رفعت عيني الى الجبال – الأب وليم سيدهم
رفعت عيني الى الجبال
يتحدث المرنم عن الجبال وهي أقرب مكان على الأرض إلى السماء، والكتاب المقدس يذكر جبالًا تجلى فيها الرب لأنبيائه…. وخلانه، مثل جبل موسى وجبل التجلي وجبل الزيتون حيث أمضى يسوع فيه أيامه الأخيرة يُصلي إلى الآب قبل القبض عليه للمحاكمة.
“أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي! مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.” (مز 121: 1، 2) ويرتل المرنم في وصف جمال الرب ورعايته وحنانه على الإنسان، ويضيف “لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ.” (مز 121: 3، 4) كل هذه المعاني تلخصها كلمة “معونتى من عند الرب”
وفي القرن الرابع الميلادي شهدت كنيسة مصر ميلاد الرهبنة الصحراوية حيث إرتحل الأنبا انطونيوس الكبير إلى عمق الصحراء حيث إستقر في المكان الكائن فيه الدير العامر بإسمه في البحر الأحمر، كما إنتشرت قلايات الرهبان في برية شهيت حيث دير الأنبا مقار ودير البراموس ودير السريان. هذه الأديرة التي مازالت عامرة تدل على ترسخ مفهوم الشغف بالله وترك كل زينة العالم ليخلص الراهب نفسه ويصلي من أجل سلام العالم.
ولازال الحجاج يتوافدون من كل أنحاء العالم لصعود جبل موسى والتبرك بهذا المكان الذي شهد مرات عديدة اللقاء بين موسى النبي وبين الله بحسب ما تسلمناه من تقاليد وما سجل في كتاب التوراة.
ولازال الصعود إلى الجبال للخلوة والصلاة بعيدًا عن ضوضاء المدينة يمثل ممارسة شيقة وإن كانت شاقة للباحثين عن السكينة وعن المناظر الخلابة في مصر وفلسطين والأردن في الأماكن التي باركها الأنبياء وعاش فيها السيد المسيح له المجد.