stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ‏” ١٩ مارس – آذار ٢٠٢٠ “‏

447views

عيد مار يوسف البتول 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 13-1:3

يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم…
إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم،
وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل،
حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح،
هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء،
وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،
ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛
لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى،
وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء،
لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة،
بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،
الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله.
لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!

إنجيل القدّيس متّى 25-18:1

أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا.
ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».
وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ:
هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا.
ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ.
ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

التعليق الكتابي :

القّديس بيرناردان السيانيّ (1380 – 1444)، راهب فرنسيسيّ
عظة عن القدّيس يوسف

القدّيس يوسف، الحارس الأمين لأسرار الخلاص

عندما تختار العناية الإلهيّة شخصًا ما لتمنحه نعمة خاصّة، فإنّها تعطيه كلّ المواهب الضروريّة، ممّا يزيد بوفرة جماله الروحي. لقد تحقّق هذا كلّه عند القدّيس يوسف، والد ربّنا يسوع المسيح الشّرع، والزوج الحقيقيّ لملكة الكون وسيّدة الملائكة. لقد اختاره الآب الأزلي ليكون المربّي والحارس الأمين لكنوزه الأساسيّة، أي لابنه وعروسه؛ وقد قام بهذه المهمّة بأمانة. لذا، قال له الربّ: “أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين!… أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ” (مت 25: 21).

إن قارنتَ القدّيس يوسف بباقي أعضاء كنيسة الرّب يسوع المسيح، ألا ترى أنّه الرجل الذي اختير خاصّة، ليُدخِل الرّب يسوع إلى العالم من خلاله بطريقة مشرّفة وطبيعيّة؟ فإن كانت الكنيسة المقدّسة بأسرها تدين للعذراء مريم لأنها سمحت لها باستقبال الرّب يسوع بحسب الجسد، فعلى هذه الكنيسة نفسها أن تكون مَدينةً للقدّيس يوسف، في المرتبة الثانية بعد العذراء، وأن تؤدّي له احترامًا مماثلاً.

في الواقع، إن القدّيس يوسف هو ختام العهد القديم: فَبِهِ قد نال الأباء والأنبياء الثمرة الموعودة. هو وحده قد امتلك فعليًّا ما كانت الطيبة الإلهيّة قد وعَدَت به. يجب ألاّ يكون لدينا أيّ شكِّ في أنّ الرّب يسوع المسيح، وبعد صعوده إلى السماء، لم يتنكّر للحميميّة والإحترام والكرامة، تلك المشاعر التي كان يكنّهما للقدّيس يوسف خلال حياته الأرضيّة، كما يفعل أي ولدٍ تجاه أبيه؛ بل على العكس، فقد أغنى تلك المشاعر وأكملهما. لذا، قال الربّ: “أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ”.

أيّها الطوباوي يوسف، اذكُرنا واشفعْ بنا، بمعونة صلاتك، لدى ابنك بالتبنّي؛ واجعلْ العذراء الطوباويّة شفيعة لنا أيضًا، لأنّها والدة ذاك الذي يحيا ويملك مع الآب والرُّوح القدس إلى أبد الآبدين… آمين.