القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 11 يناير – كانون الثاني 2020 “
اليوم الخامس بعد الدنح المجيد
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 10-1:6
يا إِخوَتِي، إِنْ أُخِذَ إِنْسَانٌ بِزَلَّة، فأَصْلِحُوهُ أَنْتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِرُوحِ الوَدَاعَة، وَٱحْذَرْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَيْضًا.
إِحْمِلُوا بَعْضُكُم أَثْقَالَ بَعض، وهكَذَا أَتِمُّوا شَرِيعَةَ المَسيح.
إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ.
فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وحِينَئِذٍ يَكُونُ افْتِخَارُهُ في نَفْسِهِ فَقَطْ لا في غَيْرِه.
فإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ الخَاصّ.
مَنْ يَتَعَلَّمُ كَلِمَةَ الإِيْمَان، فَلْيُشَارِكْ مُعَلِّمَهُ في جَمِيعِ الخَيْرَات.
لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا.
فالَّذي يَزرَعُ فِي جَسَدِهِ، يَحصُدُ منَ الجَسَدِ فسَادًا؛ والَّذي يَزْرَعُ في الرُّوح، يَحصُدُ مِنَ الرُّوحِ حَيَاةً أَبَدِيَّة.
فلا نَمَلَّ عَمَلَ الخَيْر، ولا نَكِلَّ، لأَنَّنَا سَنَحْصُدُهُ في أَوَانِهِ.
إِذًا فمَا دَامَ لَنَا مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقت، فَلْنَصْنَعِ الخَيْرَ إِلى جَمِيعِ النَّاس، وخُصُوصًا إِلى أَهلِ الإِيْمَان.
إنجيل القدّيس متّى 12-7:3
لَمَّا رَأَى يُوحَنَّا كَثِيرينَ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَيْهِ لِيَعْتَمِدُوا، قَالَ لَهُم: «يَا نَسْلَ الأَفَاعِي، مَنْ دَلَّكُم عَلى الهَرَبِ مِنَ الغَضَبِ الآتي؟
أَثْمِرُوا ثَمَرًا يَلِيقُ بِالتَّوْبَة.
ولا يَخْطُرْ لَكُم أَنْ تَقُولُوا في أَنْفُسِكُم: إِنَّ أَبَانَا هُوَ إِبْرَاهِيم. فَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الحِجَارَةِ أَوْلادًا لإِبْرَاهِيم.
هَا هِيَ الفَأْسُ عَلى أُصُولِ الشَّجَر، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا طَيِّبًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار.
أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاءِ لِلتَّوبَة. أَمَّا الآتِي بَعْدِي فَهُوَ أَقْوَى مِنِّي، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.
في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فَيَجْمَعُ قَمْحَهُ في الأَهْرَاء، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ».
التعليق الكتابي :
البابا فرنسيس
الرسالة العامّة: “نور الإيمان (Lumen fidei) “، الأعداد 20 – 21
« إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار »
إنّ منطق الإيمان الجديد يتمحور حول الرّب يسوع المسيح. فالإيمان بالرّب يسوع يُخلّصنا لأنّه في الرّب، تنفتح الحياة جذريًّا على محبّة إلهيّة تسبقنا وتحوّلنا من الداخل، وتعمل فينا ومعنا… انحدر الرّب يسوع إلى الأرض وقام من بين الأموات؛ إنّ ابن الله، من خلال تجسّده وقيامته، قد عاش مسيرة الإنسان بأكملها وبقي في قلوبنا من خلال الرُّوح القدس. إنّ الإيمان يعرف أن الله جعل نفسه قريبًا جدًّا منّا، وأنّ الرّب يسوع هو هبة كبيرة قُدِّمَت لنا، هبة تحوّلنا من الداخل، وتسكن فينا وتعطينا النور الّذي يضيء بداية الحياة ونهايتا، وكلّ فترة مسيرة الإنسان.
نستطيع بهذا الشكل أن نفهم الأمر الجديد الّذي يقودنا الإيمان إليه. إنّ المحبّة الإلهيّة تحوّل المؤمن الّذي انفتح على هذه المحبّة بإيمانه؛ وبانفتاحه على هذه المحبّة الّتي وُهِبت له، فإنّ وجود المؤمن يتمددّ إلى حدودٍ تتخطّى ذاته. في هذا الإطار، يستطيع القدّيس بولس أن يؤكّد ذلك قائلاً: “فما أَنا أَحْيا بَعدَ ذلِك، بلِ المسيحُ يَحْيا فِيَّ” (غل 2: 20)، ليحثّنا من بعد ذلك بقوله: “لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب… وأَسأَلُه… أَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان” (أف3 : 14+16+17). في الإيمان، تكبر “الأنا” الخاصّة بالمؤمن لكي يسكن فيه “آخر” ويحيا في “آخر”، وهكذا تتّسع حياته في المحبّة الإلهيّة. هنا بالذات يكمن عمل الرُّوح القدس الخاص: حيث يستطيع المسيحي أن يكون لديه عينيّ الرّب يسوع، ومشاعره وطاعته البنويّة لأنّه أعطي أن يكون مشاركًا في محبّته الإلهيّة الّتي هي الرُّوح القدس. فمن خلال هذه المحبّة الإلهيّة، تصلنا رؤية الرّب يسوع الخاصّة. فخارج هذا التّكيّف في المحبّة الإلهيّة، خارج حضور الرُّوح القدس الّذي “يفيض مَحَبَّةَ الله في قُلوبِنا” (رو 5: 5)، “لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَقول: يَسوعُ رَبٌّ” (1كور 12: 3).