رسالة الصلاة لشهرفبراير 2020 – الاب، بيوس فرح ادمون الفرنسيسكاني
رسالة الصلاة لشهرفبراير 2020
رقم 103
كيف نعمل وبايمان لتستجاب صلواتنا
لتكون صلواتنا مستجابة علينا بالعمل بموجب ما نصلي من اجله، يريد الرب منا أن نبذل قصارى جهدنا لكى نعمل بانسجام مع صلواتنا، على سبيل المثال، أذا طلبنا من الله أن ” يعطينا خبز يومنا” ينبغي أن نجتهد ونكد في أي عمل يمكننا القيام به ( متى 6/11 ) ( 2 تسالونيكي 3/ 10) او بمعنى أخر لايمكن أن نطلب من الرب الطعام اليومي ونحن لا نسعى ولا نعمل من اجل كسب لقمة العيش، فالكتاب المقدس يعلمنا ” من لا يعمل لا ياكل ” واذا سالنا الرب أن يساعدنا على تخطي ضعفاتنا ، لنكسب خبز حياتنا بامانة، ويرفع عنا العناء والتعب اليومي، فالرب يساعدنا ويعضدنا ويحمل عنا عناء النهار وحره ، ويبارك عملنا ويزيد من ارزاقنا ويقف بجانب الذي يعمل ” عندما ياتي ابن الانسان يجده يعمل ” فالصلاة تساعد المجتهد والساهر على مستقبله ولا تساعد الكسالى والمهملين ” فاجاب سيده وقال له أيها العبد الشرير الكسلان” ( متى 25)
طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا
يريد الرب ايضا ان نصلي اليه بتواضع وإخلاص. فلدينا سبب مهم للاقتراب الى الرب بتواضع. على سبيل الايضاح، عندما يتسنى للناس فرصة مخاطبة ملك او رئيس جمهورية، يكلمونه عادة باحترام تقديرا لمركزه الرفيع. فكم بالاحرى ينبغي ان نعرب عن فائق احترامنا لربنا عندما نقترب اليه بالصلاة! فالرب هو «الله القادر على كل شيء». (تكوين ١٧:١) لذلك عندما نصلي اليه، يلزم ان نصلي بطريقة تُظهر اننا نعترف بمكانتنا المتواضعة امامه. ويجب ان يدفعنا تواضعنا هذا ان نقدّم صلاة مخلصة نابعة من القلب المتواضع الذي يعيش التواضع مع الجميع عمليا.
أحد هذه المطالب الاساسية هو الايمان المؤيد بالاعمال ( مرقص 11/24 )
لذلك أقول لكم:”كل ما تطلبونه حينما تصلون، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكم.” فقد قال بولس الرسول ” بدون إيمان يستحيل إرضاؤه ” …. يجب على الذي يجلس في حضرة الله أن يؤمن بانه حاضر وانه يستجيب ويكافىء الذين يجدون في طلبه. ويعملون على تحقيقه( عبرانيين 11/ 6 )، ولكن لا يكفي أن نقرَ ان الله موجود وانه يسمع ويستجيب صلواتنا، ليكون ايماننا حقيقيا، بل يلزم ان نبرهن عن ايماننا بالاعمال. فيجب ان تظهر طريقة حياتنا اليومية وتصرفاتنا اننا نملك فعلا ايمانا حقيقيا، ونعلن إيماننا امام الجميع بلا خوف ولا خجل أو انكار.
واخيرا …. كلمة ” أمين” . ” ليكن كذلك ” رايناها في عدة صلوات من الكتاب المقدس . ان من الملائم أن نقول ” أمين ” في ختام صلواتنا الشخصية أو الجماعية، فعندما نختم صلاتنا بكلمة ” أمين” نؤكد ان كل ما قلناه صادق ومخلص ومعاش في حياتنا، وعندما نقول ” أمين ” سواء بصوت مرتفع او منخفض، في نهاية صلاة جماعية يقدمها شخص اخر، يدل ذلك اننا نوافق على مضمون هذه الصلاة ونطلب بركاتها.
الاب، بيوس فرح ادمون
الفرنسيسكاني