القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 28 ديسمبر – كانون الأول 2019 “
سبت ما بعد الميلاد
تذكار القدّيسين الشهداء الذين أحرقوا في نيقوميذيا
بروكيمنات الرسائل 1:137
سَأَذكُرُ ٱسمَكَ في كُلِّ جيلٍ فَجيل.
-إِسمَعي يا بِنتُ وَٱنظُري، وَأَميلي أُذُنَكِ، وَٱنسَي شَعبَكِ وَبَيتَ أَبيكِ. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 16-11b:6
يا وَلَدي تيموثاوُسَ، إِقتَفِ ٱلبِرَّ وَٱلتَّقوى وَٱلإيمانَ وَٱلمَحَبَّةَ وَٱلصَّبرَ وَٱلوَداعَة.
جاهِد جِهادَ ٱلإيمانِ ٱلحَسَن. فُز بِٱلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّةِ ٱلَّتي دُعيتَ أَيضًا إِلَيها، وَٱعتَرَفتَ مِن أَجلِها ٱلإِعتِرافَ ٱلحَسَنَ أَمامَ شُهودٍ كَثيرين.
أوصيكَ أَمامَ ٱللهِ ٱلَّذي يُحيِي ٱلجَميعَ، وَأَمامَ ٱلمَسيحِ يَسوعَ ٱلَّذي شَهِدَ بِٱلإِعتِرافِ ٱلحَسَنِ لَدى بيلاطُسَ ٱلبُنطيّ:
بِأَن تَحفَظَ ٱلوَصِيَّةَ بِلا دَنَسٍ وَلا لَومٍ إِلى تَجَلّي رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ،
ٱلَّذي يُبديهِ في آوِنَتِهِ ٱلسَّعيدُ وَٱلقَديرُ وَحدَهُ، مَلِكُ ٱلمُلوكِ وَرَبُّ ٱلأَربابِ،
ٱلَّذي لَهُ وَحدَهُ ٱلخُلودُ وَمَسكِنُهُ نورٌ لا يُدنى مِنهُ، ٱلَّذي لَم يَرَهُ إِنسانٌ وَلا يَقدِرُ أَن يَراهُ، لَهُ ٱلكَرامَةُ وَٱلعِزَّةُ ٱلمُؤَبَّدَة. آمين
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ قَداستِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس متّى 21-15b:12
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، تَبِعَ يَسوعَ جُموعٌ كَثيرَةٌ فَشَفاهُم جَميعًا،
وَأَوصاهُم بِشِدَّةٍ أَلاَّ يُظهِروهُ،
لِكَي يَتِمَّ ما قيلَ بِأَشَعيا ٱلنَّبِيِّ ٱلقائِل:
«هُوَذا فَتايَ ٱلَّذي ٱختَرتُهُ، حَبيبي ٱلَّذي سُرَّت بِهِ نَفسي. أُحِلُّ روحي عَلَيهِ، فيُبَشِّرُ ٱلأُمَمَ بِٱلعَدل.
لا يُخاصِمُ وَلا يَصيحُ، وَلا يَسمَعُ أَحَدٌ صَوتَهُ في ٱلشَّوارِع.
قَصَبَةً مَرضوضَةً لا يَكسِرُ، وَكَتّانًا مُدَخِّنًا لا يُطفِئُ، حَتّى يَنتَصِرَ ٱلعَدلُ،
وَعَلى ٱسمِهِ تَتَوَكَّلُ ٱلأُمَم».
التعليق الكتابي :
القدّيس كيرِلُّس الإسكندريّ (380 – 444)، أسقف وملفان الكنيسة
العظة 15
« هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي »
إنّ سرّ بخلاصنا هو شاسع وعميق ومدهش إلى حدّ أنّ “المَلائِكَةُ يَشتَهونَ أَن يُمعِنوا النَّظَرَ فيه” (1بط1: 12)… بما أنّ الرّب يسوع المسيح هو الله بطبيعته، والكلمة الحقيقي لله الآب (يو1: 1)، وبما أنّه من طبيعة الآب نفسها ومشاركًا معه في الأزليّة، وبما أنّه تألّق في ذروة مجده، “هو الذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد”، وولد من العذراء “وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إنسان فَوضَعَ نَفسَه وأطاعَ حَتّى المَوت مَوتِ الصَّليب” (فل2: 6-8).
تنازل بنفسه نحو تواضعنا، هو الذي منح جميع البشر الكمال خاصّته. تنازل من أجلنا، طوعًا وليس بالإكراه. اتّخذ صورة العبد من أجلنا، هو نفسه الحرّ بطبيعته. أصبح فردًا منّا، هو الذي يتعالى على كلّ الخليقة. رضخ للموت، هو الذي يمنح حياة للعالم… أصبح مثلنا “مَولودًا في حُكمِ الشَّريعة” (غل4: 4)، هو الذي يفوق الشريعة بصفته الله. صار إنسانًا بيننا، “مَولودًا لامرَأة”. اتّخذ لنفسه بدايةً، هو الذي سبق القرون والأجيال كلّها: أكثر من ذلك، هو خالق الزمن وأصله… هو الذي تجسّد من مريم… هو من طبيعتنا نفسها، هو مصنوع من مادتنا نفسها، هو الذي أخذ ذريّة إبراهيم على عاتقه. لكن في الوقت عينه، هو من طبيعة الله أبيه نفسها على الصعيد الإلهي.