صلاة الساعات ” 26 فبراير – شباط 2020 “
أربعاء الرماد
اللون الليتورجي بنفسجي
صلاة السَحَر
• اللَّهُمّ † بَادِرْ إلى مَعونَتِي.
– يا رَبّ، أسْرِعْ إلى إغَاثَتِي.
المَجْدُ للآبِ وَالابْنِ، والرُّوحِ القُدُس
كَمَا كَانَ في البَدْءِ والآنَ وَكلَّ أوانٍ،
وإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: للمسيحِ الرَّبِّ، الذي جُرِّبَ وتألَّمَ مِن أجلِنا، هَلمّوا نَسجُدْ.
المزمور ٢٣ (٢٤)
حلول الربّ بهيكله
فتحَ المسيحُ أبوابَ السماء عندما صعد السماء (ق. ايرينيوس)
لِلرَّبِّ الأَرضُ كُلُّ مَا فيها *
الدّنيا وساكِنوها
لأَنَّه على البِحارِ أَسَّسَها *
وعلى الأَنْهارِ أَرْساها
مَنْ ذا الَّذي يَصعَدُ جَبَلَ الرَّبِّ †
ومَنْ ذا الَّذي يُقيمُ في مَقَرِّ قُدْسِهِ؟ *
النَّقِيُّ الكَفَّين والطَّاهِرُ القَلْب
الَّذي لم يَحمِلْ على الباطِلِ نَفسَهُ *
ولم يَحْلِفْ خادِعًا
رَحْمةً يَنالُ مِن لَدُنِ الرَّبّ *
وبِرًّا مِن إِلهِ خَلاصِهِ
ذلكَ جِيلُ مَنْ يَطلبُونَهُ *
مَن يَلتَمِسونَ وَجهَكَ يا إِلهَ يَعْقوب
اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد
مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟ †
هو الرَّبُّ العَزيزُ الجَبَّار *
الرَّبُّ الجَبَّارُ في القِتال
اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أَيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد
مَن هَذَا مَلِكُ المَجْد؟ *
رَبُّ القوَّاتِ هو مَلِكُ المَجْد
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: للمسيحِ الرَّبِّ، الذي جُرِّبَ وتألَّمَ مِن أجلِنا، هَلمّوا نَسجُدْ.
أنتيفونة ١: قلبي مُستَعِدٌّ، يا الله، قَلبي مُستَعِدّ.
المزمور ١٠٧ (١٠٨)
تسبيح الربّ واستنجاده
لمّا كان ابن الله قد ارتفع فوق السموات،
بُشّر بمجده في الأرض كلها (أرنوبوس)
قَلْبي مُستَعِدٌّ يا أَلله †
إِنِّي أُنشِدُ وأعْزِف *
اِسْتَيقِظْ يا مَجْدي
اِسْتَيقِظْ أَيُّها العُودُ والكِنَّارة *
سَأُوقِظُ السَّحَر
أَحْمَدُكَ أيُّها الرَّبُّ في الشُّعُوب *
وأَعزِفُ لَكَ في الأمَم
فقَدْ عَظُمَتْ رَحمَتُكَ في السَّمَوات *
وحَقُكَ إلى الغُيوم
ارْتَفِعْ أَللًهُمَّ على السَّمَوات *
ولْيَكُنْ مَجْدُكَ على الأرضِ كُلِّها
لِكَي يَخْلُصَ أحِبَّاؤكَ *
خَلِّصْ بِيَمينكَ واسْتَجِبْ لي
أَللهُ تَكَلَّمَ في قُدسِهِ †
فَأَبْتَهِجُ وأُقَسَمُ شَكِيم *
وأَقيسُ وادِيَ سُكُّوت
لي جِلْعادُ ولي مَنَسَّى †
وأفْرائيمُ خُوذَةُ رأسِي *
ويَهُوذا صَولَجانُ مُلْكي
مُوآبُ وِعاءٌ أَغتسِلُ فِيهِ †
على أدومَ أُلْقي نَعْلِي *
على فلِسطينَ هُتافُ انْتِصاري
إِلى المَدينَةِ الحَصينَةِ مَن يَقودُني *
والى أدومَ مَن يَهْدِيني
إلَّا أنتَ يا أَللهُ الَّذي نَبَذْتَنا *
ولَمْ تَخرُجْ يا اللهُ في جُيوشِنا؟
هَبْ لَنا نُصْرَةً على المُضايِق *
فالخَلَاصُ مِنَ الإنسانِ عَدَم
بِبَأسٍ نَعمَلُ بِعَونِ الله *
وهو يَدُوسُ مُضايِقينا
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: قلبي مُستَعِدٌّ، يا الله، قَلبي مُستَعِدّ.
