stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ‏” ٢٢ مارس – آذار ٢٠٢٠ “‏

523views

الأحد الرابع من الزمن الأربعينيّ

سفر صموئيل الأوّل 13-10.7-6.1:16

في تِلكَ ٱلأَيّام، قالَ ٱلرَّبُّ لِصَموئيل: «إِلى مَتى تَنوحُ عَلى شاوُل، وَأَنا قَد رَذَلتُهُ عَن مُلكِ إِسرائيل؟ فَٱملَأ قَرنَكَ دُهنًا وَتَعالَ أُرسِلُكَ إِلى يَسّى مِن بَيتَ لَحم، لِأَنّي قَد رَأَيتُ لي مِن بَنيهِ مَلِكًا».
فَلَمّا أَتوه، نَظَرَ إِلى ٱلباب، فَقال: «إِنَّ أَمامَ ٱلرَّبِّ مَسيحَهُ؟»
فَقالَ ٱلرَّبُ لِصَموئيل: «لا تَلتَفِت إِلى مَنظَرِهِ وَطولِ قامَتِهِ. فَإِنّي قَد رَذَلتُهُ، لِأَنَّه لَيسَ كَما يَنظُرُ ٱلإِنسان. فَإِنَّ ٱلإِنسانَ إِنَّما يَنظُرُ إِلى ٱلعَينَين، وَأَمّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنظُرُ إِلى ٱلقَلب».
فَأَجازَ يَسّى سَبعَةَ بَنيهِ أَمامَ صَموئيل، فَقالَ صَموئيلُ لِيَسّى: «لَم يَختَرِ ٱلرَّبُّ مِن هَؤُلاء».
ثُمَّ قالَ صَموئيلُ لِيَسّى: «أَهَؤلاءِ جَميعُ ٱلغِلمان؟» فَقالَ لَهُ: «قَد بَقِيَ ٱلصَّغير، وَهُوَ يَرعى ٱلغَنَم». فَقالَ صَموئيلُ لِيَسّى: «أَرسِل فَجِئنا بِهِ، لِأَنّا لا نَتَّكِىءُ حَتّى يَأتِيَ إِلى هَهُنا».
فَأَرسَلَ وَأَتى بِهِ، وَكانَ أَشقَر، حَسَنَ ٱلعَينَينِ وَسيمَ ٱلمَنظَر. فَقالَ ٱلرَّبّ: «قُم فَٱمسَحهُ، لِأَنَّ هَذا هُوَ».
فَأَخَذَ صَموئيلُ قَرنَ ٱلدُّهنِ، وَمَسَحَهُ مِن بَينِ إِخوَتِهِ، فَحَلَّ روحُ ٱلرَّبِّ عَلى داوُدَ مِن ذَلِكَ ٱليَومِ فَصاعِدًا. فَقامَ صَموئيلُ وَٱنصَرَفَ إِلى ٱلرّامَة.

سفر المزامير 6.5.4.3-1:(22)23

أَلرَّبُّ راعِيَّ فَلا شَيءٌ يُعوِزُني
في مُروجٍ خَصيبَةٍ يُربِضُني
لِمِياهِ ٱلرّاحَةِ يورِدُني
فَيُنعِشَ نَفسي

سُبُلَ ٱلرَّشادِ يَهديني
إِكرامًا لِٱسمِهِ
وَلَو سِرتُ في وادي ظِلالِ ٱلفَناء
لا أَخافُ سوءًا لِأَنَّكَ مَعي

عَصاكَ وَعُكّازُكَ يُعَزِّيانِني
تُعِدُّ مائِدَةً أَمامي
تُجاهَ خُصومي
بِٱلدُّهنِ تُطَيِّبُ رَأسي

وَرَوِيَّةٌ هي كَأسي
طولَ عُمري يَتبَعُني ٱلخَيرُ وَٱلإِنعام
وَأَسكُنُ بَيتَ ٱلمَولى طَوالَ ٱلأَيَّام

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 14-8:5

أَيُّها الإِخوة: بالأَمْسِ كُنتُم ظَلامًا، و أَنتُمُ اليَومَ نُورٌ في الرَّبّ. فسِيروا سيرةَ أَبناءِ النُّور،
فإِنَّ ثَمَرَ النُّورِ يكونُ في كُلِّ صَلاحٍ وبِرٍّ وحَقّ.
تَبيَّنوا ما يُرْضي الرَّبّ
ولا تُشارِكوا في أَعْمالِ الظَّلامِ العَقيمة، بلِ الأَولى أَن تُشَهِّروها:
إِنَّ الأَعْمالَ الَّتي تُعمَلُ في الخُفْيَة يُستَحْيا حتَّى مِن ذِكرِها.
ولكِن كُلُّ ما شُهِّرَ أَظهَرَه النُّور،
لأَنَّ كُلَّ ما ظَهَرَ كانَ نُورًا. ولِذلِك قيل: «تَنبَّهْ أَيُّها النَّائِم وقُم مِن بَينِ الأَمْوات يُضِئْ لَك المسيح».

