القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” ٢١ مارس – آذار ٢٠٢٠ ”
السبت الرابع من الصوم الكبير
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 19-9:4
يا إخوَتِي، إِجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ عاجِلاً.
فَإِنَّ دِيْمَاسَ تَرَكَنِي، إِذْ أَحَبَّ الدَّهْرَ الحَاضِر، وذَهَبَ إِلى تَسَالُونِيكي، وذَهَبَ كِرِسْكِيسُ إِلى غَلاطِيَة، وطِيطُسُ إِلى دَلْمَاطِيَة.
وبقِيَ لُوقَا وَحْدَهُ معِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأْتِ بِهِ مَعَكَ، لأَنَّهُ يُفِيدُنِي كَثِيرًا في خِدْمَةِ الرَّبّ.
أَمَّا طِيخِيكُسُ فقَد أَرْسَلْتُهُ إِلى أَفَسُس.
وعِندَمَا تَأْتِي، أُجْلُبْ مَعَكَ الرِّدَاءَ الَّذي تَرَكْتُهُ في تُرْوَاسَ عِندَ كَرْبُس، وكَذلِكَ الكُتُب، وخُصُوصًا صُحُفَ الجِلْد.
إِنَّ الإِسْكَنْدَرَ النَّحَّاسَ أَظْهَرَ لِي شُرُورًا كَثيرَة: سَيُجَازِيهِ الرَّبُّ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ!
فَٱحْتَرِسْ مِنهُ أَنتَ أَيْضًا، لأَنَّهُ قَاوَمَ كلامَنَا مُقَاوَمَةً شَدِيدَة.
في دِفاعي الأَوَّل، ما كانَ أَحَدٌ إِلى جَانِبِي، بَلْ جَمِيعُهُم تَرَكُوني: لا حَاسَبَهُم الله!
لكِنَّ الرَّبَّ وقَفَ مَعي وقَوَّاني، حتَّى يَتِمَّ بيَ التَّبْشِيرُ على أَكْمَلِ مَا يَكُون، وتَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَم. وقَدْ نَجَّاني الرَّبُّ مِنْ فَمِ الأَسَد.
وسَيُنَجِّينِي مِن كُلِّ عَمَلٍ شِرِّير، ويُخَلِّصُنِي مِن أَجْلِ مَلكُوتِهِ السَّمَاويّ: لَهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين.
سَلِّمْ على بِرِسْقَةَ وأَكِيلا، وعَلى بَيْتِ أُونِسيفُورُوس.
إنجيل القدّيس مرقس 12-1:3
عَادَ يَسُوعُ فَدَخَلَ إِلى المَجْمَع. وكانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَة.
وكانُوا يُرَاقِبُونَ هَلْ يَشْفِيهِ يَوْمَ السَّبْت، لِيَشْكُوه.
فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ يَابِسَة: «قُمْ في الوَسَط!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «هَلْ يَحِلُّ في السَّبْتِ عَمَلُ الخَيْرِ أَمْ عَمَلُ الشَرّ؟ تَخْليصُ نَفْسٍ أَمْ قَتْلُها؟». فَظَلُّوا صَامِتِين.
فأَجَالَ يَسُوعُ فِيهِم نَظَرَهُ غَاضِبًا، حَزينًا لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَكَ». ومَدَّ يَدَهُ فعَادَتْ صَحِيحَة.
وفي الحَالِ خَرَجَ الفَرِّيسيُّونَ مَعَ الهِيرُودُوسيِّين، وأَخَذُوا يَتَشَاوَرُونَ عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه.
وٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلامِيذِه إِلى البُحَيْرَة، وتَبِعَهُ جُمْهُورٌ غَفِيرٌ مِنَ الجَليل، وَمِنَ اليَهُودِيَّة،
ومِنْ أُورَشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومَ وَعِبْرِ الأُرْدُنّ، وَمِنْ نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا، جُمْهُورٌ غَفِير، سَمِعُوا بِكُلِّ ما صَنَع، فَأَتَوا إِلَيْه.
وأَمَرَ تَلامِيذَهُ أَنْ يُعِدُّوا لَهُ قَارِبًا، يَكُونُ بِتَصَرُّفِهِ، لِئَلاَّ تَزْحَمَهُ الجُمُوع،
لأَنَّهُ شَفَى كَثِيرين، فصَارَ كُلُّ مَنْ بِهِ دَاءٌ يتَهَافَتُ عَلَيْهِ لِيَلْمُسَهُ.
وكَانَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَة، حِينَ تَرَاه، تَسْقُطُ أَمَامَهُ وتَصْرُخُ قَائِلَة: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله».
وكانَ يَسُوعُ يُحَذِّرُهَا بِشِدَّةٍ مِنْ أَنْ تُشْهِرَهُ.
التعليق الكتابي :
القدّيسة فوستين كووالسكا (1905 – 1938)، راهبة
دفتر اليوميّات، الفقرة 72
« فأَجالَ طَرْفَه فيهِم مُغضَباً مُغتَمّاً لِقَساوةِ قُلوبِهم »
يا ربّنا يسوع، يا حياتنا، ومصدر الحقيقة الأزلية، نبتهل إليك ونتوسّل رحمتك لأجل الخطأة الضعفاء. يا قلب يسوع الحنون، المليء بالرحمة والشفقة التي لا توصف، نصلّي إليك لأجل الخطأة المساكين. أيّها القلب الأقدس، مصدر كلّ رحمة، يا مَن تشعّ منك أنوار النعمة فائقة التصوّر لتعمّ البشريّة جمعاء، نصلّي إليك لتفيض بنورك على الخطأة المساكين. يا ربّنا يسوع، بحقّ آلامك المريرة، لا تسمح بأن تهلك النفوس التي اشتريتها بدمك المقدّس.
يا ربّنا يسوع، حين نتأمّل في عطيّة دمك، نمتلئ فرحًا لقيمته الثمينة، لأنّ قطرة واحدة منها كانت ستكفي لخلاص جميع الخاطئين. رغم أنّ الخطيئة هي هاوية الشرّ والجحود، فإنّ الثمن المدفوع لأجلنا غير محدود. لذا، فلتَضعْ كلّ نفس ثقتها الكاملة في آلام الربّ، ورجاءها في رحمته. لن يحجب الله رحمته عن أيّ إنسان. “السَّماءُ والأَرضُ تَزولان” (مت 24: 35)، ورحمة الربّ لا تنضب. يا له من فرح يضطرم في قلوبنا، حين نشهد لطيبتك الّتي لا تُحَد، يا ربّنا يسوع. اجعلنا نرغب في جذب جميع الخطأة إلى قدميك، ليسبّحوا حبّك اللامتناهي، لأجيال وأجيال وإلى منتهى الدهر.