أنتيفونة ٢: أَلبَسَنِي الرَّبُّ ثِيابَ الخَلاصِ والبِرِّ.
التسبحة أشعيا ٦١: ١٠-٦٢: ٢
سرور النبي بأورشليم الجديدة
أُسَرُّ سُرُورًا في الرَّبِّ *
وتَبتَهِجُ نَفْسِي في إِلهي
لِأَنَّهُ ألْبَسَنِي ثِيابَ الخَلاص *
وشَمِلَني بِرِدَاءِ البِرّ
كالعَريسِ الَّذي يَتَعَصَّبُ بِالتَّاج *
وكالعَروسِ الَّتي تَتَحَلَّى بِزينَتِها
فَكَمَا أَنَّ الأَرضَ تُخرِجُ نَباتَها *
والجَنَّةَ تُنبِتُ مَزْرُوعَاتِها
كَذَلِكَ السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنبِتُ البِرَّ *
والتَّسبِحَةَ أَمامَ جَميعِ الأُمَم
إِنَي لِأَجْلِ صِهْيونَ لا أَسْكُت *
ولِأَجْلِ أُورَشَليمَ لا أَهدَأ
حتَّى يَخرُجَ كَضِياءٍ بِرُّها *
وكمَشعَلٍ مُتَّقِدٍ خَلاصُها
فَتَرَى الأُمَمُ بِرَّكِ *
وجَميعُ المُلوكِ مَجْدَكِ
وتُدعَينَ بِاسْمٍ جَديدٍ *
يُعَيِّنُه فَمُ الرَّبِّ
وتَكُونِينَ إِكْليلَ فَخْرٍ في يَدِ الرَّبِّ *
وتَاجَ مُلكٍ في كَفِّ إِلهِكِ
لا يُقالُ لَكِ مِن بَعدُ: “المَهْجورة” *
ولِأَرضِكِ لا يُقالُ مِن بَعدُ: “الدَّمار”
بل تُدْعَينَ: “رِضَايَ فيها” *
وأَرضُكِ تُدْعى “المُتَزوِّجة”
لِأَنَّ الرَّبَّ يَرْضَى عَنكِ *
وأَرْضَكِ تَكونُ مُتَزَوِّجَة
فكَما أَنَّ شَابًّا يَتَزِوَّجُ بِكرًا *
كذلك بَنوكِ يَتَزوَّجونَكِ
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٢: أَلبَسَنِي الرَّبُّ ثِيابَ الخَلاصِ والبِرِّ.
أنتيفونة ٣: أُسَبِّحُ الرَّبَّ طُولَ حَياتي.