إنجيل القدّيس يوحنّا 41-1:9

في ذلك الزّمان: بَينَما يَسوعُ سائِر، رأَى رَجُلاً أَعْمى مُنذُ مَولِدِه.
فسأَلَه تَلاميذُه: «رابِّي، مَن خَطِىءَ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟».
فأَجابَ يسوع: «لا هذا خَطِئَ ولا والِداه، ولكِن كانَ ذلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله.
يَجِبُ علَينا، مادامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذي أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، و لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل فيه.
مادُمتُ في العالَم. فأَنا نورُ العالَم».
قالَ هذا وتَفَلَ في الأَرض، فجَبَلَ مِن تُفالِه طينًا، وطَلى بِه عَينَي الأَعْمى،
ثُمَّ قالَ له: «اِذهَبْ فَاغتَسِلْ في بِركَةِ سِلوامَ»، أَي الرَّسول. فذَهَبَ فاغتَسَلَ فَعادَ بَصيرًا.
فقالَ الجيرانُ والَّذينَ كانوا يَرونَه مِن قَبلُ لأَنَّه كانَ شحَّاذًا: «أَما هو ذاكَ الَّذي كانَ يَقعُدُ فيَستَعْطي؟»
ومنهم من قال: «إِنَّه هو». ومنهم من قال «لا، بل يُشبِهُه». أَمَّا هوَ فكانَ يقول: «أَنا هو».
فقالوا له: «فكَيفَ انفَتَحَت عَيناكَ؟»
فأَجابَ: «إِنَّ الرَّجُلَ الَّذي يُقالُ لَه يسوع جَبَلَ طينًا فطَلى بِه عَينَيَّ وقالَ لي: «اِذهَبْ إِلى سِلوامَ فَاغتَسِل. فذَهَبتُ فَاغتَسَلَتُ فَأَبصَرتُ».
فقالوا له: «أَينَ هو؟» قال: «لا أَعلَم».
فَذَهبوا إِلى الفِرِّيسيِّبنَ بِذاكَ الَّذي كانَ مِن قَبْلُ أَعْمى.
وكانَ اليَومُ الَّذي فيه جَبَلَ يسوعُ طينًا وفَتحَ عيَنَيِ الأَعمى يَومَ سَبْت.
فسأَلَهُ الفِرِّيسيُّونَ أَيضًا كَيفَ أَبصَر. فقالَ لَهم: «جَعَلَ طينًا على عَينَيَّ ثُمَّ اغتَسَلتُ وها إِنِّي أُبصِر».
فقالَ بَعضُ الفِرِّيسيِّين: «لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لأَنَّه لا يَحفَظُ شَريعةَ السَّبْت». وقالَ آخَرون: «كَيفَ يَستَطيعُ خاطِئٌ أَنَ يَأتيَ بِمثِلِ هذهِ الآيات؟» فوَقَعَ الخِلافُ بَينَهم.
فقالوا: أَيضًا لِلأَعمى: «وأَنتَ ماذا تَقولُ فيه وقَد فَتَحَ عَينَيكَ؟» قال: «إِنَّهُ نَبِيّ».
على أَنَّ اليَهودَ لم يُصَدِّقوا أَنَّه كانَ أَعْمى فأَبصَر، حتَّى استَدْعَوا والِدَيه.
فسأَلوهما: «أَهذا ابنُكما الَّذي تَقولانِ إِنَّه وُلِدَ أَعمى؟ فكَيفَ أَصبَحَ يُبصِرُ الآن؟»
فأَجابَ والِداه: «نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ هذا ابنُنا، وأَنَّه وُلِدَ أَعْمى.
أَمَّا كَيفَ أَصبَحَ يُبصِرُ الآن، فلا نَدْري، ومَن فَتَحَ عَينَيه فنَحنُ لا نَعلم. إِسأَلوهُ، إِنَّه مُكتَمِلُ السِّنّ، سَيَتكلَّمُ هو بِنَفسِه عن أَمرِه».
وإِنَّما قالَ والِداهُ هذا لِخَوفِهِما مِنَ اليَهود، لأَنَّ اليَهودَ كانوا قدِ اتَّفَقوا على أَن يُفصَلَ مِنَ المِجمَعِ مَن يَعتَرِفُ بِأَنَّه المسيح.
فلِذَلكَ قالَ والِداه: إِنَّه مُكتَمِلُ السِّنّ، فاسأَلوه.
فَدَعَوا ثانِيَةً الرَّجُلَ الَّذي كانَ أَعمى وقالوا له: «مَجِّدِ الله، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ هذا الرَّجُلَ خاطِئ».
فأَجاب: «هل هو خاطِئٌ لا أَعلَم، وإِنَّما أَعلَمُ أَنِّي كُنتُ أَعْمى وها إِنِّي أُبصِرُ الآن».
فقالوا له: «ماذا صَنَعَ لكَ؟ وكَيفَ فتَحَ عَينَكَ؟»
أَجابَهم: «لقد قُلتُه لَكم فلَم تُصغُوا، فلِماذا تُريدونَ أَن تَسمَعوه ثانِيَةً؟ أَتُراكم تَرغَبونَ في أَن تَصيروا أَنتُم أَيضًا تَلاميذَه؟»
فشَتَموه وقالوا: «أَنتَ تِلميذُه، أَمَّا نَحنُ فَإِنَّنا تَلاميذُ مُوسى.
نحَنُ نَعلَمُ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسى، أَمَّا هذا فلا نَعلَمُ مِن أَينَ هو».
أجابَهُمُ الرَّجُل: «فعَجيبٌ أَن لا تَعلَموا مِن أَينَ هو وقَد فتَحَ عَينَيَّ.
نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ اللهَ لا يَستَجيبُ لِلخاطِئين، بل يَستَجيبُ لِمَنِ اتَّقاهُ وعَمِلَ بِمَشيئتِه.
ولَم يُسمَعْ يَومًا أَنَّ أَحدًا مِنَ النَّاسِ فتَحَ عَينَي مَن وُلِدَ أَعْمى.
فلَو لم يَكُن هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لَما استَطاعَ أَن يَصنَعَ شَيئًا».
أَجابوه: «أَتُعَلِّمُنا أَنتَ وقد وُلِدتَ كُلُّكَ في الخَطايا؟» ثُمَّ طَردوه.
فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه. فلَقِيَه وقالَ له: «أَتُؤمِنُ بِابنِ الإِنسان؟»
أَجاب: «ومَن هو. يا ربّ، فأُومِنَ به؟»
قالَ له يسوع: «قد رَأَيتَه، هو الَّذي يكَلِّمُكَ».
فقال: «آمنتُ، يا ربّ» وسجَدَ له.
فقالَ يسوع: «إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَعْمى الَّذينَ يُبصِرون».
فسَمِعَه بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ الَّذينَ كانوا معَه فقالوا له: «أَفنَحنُ أَيضًا عُمْيان؟»
قالَ لَهم يسوع: «لو كُنتُم عُمْيانًا لَما كانَ علَيكُم خَطيئة. ولكِنَّكُم تَقولونَ الآن: إنَّنا نُبصِر فخَطيئَتُكُم ثابِتَة».

