stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس القبطي ” الأحد الثاني من الصوم – 15 مارس 2020 “

744views

الأحد الثاني من الصوم
تذكار نياحة أرسطوبولُس أحد السبعين

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 13-1:6.21-11:5

يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ مَخَافَةَ الرَّبّ، نحُاوِلُ أَنْ نُقْنِعَ النَّاس. وَنَحْنُ مَعْرُوفُون لَدَى ٱلله، ولكِنِّي آمَلُ أَنْ نَكُونَ مَعْرُوفِينَ أَيْضًا في ضَمَائِرِكُم.
ولَسْنَا نَعُودُ فَنُوَصِّيكُم بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُعْطِيكُم فُرْصَةً لِلٱفْتَخَارِ بِنَا تُجَاهَ الَّذينَ يَفْتَخِرُونَ بِالمَظْهَرِ لا بِمَا في القَلْب.
فإِنْ كُنَّا مَجَانِينَ فَلِله، وإِنْ كُنَّا عُقَلاءَ فَلأَجْلِكُم؛
إِنَّ مَحَبَّةَ المَسِيحِ تَأْسُرُنَا، لأَنَّنَا أَدْرَكْنَا هذَا، وهوَ أَنَّ وَاحِدًا مَاتَ عَنِ الجَمِيع، فَالجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا.
لَقَدْ مَاتَ عَنِ الجَمِيع، لِكَي لا يَحْيَا ٱلأَحْيَاءُ مِنْ بَعْدُ لأَنْفُسِهِم، بَلْ لِلَّذي مَاتَ عَنْهُم وقَامَ مِن أَجْلِهِم.
إِذًا فَمُنْذُ الآنَ نَحْنُ لا نَعْرِفُ أَحَدًا مَعْرِفَةً بَشَرِيَّة، وإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا المَسِيحَ مَعْرِفَةً بَشَرِيَّة، فَالآنَ مَا عُدْنَا نَعْرِفُهُ كَذَلِكَ.
إِذًا، إِنْ كَانَ أَحَدٌ في المَسِيحِ فَهُوَ خَلْقٌ جَدِيد: لَقَدْ زَالَ القَدِيم، وصَارَ كُلُّ شَيءٍ جَدِيدًا.
وكُلُّ شَيءٍ هُوَ مِنَ ٱلله، الَّذي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالمَسِيح، وأَعْطَانَا خِدْمَةَ المُصَالَحَة؛
لأَنَّ ٱللهَ صَالَحَ العَالَمَ مَعَ نَفْسِهِ بِالمَسِيح، ولَمْ يُحَاسِبِ ٱلنَّاسَ عَلى زَلاَّتِهِم، وأَوْدَعَنَا كَلِمَةَ المُصَالَحَة.
إِذًا فَنَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله!
إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله.
وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛
لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص.
فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم.
بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات،
في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم،
وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،
في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى،
في المَجْدِ والهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون!
كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛
كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء!
لَقَدْ كَلَّمْنَاكُم بِصَرَاحَة، يَا أَهْلَ قُورِنْتُس، ووَسَّعْنَا لَكُم قُلُوبَنَا!
لَسْتُم مُتَضَايِقِينَ بَسَبَبِنَا، بَلْ أَنْتُم مُتَضَايِقُونَ في دَاخِلِكُم!
وأَنَا أُكَلِّمُكُم كَأَوْلادِي، فَعَامِلُونِي بِمِثْلِ مَا أُعَامِلُكُم، ووَسِّعُوا لي أَنْتُم أَيْضًا قُلُوبَكُم!

