القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 4 فبراير – شباط 2020 “
الثلاثاء من أسبوع الكهنة
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 13-1:2
يا إخوَتِي، وأَنْتَ، يا ٱبْنِي، تَشَدَّدْ بِالنِّعْمَةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع.
ومَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِين، إِسْتَودِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاء، جَدِيرِينَ هُم أَيْضًا بِأَنْ يُعَلِّمُوا غَيْرَهُم.
شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ المَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِلمَسِيحِ يَسُوع.
ومَا مِنْ جُنْدِيٍّ يَنْهَمِكُ في الأُمُورِ المَعِيشِيَّة، إِذا أَرادَ أَنْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ.
ومَنْ يُصَارِعُ لا يَنَالُ إِكْلِيلاً إِلاَّ إِذا صَارَعَ بِحَسَبِ الأُصُول.
والحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر.
تأَمَّلْ في مَا أَقُول: والرَّبُّ سَيُعْطِيكَ فَهْمًا في كُلِّ شَيْء!
تَذَكَّرْ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،
الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ المَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد.
لِذلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ المُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الخَلاصِ في المَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ المَجْدِ الأَبَدِيّ.
صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَة: إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَ مَعَهُ،
وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا،
وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ!
إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
التعليق الكتابي :
القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ
المُرَبّي، 1، 12 + 17
« لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ »
إنّ دور الرّب يسوع المسيح، مُرَبّينا، هو، كما يشير إليه اسمه، هداية الأطفال. ويبقى النّظر إلى أيّة أطفال يقصد الكتاب المقدّس التكلّم عنهم، ومن ثم إعطاؤهم مربّيهم الخاص. الأطفال هم نحن. يحتفل بنا الكتاب المقدّس بشتّى الطرق؛ ويستعين بصور مختلفة للإشارة إلينا، مُلوِّنًا بألف صبغة بساطة الإيمان. يُقال في الإنجيل: «وقَفَ يسوعُ على الشَّاطِئ، وقالَ لتَّلاميذَه – كانوا يصطادون –: أَيُّها الفِتْيان، أَمعَكُم شَيءٌ مِنَ السَّمَك؟» (يو 21: 4 – 5). هم تلاميذه الذين كان يدعوهم أطفالاً. «وأَتَوه بِأَطفالٍ لِيَضَعَ يَدَيهِ علَيهِم ويُصلِّي، فَانتَهَرهُمُ التَّلاميذ. فقالَ يسوع: دَعوا الأَطفال، لا تَمنَعوهم أَن يَأتوا إِليَّ، فإِنَّ لِأمثالِ هؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات.» الرّب هو بذاته أوضح معنى كلمته قائلًا: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات.» إنَّ ذلك لا يشير إلى إحياءٍ جديد، لكن يقترح علينا حَذوَ بساطة الأطفال…
يمكننا حقًا مناداتهم أطفال، الذين لا يعرفون إلا الله أباهم – مولودون جدد، بسطاء وطاهرون… هم كائنات تقدّمت في الكلمة، يدعوها إلى التخلّي عن الانشغالات الدنيويّة لكي تُصغي فقط إلى أبيها، مُقتديةً بالأطفال الصغار. لذا يقول لها: «فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.» (مت 6: 34). هكذا يحثّنا إلى التخلّي عن همومنا الدنيوية للتعلق فقط بأبينا. فمَن مارس هذه الوصية هو حقًا مولود جديد، طفلٌ لله وللعالم، لأنّ العالم يعتبره جاهلًا أمّا الله فيعتبره مَوضِعَ حنان.