التعليق الكتابي :

القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضدّ الهرطقات، الجزء الخامس

« هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى وبِكْرُ كُلِّ خَليقَة… ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء… كُلُّ شيَءٍ خُلِقَ بِه ولَه » (كول 1: 15–16)

عندما وجدَ الرّب نفسه في مواجهة الأعمى منذ مولده، لم يُعِدْ له بصره بواسطة كلمة فقط، إنّما من خلال عمل قامَ به. هو لم يفعلْ ذلك صدفةً أو بدون سبب، بل ليُظهرَ يد الله التي جبلَتْ الإنسان منذ البدء. لذا، عندما سألَه التلاميذ: “رابِّي، مَن خَطِىءَ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟”، أجابَ الربّ قائلاً: “لا هذا خَطِئَ ولا والِداه، ولكِن كانَ ذلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله”. و”أعمال الله” هذه هي بدايةً خلق الإنسان، لأنّ الكتاب المقدّس يَصفُ لنا هذا الحدث وكأنّه عمل: “وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة” (تك 2: 7). لذا، تفَلَ الرّب يسوع في الأرض وجبَلَ من تُفالِه طينًا وطلى به عَينَيّ الأعمى. وكان بهذا يُظهرُ كيف تمّ جبل الإنسان الأوّل؛ ولأولئك الذين يملكون القدرة على الفهم، كان يُظهرُ لهم يد الله التي جبلَتْ الإنسان من التراب.

ولأنّه بجسده المجبول على شكل آدم، وقعَ الإنسان في المعصية وأصبح بحاجة إلى غسل الميلاد الثاني (راجع تم 3: 5)، قالَ الرّب للأعمى منذ مولده بعد أن طلى له عينَيه بالطين: “إذهبْ فاغتسلْ في بركة سلوام”. وكان بذلك يعطيه الجبل الجديد والميلاد الثاني من خلال الإغتسال بالماء. وحالما اغتسلَ، “عادَ بصيرًا”، ليَتعرّفَ إلى ذاك الذي جبَلَه مجدّدًا، وليدركَ في الوقت عينه مَن هو الربّ الذي أعادَ الحياة إليه…

وهكذا، فإنّ ذاك الذي منذ البدء قامَ بجبل آدم، والذي قالَ له الآب: “لنَصنعَ الإنسانَ على صورتِنا ومثالِنا” (تك 1: 26)، هو نفسه مَن تجلّى للبشر في نهاية الأزمنة، وأعادَ جبلَ عينَيّ ذاك الرجل المُتحدِّر من آدم.