المزمور ١٤٥ (١٤٦)
سعادة المتوكلين على الربّ
نسبّح الربّ في حياتنا، أي في أخلاقنا (أرنوبروس)
سَبِّحي الرَّبَّ يا نَفْسِي †
أُسَبِّحُ الرَّبَّ طولَ حَياتي *
ما دُمتُ حَيًّا أَعزِفُ لإِلهي
لا تَتَّكِلُوا على العُظَماء *
ولا على ابْنِ آدَمَ الَّذي لا خَلاصَ عِندَهُ
مَنْ تَخرُجُ رُوحُهُ فيَعودُ إِلى تُرابِهِ *
يَومَئِذٍ تَتَلاشَى أَفْكارُه
طُوبَى لِمَن إِلهُ يَعقوبَ نُصْرَتُهُ *
في الرَّبِّ إِلهِهِ رَجَاؤُهُ
صَانِعِ السَّمَواتِ والأَرضِ *
والبَحْرِ كُلِّ مَا فِيها
حافِظِ الحَقِّ لِلأَبَد *
مُجْرِي الحُكْمِ لِلمظْلومين
رازِقِ الجِياعِ خُبْزًا *
الرَّبُّ يَحُلُّ قُيودَ الأَسْرَى
الرَّبُّ يَفتَحُ عُيونَ العُمْيان *
الرَّبُّ يُنهِضُ الرَّازِحين
الرَّبُّ يُحِبُّ الأبْرَار *
الرَّبُّ يَحفَظُ النُّزَلَاء
ويُؤَيِّدُ اليَتِيمَ والأَرْمَلَةَ *
ويُضِلُّ الأَشْرارَ في طَرِيقِهِم
يَملِكُ الرَّبُّ لِلأبَدِ *
إِلهُكِ يا صِهْيونُ إِلى جيلٍ فجيل
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٣: أُسَبِّحُ الرَّبَّ طُولَ حَياتي.
القراءة تثنية الإشتراع ٧: ٦ب، ٨-٩
إِيَّاكَ اخْتارَ الرَّبُّ إِلهكَ لِتَكونَ لَه شَعبَ خاصَّتِه مِن جَميعَ الشَّعوبِ التَّي على وَجهِ الأَرض. لِمَحبَةِ الرَّبِّ لَكُمْ ومُحافَظتِهِ على القَسَمِ الَّذي أَقْسمَ بِه لآَبائِكم أَخرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ قَوِّية وفَداكَ مِن دارِ العُبودِيَّة، مِن يَدِ فِرعَونَ، مَلِكِ مِصْر فاعلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إلهَكَ هو اللهُ الإِلهُ الأَمينُ الحافِظ العَهدَ والرَّحمَةَ لِمُحبِّيه وحافِظي وَصاياه إِلى أَلْفِ جيل.
الردّة
• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
•• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
• ومِنَ الوَبَاءِ المُؤَدّي إلى الهَلَاك
•• الرَّبُّ يَقيني
• المجدُ للآبِ والابنِ، والرُّوحِ القُدُس
•• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
القراءة الأولى
من سفر أشعيا النبي ٥٨: ١-١٢
الصّوم الذي يُرضِي الله
هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ: “نَادِ بِمِلءِ فِيكَ، لا تُمسِكْ. ارفَعْ صَوتَكَ كَالبُوقِ، وَأخبِرْ شَعبِي بِمَعصِيَتِهِم، وَآلَ يَعقُوبَ بِخَطَايَاهُم.
إنَّهُم يَلتَمِسُونَنِي يَومًا فَيَومًا، وَيَرُومُونَ مَعرِفةَ طُرُقِي، كَأَنَّهُم أُمَّةٌ تَعمَلُ بِالبِرِّ، وَلَم تُهمِلْ حُكمَ إلَهِهَا. يَسأَلُونَنِي عَن أحكَامِ البِرِّ، وَيَرُومُونَ التَّقرُّبَ إلَى الله. مَا بَالُنَا صُمْنَا، وَأَنتَ لَم تَرَ؟ وَعَنَّيْنَا نُفُوسَنَا، وَأَنتَ لَم تَعلَمْ؟
إِنَّكُم فِي يَومِ صَومِكُم تَجِدُونَ مَرَامَكُم، وَتُسَخِّرُونَ جَمِيعَ عَمَلَتِكُم. إِنَّكُم لِلخُصُومَةِ وَالمُشَاجَرَةِ تَصُومُونَ، وَلِتَضرِبُوا بِلَكـمَةِ النِّفَاقِ. لا تَصُومُوا كَاليَومِ، لِتُسمِعُوا أصوَاتَكُم فِي العَلاءِ.