رسالة القدّيس يعقوب 12-1:3

يا إِخوَتِي : لا يَكُنِ المُعلِّمُونَ بَينَكُم كَثِيرِين، فأَنتُم تَعرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ المُعَلِّمِينَ سَنَلقَى دَينُونَةً أَعظَم.
ومَا أَكْثَرَ مَا نَزِلُّ جَمِيعُنَا. مَنْ لا يَزِلُّ في الكَلامِ فَهُوَ رَجُلٌ كامِل، قادِرٌ أَيْضًا أَنْ يَلْجُمَ الجَسَدَ كُلَّهُ.
إِذَا جَعَلْنَا اللُّجُمَ في أَفْواهِ الخَيْل، لِكَي تَنْقَادَ لنَا، فإِنَّنَا نَقُودُ أَيْضًا جَسَدَهَا كُلَّهُ.
وها إِنَّ السُّفُن، مَهْمَا كانَتْ ضَخْمَة، والرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ تَدْفَعُهَا، فإِنَّ دَفَّةً صَغِيرَةً جِدًّا تَقُودُهَا إِلى حَيْثُ يَشَاءُ الرَّبَّان.
وكذلِكَ اللِّسَان، معَ أَنَّهُ عُضْوٌ صَغِير، فَهُوَ يُفَاخِرُ بأُمُورٍ عَظِيمَة. وها إِنَّ شَرَارَةً صَغِيرَةً تُحْرِقُ غَابَةً كَبِيرَة‍‍‍!
واللِّسَانُ أَيْضًا نَار، إِنَّهُ عَالَمُ الإِثْم. أَللِّسَانُ جُعِلَ بَيْنَ أَعْضَائِنَا، وهُوَ الَّذي يُلَوِّثُ الجَسَدَ كُلَّهُ، ويُلْهِبُ عَجَلَةَ الحيَاة، وتُلْهِبُهُ جَهَنَّم.
فَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الوُحوش، والطُّيُور، والزَّحَافَات، والحَيَوانَاتِ البَحرِيَّة، يُمْكِنُ إِخْضَاعُهُ، ولقَدْ أَخْضَعَهُ الْجِنْسُ البَشَرِيّ.
أَمَّا اللِّسَان، فلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُخْضِعَهُ. إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِطْ، مُمْتَلِئٌ سُمًّا مُمِيتًا.
بِهِ نُبَارِكُ الرَّبَّ الآب، وبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ صُنِعُوا على مِثَالِ الله.
منَ الفَمِ الوَاحِد تَخْرُجُ البرَكَةُ واللَّعْنَة. فلا يَنْبَغِي، يَا إِخْوَتي، أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ هكذَا.
هَلْ يَفِيْضُ اليَنْبُوعُ بِالعَذْبِ والمُرِّ مِنْ مَجْرًى وَاحِد؟
وهَلْ يُمْكِن، يا إِخْوِتِي، أَنْ تُؤْتِيَ التِّينةُ زَيْتُونًا أَوِ الكَرمَةُ تِينًا؟ كذلِك اليَنْبُوعُ المَالِحُ لا يُمكِنُهُ أَنْ يُؤتِيَ ماءً عَذْبًا.

