱلرَّبُّ في ٱلبَدءِ أَسَّستَ ٱلأَرضَ، وَٱلسَّماواتُ هِيَ صُنعُ يَدَيكَ.
هِيَ تَزولُ وَأَنتَ تَبقى، وَكُلُّها تَبلى كَٱلثَّوبِ،
وَتَطويها كَٱلرِّداءِ فَتَتَغَيَّر. وَأَنتَ أَنتَ، وَسِنوكَ لَن تَفنى».
هلِّلويَّات الإنجيل
قالَ ٱلرَّبُّ لِرَبّي: إِجلِس عَن يَميني، حَتّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيك.
-عَصا قُوَّةٍ يُرسِلُ لَكَ ٱلرَّبُّ مِن صِهيون، سُد في وَسَطِ أَعدائِكَ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس لوقا 20-1:2
في تِلكَ ٱلأيّامِ، صَدَرَ أَمرٌ مِن أَوغُسطُسَ قَيصَرَ بِإِحصاءِ جَميعِ ٱلمَسكونَة.
وَقَد جَرى هَذا ٱلإِحصاءُ ٱلأَوَّلُ إِذ كانَ كيرينِيوسُ وَالِيًا عَلى سورِيَّة.
فَأَخَذَ ٱلجَميعُ يَنطَلِقونَ كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدينَتِهِ.
فَصَعِدَ يوسُفُ أَيضًا مِنَ ٱلجَليلِ مِن مَدينَةِ ٱلنّاصِرَةِ إِلى ٱليَهودِيَّةِ، إِلى مَدينَةِ داوُدَ ٱلَّتي تُدعى بَيتَ لَحمَ، لِأَنَّهُ كانَ مِن بَيتِ داوُدَ وَمِن عَشيرَتِهِ،
لِيَكتَتِبَ مَعَ مَريَمَ ٱمرَأَتِهِ ٱلمَخطوبَةِ لَهُ وَهِيَ حُبلى.
وَبَينَما كانا هُناكَ تَمَّت أَيّامُ وِلادَتِها.
فَوَلَدَتِ ٱبنَها ٱلبِكر. فَلَفَّتهُ بِأَقماطٍ وَأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ، لِأَنَّهُ لَم يَكُن لَهُما مَحَلٌّ في ٱلفُندُق.
وَكانَ في تِلكَ ٱلبُقعَةِ رُعاةٌ يَبيتونَ في ٱلحُقولِ يَسهَرونَ عَلى رَعِيَّتِهِم في هَجَعاتِ ٱللَّيلِ،
وَإِذا مَلاكُ ٱلرَّبِّ قَد وَقَفَ بِهِم، وَمَجدُ ٱللهِ تَأَلَّقَ حَولَهُم، فَخافوا خَوفًا عَظيمًا.
فَقالَ لَهُمُ ٱلمَلاك: «لا تَخافوا! فَهاءَنَذا أُبَشِّرُكُم بِفَرَحٍ عَظيمٍ يَكونُ لِجَميعِ ٱلشَّعب:
إِنَّهُ قَد وُلِدَ لَكُم ٱليَومَ مُخَلِّص وَهُوَ ٱلمَسيحُ ٱلرَّبُّ في مَدينَةِ داوُد.
وَهَذِهِ ٱلعَلامَةُ لَكُم: إِنَّكُم تَجِدونَ طِفلاً مَلفوفًا بِأَقماطٍ مُضجَعًا في ٱلمِذوَد».
وَظَهَرَ بَغتَةً مَعَ ٱلمَلاكِ جُمهورٌ مِنَ ٱلجُندِ ٱلسَّماوِيّينَ يُسَبِّحونَ ٱللهَ وَيَقولون:
«أَلمَجدُ للهِ في ٱلعُلى، وَعَلى ٱلأَرضِ ٱلسَّلامِ، وَفي ٱلنّاسِ ٱلمَسَرَّة».
فَلَمّا ٱنطَلَقَ ٱلمَلائِكَةُ مِن عِندِهِم إِلى ٱلسَّماءِ، قالَ ٱلرُّعاةُ بَعضُهُم لِبَعض: «لِنَجُز إِذَن إِلى بَيتَ لَحمَ وَنَنظُر هَذا ٱلأَمرَ ٱلواقِعَ ٱلَّذي أَعلَمَنا بِهِ ٱلرَّبّ».