أهَكَذَا يَكُونُ الصَّومُ الَّذِي آثَرْتُهُ، اليَومُ الَّذِي فِيهِ يُعَذِّبُ الإِنسَانُ نَفسَهُ؟ أإذَا حَنَى رَأسَهُ كَالقَصَبِ، وَافتَرَشَ المِسحَ وَالرَّمَادَ، تُسَمِّي ذَلِكَ صَوْمًا وَيَومًا مَرْضِيًّا لِلرَّبِّ؟
ألَيسَ هَذَا هُوَ الصَّومُ الَّذِي آثَرْتُهُ؟ حَلُّ قُيُودِ النِّفَاقِ، وَفَكُّ رُبُطِ النِّيرِ، وَإِطلاقُ المَسحوقِينَ أَحرَارًا، وَكَسرُ كُلِّ نِيرٍ؟ ألَيسَ هُوَ أن تَكسِرَ لِلجَائِعِ خُبزَكَ، وَأن تُدخِلَ البَائِسِينَ المَطرُودِينَ بَيتَكَ، وَإذَا رَأَيْتَ العُريَانَ أَن تَكسُوَهُ، وَأنَ لا تَتَوَارَى عَن لَحمِكَ؟
حِينَئِذٍ يَتَبَلَّجُ كَالصبُّحِ نُورُكَ، وَتُزهِرُ عَافِيَتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أمَامَكَ، وَمَجدُ الرَّبِّ يَجمَعُ شَملَكَ. حِينَئِذٍ تَدعُو فَيَستَجِيبُ الرَّبُّ، وَتَستَغِيثُ فَيَقُولُ: “هَاءَنَذَا”.
إن أَزَلْتَ مِن بَينِكَ النِّيرَ وَالإِشَارَةَ بِالإصبَعِ، وَالنُّطقَ بِالبَاطِلِ، إذَا أَبرَزْتَ نَفسَك لِلجَائِعِ، وَأَشبَعْتَ النَّفسَ المُعَنَّاةَ، يُشرِقُ نُورُكَ فِي الظُّلمَةِ، وَيَكُونُ دَيجُورُكَ كَالظُّهرِ.
وَيَهدِيكَ الرَّبُّ فِي كُلِّ حِينٍ، وَيُشبِعُ نَفسَكَ فِي الأَرضِ القَاحِلَةِ، وَيُقوِّي عِظَامَكَ، فَتَكُونُ كَجَنَّةٍ رَيَّا، وَكَمَخرَجِ مِيَاهٍ لا تَنقَطِعُ. وَأعقَابُكَ يَبنُونَ أخرِبَهَ الدُّهُورِ، وَأنتَ تُقِيمُ أُسُسَ جِيلٍ فَجِيلٍ، وَتُدعَى: “سادَّ الثُّلمَةِ، رَادَّ المَسَالِكِ للسُّكنَى”.
الردة أشعيا ٥٨: ٦ وَ٧ وَ٩؛ مَتَى ٢٥: ٣١ وَ٣٤ وَ٣٥
• ألَيسَ الصَّومُ الَّذِي فَضَّلْتُهُ هُوَ هَذَا: أن تَكسِرَ لِلجَائِعِ خُبزَكَ، وَأن تُدخِلَ البَائِسِينَ المَطرُودِينَ بَيتَكَ؟ حِينَئِذٍ تَدعُو فَيَستَجِيبُ الرَّبُّ، وَتَستَغِيثُ فَيَقُولُ: هَاءَنَذَا.
• إذَا جَاءَ ابنُ الإنسَانِ فِي مَجدِهِ، يَقُولُ لِلَّذِينَ عَن يَمِينِهِ: تَعَالَوْا، لأنِّي جُعْتُ فَأطعَمْتُمُونِي.
• حِينَئِذٍ تَدعُو فَيَستَجِيبُ الرَّبُّ، وَتَستَغِيثُ فَيَقُولُ: هَاءَنَذَا.
