القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 30 يناير – كانون الثاني 2020 “
تذكار آبائنا في القدّيسين معلّمي المسكونة باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتيّ ويوحنّا الذهبيّ الفم
تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة إيبوليتس كاهن كنيسة روما
بروكيمنات الرسائل 1:156
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
الرسالة إلى العبرانيّين 16-7:13
يا إِخوَة، أُذكُروا مُدَبِّريكُمُ ٱلَّذينَ كَلَّموكُم بِكَلِمَةِ ٱلله. تَأَمَّلوا في عاقِبَةِ تَصَرُّفِهِم وَٱقتَدوا بِإيمانِهِم.
إِنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ هُوَ أَمسِ وَٱليَومَ وَإِلى ٱلدُّهور.
لا تَنخَدِعوا بِتَعاليمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَريبَة. فَإِنَّهُ يَحسُنُ أَن يُثَبَّتَ ٱلقَلبُ بِٱلنِّعمَةِ، لا بِأَطعِمَةٍ لَم تَنفَعِ ٱلَّذينَ جَرَوا بِموجَبِها.
إِنَّ لَنا «مَذبَحًا» لا يَحِقُّ لِلَّذينَ يَخدُمونَ ٱلمَسكِنَ أَن يَأكُلوا مِنهُ.
لِأَنَّ ٱلحَيَواناتِ ٱلَّتي يَدخُلُ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ «ٱلأَقداسَ» بِدَمِها عَنِ ٱلخَطيئَةِ، تُحرَقُ أَجسامُها خارِجَ ٱلمَحَلَّة.
لِذَلِكَ يَسوعُ أَيضًا تَأَلَّمَ خارِجَ ٱلبابِ، لِيُقَدِّسَ ٱلشَّعبَ بِدَمِهِ ٱلخاص.
فَلنَخرُج إِذَن إِلَيهِ إِلى خارِجِ ٱلمَحَلَّةِ حامِلينَ عارَهُ.
لِأَنَّهُ لَيسَ لَنا هَهُنا مَدينَةٌ باقِيَةٌ، لَكِنّا نَطلُبُ ٱلآتِيَة.
فَلنُقَرِّب بِهِ إِذَن ذَبيحَةَ ٱلحَمدِ للهِ كُلَّ حينٍ، وَهِيَ ثَمَرُ ٱلشِّفاهِ ٱلمُعتَرِفَةِ لِٱسمِهِ.
لا تَنسوا ٱلإِحسانَ وَٱلمُؤاساةَ، فَإِنَّ ٱللهَ يَرتَضي مِثلَ هَذِهِ ٱلذَّبائِح.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 19-14:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «أَنتُم نورُ ٱلعالَم. لا يُمكِنُ أَن تَخفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَلٍ،
وَلا يوقَدُ سِراجٌ وَيوضَعُ تَحتَ ٱلمِكيالِ، بَل عَلى ٱلمَنارَةِ فَيُضيءُ لِكُلِّ مَن في ٱلبَيت.
هَكذا فَليُضئ نورُكُم قُدّامَ ٱلنّاسِ، لِيَرَوا أَعمالَكُمُ ٱلصّالِحَةَ وَيُمَجِّدوا أَباكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
لا تَظُنّوا أَنّي أَتَيتُ لِأَنقُضَ ٱلنّاموسَ وَٱلأَنبِياء. إِنّي لَم آتِ لِأَنقُضَ، بَل لِأُتَمِّم.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ إِلى أَن تَزولَ ٱلسَّماءُ وَٱلأَرضُ، لا تَزولُ ياءٌ واحِدَةٌ أَو نُقطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ ٱلنّاموسِ، حَتّى يَتِمَّ ٱلكُلّ.
فَكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً مِن تِلكَ ٱلوَصايا ٱلصُّغرى وَيُعَلِّمُ ٱلنّاسَ هَكذا، فَإِنَّهُ يُدعى ٱلأَصغَرَ في مَلَكوتِ ٱلسَّماوات. وَأَمّا مَن يَعمَلُ بِها وَيُعَلِّمُ، فَهَذا يُدعى عَظيمًا في مَلَكوتِ ٱلسَّماوات».
التعليق الكتابي :
القدّيس مكسيمُس المُعترف (حوالى 580 – 662)، راهب ولاهوتي
السؤال 63 إلى تلاسيوس
« كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي » (مز119[118]: 105).
المصباح فوق المنارة، هو ربّنا يسوع المسيح، نور الآب الحقيقيّ، “الذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، والآتي إِلى العالَم” (يو 1: 9). وبعبارة أخرى، هو حكمة الآب وكلمته؛ وبعد أن قَبِل طبيعتنا البشريّة، أصبح فعلاً “مصباح” العالم ودُعي كذلك. ونحن نبتهل ونسبّح له في الكنيسة بإيماننا وخشوعنا. وهكذا، يصبح مرئيًّا من جميع الأمم، “فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت”، أي للعالم أجمع، كما قال: “ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت” (مت 5: 15).
ونلاحظ أنّ الرّب يسوع المسيح يدعو نفسه سراجًا. إنّ الّذي هو الإله بطبيعته، قد أصبح إنسانًا في مشروع الخلاص، ونورًا محتوىً في الجسد كما في إناء… هذا ما كان يفكّر فيه داود عندما قال: “كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي” (مز119[118]: 105). مخلّصي وإلهي يُسمّى مصباحًا في الكتاب المقدّس لأنّه يبدّد ظلمات الجهل وشرّ البشر. وبما أنّه الوحيد القادر على تبديد ظلمات الجهل والخطيئة، فقد أصبح طريق الخلاص للجميع. فهو يقود إلى الآب كلّ مَن، مِن خلال المعرفة والفضيلة، يسير معه على طريق الوصايا كما على طريق العدالة.
والمنارة هي الكنيسة المقدّسة، لأنّ كلمة الله يشعّ من خلال عملها التبشيريّ. وهكذا، تستطيع أشعّةُ حقيقته أن تُنير العالم كلّه… ولكن بشرط واحد، وهو ألاّ تُخفى تحت حَرفيّة الشريعة. فكلّ مَن يتمسّك بِحَرفيّة الشريعة وحدها، يعيش بحسب الجسد ويضع السراج تحت المكيال. أمّا الكنيسة، فهي على المنارة، وتنير البشر أجمعين.