سفر أعمال الرسل 23-1:24

يا إِخوَتِي : بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّام، نَزَلَ حَنَانِيَّا عَظِيمُ ٱلأَحْبَارِ مَعَ بَعْضِ ٱلشُّيُوخ، وَمُحَامٍ ٱسْمُهُ ترْتِلُّس، وعَرَضُوا أَمَامَ ٱلوَالي شَكْوَاهُم عَلى بُولُس.
فَٱسْتَدْعَى ٱلوَالي بُولُس، وبَدَأَ تِرتِلُّسُ يَشْكُوهُ قَائِلاً : «أَيُّهَا ٱلشَّرِيفُ فِيلِكْس، إِنَّ مَا نَنْعَمُ بِهِ مِنْ سَلامٍ شَامِلٍ بِفَضْلِكَ، ومَا جَرَى بِعِنَايَتِكَ مِنْ إِصْلاحَاتٍ لِخَيْرِ أُمَّتِنَا،
نَتَقَبَّلُهُ نَحْنُ بِكُلِّ شُكْرٍ في كُلِّ حَالٍ وفي كُلِّ مَكَان.
وَلِئَلاَّ أُطِيلَ عَلَيْكَ ٱلكَلام، أَرْجُوكَ أَنْ تَسْمَعَ مِنَّا بِحِلْمِكَ هذَا ٱلعَرْضَ ٱلمُخْتَصَر.
فَقَدْ وَجَدْنَا هذَا ٱلرَّجُلَ آفَةَ ٱلآفَات، يُثِيرُ ٱلفِتَنَ بَيْنَ جَمِيع ٱليَهُود، في ٱلمَسْكُونَةِ كُلِّهَا، وَهُوَ مُتَقَدِّمٌ في شِيعَةِ ٱلنَّصَارَى.
وقَدْ حَاوَل أَنْ يُدَنِّسَ ٱلهَيْكَل ، فَقَبَضْنَا عَلَيْه. وَأَرَدْنَا أَنْ نُحَاكِمَهُ بِحَسَبِ شَريعَتِنَا،
فأَتَى قَائِدُ ٱلأَلْفِ لِيسِيَاس، وَٱنْتَزَعَهُ مِنْ أَيْدِينَا بِعُنْفٍ شَدِيد.
وأَمَرَ ٱلَّذِينَ يَشْكُونَهُ أَنْ يَأْتُوا إَلَيْك. وأَنْتَ نَفْسُكَ، إِذَا ٱسْتَجْوَبْتَهُ عَنْ هذِهِ ٱلأُمُورِ كُلِّهَا، يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَأَكَّدَ مِن صِحَّةِ مَا نَشْكُوهُ بِهِ».
وَأَيَّدَ ٱليَهُودُ كَلامَ ٱلمُحَامِي زَاعِمِينَ أَنَّ ٱلأَمْرَ كَذلِكَ.
وأَشَارَ ٱلوَالي إِلى بُولُسَ أَنْ يَتَكَلَّم، فَأَجَاب: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ قَاضِي أُمَّتِنَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَة، وَلِذَلِكَ أُدَافِعُ عَنْ نَفْسِي مُطْمَئِنًّا.
وَيُمِكِنُكَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَنَّهُ لَمْ يَمْضِ أَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا عَلى صُعُودِي إِلى أُورَشَلِيمَ لِلْعِبَادَة.
وَلَمْ يَجِدُونِي مَرَّةً أُجَادِلُ أَحَدًا أَوْ أُثِيرُ جَمْعًا، لا في ٱلهَيْكَل، ولا في ٱلمَجَامِع، ولا في ٱلمَدِينَة.
فَهُمْ أَعْجَزُ مِنْ أَنْ يُثْبِتُوا مَا يَشْكُونَنِي بِهِ ٱلآن.
ولكِنِّي أَعْتَرِفُ أَمَامَكَ أَنِّي أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي بِحَسَبِ ٱلطَّريقِ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ «شِيعَة»، وَأُؤْمِنُ بِكُلِّ مَا جَاءَ في ٱلتَّوْرَاة، ومَا كُتِبَ في ٱلأَنْبِيَاء.
وأَرْجُو مِنَ ٱللهِ مَا يَرْجُونَهُ هُمْ أَيْضًا ويَنْتَظِرُونَهُ، أَنَّهَا سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ ِللأَبْرَارِ وَٱلأَشْرَار.
لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لي دَائِمًا ضَمِيرٌ سَلِيمٌ أَمَامَ ٱللهِ وٱلنَّاس.
وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَة، جِئْتُ إِلى أُورَشَلِيمَ أَحْمِلُ صَدَقَاتٍ إِلى أُمَّتِي وَأُقَرِّبُ قَرَابِين.
وفِيمَا كُنْتُ أَقُومُ بِذلِكَ، وجَدُونِي في ٱلهَيْكَل، وقَدْ تَطَهَّرْتُ، لا مَعَ جَمْعٍ ولا في شَغَب.
وٱلَّذِينَ وَجَدُونِي هُمْ يَهُودٌ مِنْ آسِيَا، وقَدْ كَانَ عَلَيْهِم أَنْ يَحْضُرُوا بَيْنَ يَدَيْكَ ويَشْكُونِي، لَوْ كَانَ لَهُم عَلَيَّ أَيُّ شَكْوَى.
أَو فَلْيَقُلْ هؤُلاءِ أَنْفُسُهُم مَاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِنْ جُرْمٍ، حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَ مَجْلِسِهِم،
غَيْرَ تِلْكَ ٱلكَلِمَةِ ٱلَّتِي صِحْتُ بِهَا، وأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُم: «إِنِّي عَلى قِيَامَةِ ٱلأَمْوَاتِ أُحَاكَمُ ٱليَوْمَ أَمَامَكُم؟».
أَمَّا فِيلِكْس، وقَدْ كَانَ عَلى عِلْمٍ دَقِيقٍ بِطَريقِ ٱلرَّبّ، فَأَجَّلَ ٱلمُحَاكَمَةَ قَائِلاً: «سَأَفْحَصُ عَنْ دَعْوَاكُم عِنْدَمَا يَحْضُرُ ٱلقَائِدُ لِيسيَاس».
ثُمَّ أَمَرَ قَائِدَ ٱلمِئَة بِأَنْ يُحْرَسَ بُولُس، عَلى أَنْ يَكُونَ لَهُ شَيءٌ مِنَ ٱلرَّاحَة، ولا يَمْنَعَ أَحَدًا عَنِ ٱلعِنَايَةِ بِهِ.

إنجيل القدّيس لوقا 34-11:15

قَالَ الرَبُّ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان.
فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ.
وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش.
وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز.
فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير.
وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد.
فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا!
أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ.
وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ!
فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً.
فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا…
فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء،
وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ!
لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون.
وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا.
فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟
فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا.
فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه.
فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي.
ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن!
فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ.
ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».