stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« أَلَكم عُيونٌ ولا تُبصِرون، وآذانٌ ولا تَسمَعون؟ … لم تَفهَموا حتَّى الآن؟ » – القدّيسة جيرترود ديلفا

586views

القدّيسة جيرترود ديلفا (1256 – 1301)، راهبة بندكتيّة
التّمارين، 5

« أَلَكم عُيونٌ ولا تُبصِرون، وآذانٌ ولا تَسمَعون؟ … لم تَفهَموا حتَّى الآن؟ »

“أَللَّهُمَّ أَنتَ إِلهي، إِلَيكَ بَكَّرتُ، إِلَيكَ ظَمِئَت نَفْسي وتاقَ جَسَدي” (مز 63[62]: 2)… أيّها النّور البهيّ الّذي ينير نفسي، أيّها الفجر السّاطع، كُن فيَ انبلاج النّهار؛ أضئ عليّ بضيائك لكي ما “أُعايِنُ النُورَ بِنورِكَ” (مز 36[35]: 2). فليتحوّل ليلي من خلالك إلى نهار. يا صباحي المحبوب، اجعلني ألاّ أتعلق بشيء ليس منك وأن أعتبر كلّ شيءٍ سواك هباءً حُبًّا منّي لِحُبِّك لي. تعال لزيارتي منذ لحظات الصّبح الأولى لكي تحوّلني فجأةً إليك بِكُلِّيَتي… دمّر كلّ ما يأتي منّي؛ اجعلني أعبر عبورًا كاملاً إليك بطريقة لا أستطيع بعد ذلك أن أجد نفسي في ذاتي في هذا الزمن المحدود، إنّما اجعلني أسكن متّحدًا فيك إلى الأبد…

متى أشبع من جمال رائعٍ وباهرٍ كهذا؟ أنت، يا ربّي يسوع، أيّها “الكَوكَبُ الزَّاهِرُ في الصَّباح” (رؤ 22: 16) والعاكس البهيُّ للضياء الإلهي، متى سأستنير بحضورك؟ أيّها البهاء الّذي يليق به كلّ محبّة، متى ستجعلني أشبع منك؟ آه لو أستطيع فقط أن أرى في هذا العالم ولو نذرًا يسيرًا من أشعّة جمالك…، أو أن يكون لي تذوّق مُسبَق لعذوبتك، وأن أتلذذ بك مسبقًا يا من أنت “حِصَّةُ ميراثي” (مز 16[15]: 5)… أنت مرآة الثّالوث الأقدس الّتي يُسمحُ بأن تشاهدَه عين القلب الطّاهر (راجع مت 5: 8): إذ “نَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة، وأَمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه” (1كور 13: 12).