وَجاؤوا مُسرِعينَ، فَوَجَدوا مَريَمَ وَيوسُفَ وَٱلطِّفلَ مُضجَعًا في ٱلمِذوَد.
فَلَمّا رَأَوا ذَلِكَ أَخبَروا بِٱلكَلامِ ٱلَّذي قيلَ لَهُم عَن هَذا ٱلصَّبِيّ.
فَكُلُّ ٱلَّذينَ سَمِعوا تَعَجَّبوا مِمّا قالَ لَهُمُ ٱلرُّعاة.
وَكانَت مَريَمُ تَحفَظُ هَذِهِ ٱلأَقوالَ كُلَّها وَتَعيها في قَلبِها.
وَرَجَعَ ٱلرُّعاةُ وَهُم يُمَجِّدونَ ٱللهَ وَيُسَبِّحونَهُ عَلى كُلِّ ما سَمِعوا وَعايَنوا كَما قيلَ لَهُم.
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس النيصي (335 – 395)، راهب وأسقف
عظة حول الميلاد
« وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ »
أيّها الأخوة، بما أنّنا أُبلِغنا بالمعجزة، فلنذهب على مثال موسى لرؤية هذا المنظر العظيم (راجع خر 3: 3): في مريم، العلّيقة الملتهبة لا تحترق؛ فالعذراء ولدت النور من دون أن تصاب بأيّ أذى… فلنركض إذًا إلى بيت لحم، موقع البشرى السارّة! فإن كنّا رعاة عن حقّ، وإن بقينا ساهرين خلال حراستنا، فإلينا تتوجّه أصوات الملائكة التي تُعلن فرحًا عظيمًا… “المَجدُ للهِ في العُلى! والسَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ أَهْلِ رِضاه!” فحيث لم يكن هناك بالأمس إلاَّ مسرحًا للحرب والمنفى واللعنة، ها هي الأرض تستقبل السلام، لأنّ اليوم “مِنَ الأَرضِ نَبَتَ الحَقّ ومِنَ السَّماءَ تَطلعً البِرّ” (مز 85[84]: 12). هذه هي ثمرة الأرض المعطاة للبشر، مكافأة للذين نالوا رضى الله (راجع لو 2: 14). فالله يتّحِد بالإنسان لكي يرفع الإنسان إلى مستوى الله.
جوابًا على هذا الخبر، لنذهب أيّها الإخوة إلى بيت لحم ولنتأمل في سرّ المغارة: طفل صغير مقمّط باللفائف ومضجع في مذود. محافظة على عذريّتها بعد الإنجاب، ها هي الأمّ الطاهرة تُقبّل ابنها. فلنكرّر مع الرعاة قول النبي: “كَما سَمِعْنا، كذلِكَ رأَينا في مَدينةِ رَبِّ القوَّات في مدينةِ إِلهِنا” (مز 48[47]: 9).
ولكن لماذا بحث الربّ عن ملجأ في مغارة بيت لحم؟ لماذا نام في مزود؟ لماذا اكتُتِب في تعداد إسرائيل؟ يا إخوتي، إنّ ذاك الذي أتى لتحرير العالم، وُلد في عبوديّتنا للموت. وُلد في هذه المغارة لكي يكشف عن ذاته للناس الغارقين في الظلمة وفي ظلال الموت. أُضجِع في مذود لأنَّه ذاك الذي يجعل العشب ينمو للماشية (راجع مز 104[103]: 14)، هو الخبز الحيّ الذي يغذّي الإنسان بالطعام الرُّوحي لكي يعيش هو أيضًا بالرُّوح… أيُّ عيدٍ مفرح أكثر من عيد هذا اليوم؟ فقد أشرق الرّب يسوع المسيح، شمس البرّ، في ظلمتنا (راجع ملا 3: 20). فارتفع مجدّدًا ما كان قد سقط، وحُرِّرَ ما كان قد هُزِم… ما كان ميتًا عاد إلى الحياة… لنرنّم كلّنا اليوم بصوتٍ واحدٍ في كلِّ الأرض: “فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد، فأَحْرى أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه” (رو 5: 17).