القراءة الثانية
من رسالة القديس كليمنس الأول البابا إلى أهل قورنتوس
(الفصل 7، 4-8، 3؛ 8، 5-9، 1؛13، 1- 4؛ 19، 2:Funk 1، 71- 73 و77- 78 و87)
توبوا إلى الله
لِنُحدِّقْ بنظرِنا في دمِ المسيح، وَلْنَعرِفْ كم هو ثمينٌ في نظرِ اللهِ الآب. وقد أراقَه من أجلِ خلاصِنا فنالَ للعالمِ أجمعَ نعمةَ التَّوبة.
لِنَنظُرْ إلى جميعِ العصورِ، فنتعلَّمَ أنَّ اللهَ منحَ فُرصةً للتَّوبةِ في كلِّ جيلٍ لكلِّ من أرادَ أن يتوبَ إليه. كانَ نوحُ أوّلَ نذيرٍ للتَّوبة، والذين سمعوا له نالوا الخلاص. وتنبّأَ يونانُ بدمارِ نينوى. ولكنَّ أهلَ نينوى تابوا عن خطاياهم وأرضَوْا اللهَ بصلواتهِم، فنالوا الخلاص، مع أنهّم غرباءُ عن الله.
تكلَّمَ خُدَّامِ النِّعمةِ الإلهيّة بإلهامِ الرّوحِ القُدُسِ عن التَّوبة. وتكلَّمَ ربُّ الكائناتِ كلِّها بقَسَمٍ عن التَّوبةِ قال: “حَيٌّ أنَا يَقُولُ الرَّبُّ، لَيسَ هَوَايَ أن يَمُوتَ الشِّرِّيرُ، بَل أن يَرجِعَ عَن طَرِيقِهِ فَيَحيَا” (حزقيال 33: 11). ثم أضافَ كلامًا كلُّه رأفةٌ قال: “عُدْ يا إسرائيلُ عن عَثرَتِكَ. قُلْ لِبَنِي شَعبِي: لو ارتفعَتْ خَطَايَاكُم مِنَ الأرضِ إلَى السَّمَاءِ، وَكَانَتْ حَمرَاءَ كَالقِرمِزّ، وَأكثَرَ سَوَادًا مِنَ المُسُوحِ، ثُمَّ عُدْتُم إلَيَّ وَقُلْتُم مِن كُلِّ قَلبِكُم: يا أبَتَاه، لاستَجَبْتُ لَكُم وَعَامَلْتُكُم مِثلَ شَعبِي المُقَدَّسِ” (ر. هوشع 14: 2؛ أشعيا 1: 18 وتابع).
أرادَ اللهُ أن يكونَ جميعُ أحبّائِه مشارِكِين في التَّوبةِ، فأيَّدَ كلامَه بمشيئتِه القديرة.
ولهذا فَلْنُصغِ إلى مشيئتِه العَلِيّةِ والمجيدة، وَلْنَبتهِلْ ضارعِين إلى رحمتِه ورأفتِه، وَلْنَعُدْ الى مراحمِه وَلْنَتُبْ إليه، نابذِين عنّا الأعمالَ الباطلةَ والخصومةَ والحسد، وكلُّها أعمالٌ تقودُ إلى الموت.
وَلْنَتواضَعْ في روحِنا، أيُّها الاخوة، طارحِين جانبًا كلَّ عَجرَفَةٍ وكبرياءٍ وحماقةٍ وغضَبٍ، وَلْنَعمَلْ بحسبِ ما كُتِب. يقولُ الرُّوحُ القُدُس: “لا يفتخرَنَّ الحكيمُ بحكمتِه، ولا القويُّ بقوّتِه، ولا الغنيُّ بغناه، بل مَن يفتخرُ فَلْيَفتخِرْ بالرَّبّ، جادًّا في طلبِه وفي عملِ البِرِّ والعدل” (ر. إرميا 9: 23- 24؛ 1قورنتس1: 31 وتابع). وَلْنَتذكَّرْ كلامَ سيّدِنا يسوعَ المسيحِ الذي علَّمَنا الحِلمَ وطولَ الأناة.
