stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

القراءات اليومية بحسب التقويم المارونيّ 29 كانون الثاني / يناير

950views

الأربعاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 13-1:6

وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛
لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص.
فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم.
بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات،
في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم،
وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،
في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى،
في المَجْدِ والهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون!
كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛
كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء!
لَقَدْ كَلَّمْنَاكُم بِصَرَاحَة، يَا أَهْلَ قُورِنْتُس، ووَسَّعْنَا لَكُم قُلُوبَنَا!
لَسْتُم مُتَضَايِقِينَ بَسَبَبِنَا، بَلْ أَنْتُم مُتَضَايِقُونَ في دَاخِلِكُم!
وأَنَا أُكَلِّمُكُم كَأَوْلادِي، فَعَامِلُونِي بِمِثْلِ مَا أُعَامِلُكُم، ووَسِّعُوا لي أَنْتُم أَيْضًا قُلُوبَكُم!

إنجيل القدّيس يوحنّا 25-13:9

فَجَاؤُوا بِٱلَّذي كَانَ أَعْمَى إِلى الفَرِّيسِيِّين.
وكَانَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ الطِّين، وفَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى، يَوْمَ سَبْت.
وعَادَ الفَرِّيسِيُّونَ يَسْأَلُونَهُ كَيْفَ أَبْصَر، فَقَالَ لَهُم: «وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، وٱغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر».
فَقَالَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّين: «لَيْسَ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لأَنَّهُ لا يَحْفَظُ السَّبْت». وقَالَ آخَرُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَ هذِهِ الآيَات؟». وكَانَ بَيْنَهُم شِقَاق.
فَقَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «وأَنْتَ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». قَال: «إِنَّهُ نَبِيّ».
ومَا صَدَّقَ اليَهُودُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى ثُمَّ أَبْصَر، فَٱسْتَدْعَوا وَالِدَيْه،
وسَأَلُوهُمَا قَائِلين: «أَهذَا هُوَ ٱبْنُكُمَا الَّذي تَقُولانِ عَنْهُ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآن؟».
فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وقَالا: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُنَا، وأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى.
أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلا نَعْلَم، أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلا نَعْلَم. إِسْأَلُوه، وهُوَ يُجِيبُ عَنْ نَفْسِهِ، لأَنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد».
قَالَ وَالِدَاهُ هذَا خَوْفًا مِنَ اليَهُود، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا قَدِ ٱتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَفْصِلُوا عَنِ المَجْمَعِ كُلَّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح.
لِذلِكَ قَالَ وَالِدَاه: «إِنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد، فَٱسْأَلُوه».
فَٱسْتَدْعَى الفَرِّيسِيُّونَ ثَانِيَةً ذَاكَ الَّذي كَانَ أَعْمَى وقَالُوا لَهُ: «مَجِّدِ ٱلله! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئ».
فَأَجَاب: «لا أَعْلَمُ إِنْ كَانَ خَاطِئًا. أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا، وهُوَ أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى، وهَا أَنَا الآنَ أُبْصِر».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

التعليق الكتابي 

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
البحث 44
«وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، وٱغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر»
وكَانَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ الطِّين، وفَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى، يَوْمَ سَبْت. وعَادَ الفَرِّيسِيُّونَ يَسْأَلُونَهُ كَيْفَ أَبْصَر، فَقَالَ لَهُم: “وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، وٱغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر”. فقال بعض الفريسيّين وليس جميعهم لأنّ البعض منهم كانت قلوبهم جبلت بالطين. فقال أولئك الذين لم ينعموا بالبصر ولم يُجبلوا بالطين: “لَيْسَ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لأَنَّهُ لا يَحْفَظُ السَّبْت”. وكان يسوع هو الذي يحفظ السبت، لأنَّه كان بلا خطيئة. أليس التحرّر من الخطيئة هو في الواقع الحفاظ على السبت روحيًّا؟ وأخيرًا يا إخوتي، التوصية التي يعطينا إيّاها الله، من خلال فرضه علينا واجب الحفاظ على السبت هي: “لا تَعمَلوا فيه عَمَلاً شاقًّا” (لا 23 : 8).

هذه هي الكلمات التي قالها الربّ عندما أصدر وصيّة السبت: “لا تعملون فيه عمل عبوديّة أو عملاً شاقًّا”. تذكّروا الدروس السابقة، وتعرفون ما هو عمل العبوديّة. استمعوا إلى المخلّص نفسه يقول: “كُلُّ مَن يَرتَكِبُ الخَطيئَة يَكونُ عَبْداً لِلخَطيئَة” (يو 8 : 34). لكن الفريسيّين، كما قلت، لم يتمتّعوا بالبصر، ولم يجبلوا بالطين، لذلك ظلّوا يقدّسون السبت بطريقة جسديَّة وينتهكون قدسيّته روحيًّا.

وقال الذين كانت عيون قلوبهم قد جبلت بالطين: “كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَ هذِهِ الآيَات؟ وكَانَ بَيْنَهُم شِقَاق”. هكذا فَصَلَ النهار النور عن الظلمة. فسألوا الأعمى مرّةً أخرى: “وأَنْتَ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيْك؟” ما هو شعورك حياله؟ ما رأيك؟ ماذا تقول فيه؟ وكانوا يسعون لإيجاد طريقة للإيقاع بالرجل فيطردوه من المجمع، وكان هذا الأمر يستوجب منه أن يتبع المسيح. لكنَّه استمرّ في التعبير عن رأيه وقال: “إنّه نبيّ”، إذ كانت عينيّ روحه قد جبلت بالطين، صحيح أنَّه لم يعترف بعد بابن الله، لكنه لم يكذب. لأنّ المخلّص قال متحدّثًا عن نفسه: “الحَقَّ أَقولُ لكم: ما مِن نَبِيٍّ يُقبَلُ في وَطنِه” (لو 4: 24).