برنامج عمل – الأب وليم سيدهم
برنامج عمل
من قال أن يسوع أتى إلى العالم بدون خطة؟ كيف نتعرف على هذه الخطة ومعها برنامج عمل؟ يقول أشعياء النبي: “رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إش 61: 1)
ولما تم الزمان جاء يسوع ليعتمد من يوحنا في نهر الأردن وكان يوحنا قد أُخبر بأن من يتنزل عليه الروح القدس هو “العريس” وزيادة للتأكيد على هذا البرنامج الذي إختاره يسوع لنفسه صدح صوت الآب أثناء معمودية الله ليُصدق على خطة الله: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».” (مت 3: 17)
على عكس آدم الأول الذي ناداه الله في الجنة بعد أن تجاسر وأكل من الشجرة المُحرمة. جاء آدم الجديد لكي يضمد جروح الإنسانية ويعيد إليها نضارتها وتناسقها مع خالقها.
نادى الرب على آدم: «أَيْنَ أَنْتَ؟».” (تك 3: 9) فأجاب آدم «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ. فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»” (تك 3: 10- 11) ونعرف بقية القصة.
أما يسوع فبعد أن إختار لنفسه برنامجًا يتسق مع جسامة رسالته وفي قلب العالم الشرير وليس الجنة فيتقدم بكل تواضع وخشوع وينضم إلى طابور الخطأة وهو الذي لم يعرف الخطيئة ليتقبل معمودية التوبة فيصدح صوت الآب من السماء قائلًا: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».” (مت 3: 17)
في كل تاريخ البشرية منذ سقوط آدم دعا الله المئات من الأنبياء والرسل والملوك لكي يصلحوا ما أفسده آدم. إلا أنهم لم يصلوا إلى هذه الدرجة من الكمال. فشاء الله أن يولد ابن من إمرأة اسمها مريم ليحصل على الجنسية الكاملة لبني البشر من خلال إمرأة إصطفاها لتكون أمًا له وأب بار. قبل أن يتماهى مشروعه مع مشروع الله وهو القديس يوسف البار.
”هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” سنجد صدى هذا الإعلان الإلهي في إنجيل يوحنا خاصة حيث يتحدث الإبن عن أبيه أمام تلاميذه وأمام العالم. ويتباهى بأنه ابن الآب ويضحك من إدعاء الفريسيين بأنهم “أبناء ابراهيم” قائلًا: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.” (يوحنا 8: 39- 40)
تختلط خطة السماء بخطط الأرض وبين السماء والأرض وطلب الابن وهو متمسك بالآب حتى آخر لحظة من حياته الأرضية: ” يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ” (لو 23: 34) وقبل أن يسلم روحه للآب ينادي يوحنا الحبيب قائلًا وهو يشير إلى مريم “هذه أمك” ثم يشير إلى أمه مريم “هوذا ابنك”.
نعم، برنامج عمل الله من أجل خلاص الإنسان كشفه لنا المسيح ابن الله قبل الدهور بحياته وموته وقيامته. لكي ما نتبنى نحن هذا البرنامج وخارطة الطريق إذا أردنا الوصول إلى بر الأمان لننشر الحب والسلام ونعيش في سلام الله ورعايته.