قال: “ارحموا تُرحَموا. اغفِرُوا يُغفَرْ لكم. وبقدرِ ما تُعطُون يُعطَى لكم. وكما تَدِينون تُدانون. وإذا عامَلْتُم النَّاسَ بالحِلمِ عاملوكم بالحِلم؛ وبالكيلِ الذي تَكِيلون به يُكالُ لكم” (ر. متى 5: 7؛ 6: 14؛ 7: 1 و2 و12 وتابع).
لِنَثبُتْ على هذه الوصايا والتَّعاليمِ فنسيرَ دائمًا بكلِّ تواضعٍ في الطَّاعةِ لكلامِه المقدَّسِ. يقولُ الرَّبُّ: “إلَى هَذَا أنظُرُ، إلَى المِسكِيِن المُنسَحِقِ الرُّوحِ، المُرتَعِدِ مِن كَلِمَتِي” (أشعيا 66: 2).
لهذا، بعد أن اختبَرْنا آياتِ اللهِ العديدةَ والجليلة، لِنعُدْ إلى الغايةِ التي هي السَّلامُ والتي تسلَّمْناها منذُ البداية، وَلْنُحدِّقْ بنظرِنا في اللهِ خالقِ الكونِ وأبيه، وَلْنَتمسَّكْ بثباتٍ بمواهبِ السَّلامِ العديدةِ والعظيمةِ والسّنيّةِ وبكلِّ إحساناتِ الله علينا.
الردة أشعيا ٥٥: ٧؛ يوئيل ٢: ١٣؛ رَ. حزقيال ٣٣: ١١
• لِيَترُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأثِيمُ أفكَارَهُ، وَلْيَرجِعْ إلَى الرَّبِّ فَيَرحَمَهُ. فَإنَّهُ حَنُونٌ رَحِيمٌ، وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ، هو الربُّ إلهُنا.
• لا يريدُ الله أن يَمُوتَ الشِّرِّيرُ، بَل أن يَرجِعَ عَن طَرِيقِهِ فَيَحيَا.
• فَإنَّهُ حَنُونٌ رَحِيمٌ، وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ، هو الربُّ إلهُنا.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
وإذا صُمْتُم، فَلَا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
وإذا صُمْتُم، فَلَا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين.
الأدعية
الحمدُ لله الآب، الذي حَبانا اليومَ نعمةَ الزّمنِ الأربعيني. فَلْنطلُبْ إليهِ مُتَضَرِّعين، في أيَّامِ الخَلَاصِ هَذِهِ، أنْ يُطَهِّرَ مِنَّا القُلُوبَ وأنْ يُثبِّتَنا على المَحَبَّةِ، وَذَلِكَ بِفَيضٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وَبعَملِهِ، وَلنَبتَهِلْ إليهِ قَائِلين:
أعطِنا، رَبَّنا، رُوحَكَ القُدُّوس.
اِجْعَلْنَا نَقْبَلُ كُلَّ خَيْرٍ مِنْ يَدِكَ شَاكِرين،
– وَنَتَحَمَّلُ كُلَّ سُوءٍ صَابِرِين.
لَا تَدَعْنَا نَتَحَلَّى بِالمَحَبَّةِ فِي كَبَائِرِ الأُمُورِ فَحَسَب،
– بَلْ وَفِي صَغَائِرِ الحَيَاةِ اليَوْمِيَّة.
اِمْنَحْنَا أَنْ نُعْطِيَ إِخْوَتَنَا المُعْوَزِين،
– مِمَّا يَلْزَمُنَا فِي حَيَاتِنَا وَمِمَّا يَفِيض.
اِمْنَحْنَا أَنْ نَحْمِلَ فِي أَجْسَادِنَا كُلَّ حِينٍ آلَامَ مَوْتِ المَسِيح،
– فَهُوَ الَّذِي أَحْيَانَا بِجَسَدِهِ وَدَمِه.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
هَب لنا، أيُّها الرَّبُّ، أن نستهلّ اليومَ، بصومٍ مُقدّسٍ، دربَ جهادِنا الرُّوحيّ، فنتسلّحَ بالقناعةِ * ونُقاومَ تجارِبَ الأرواحِ الشِّريرة. بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.