stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

كورونا ومشهد نهاية العالم – الأب وليم سيدهم

542views

كورونا ومشهد نهاية العالم

لقد عاش أجدادنا في مراحل مختلفة من التاريخ لحظات قاسية مثل التي نعيشها الآن، فكانت في كل جيل تظهر الأوبئة والأمراض القتالة مما كان يوحي للبشر بإقتراب نهاية العالم.

لقد عكست الأناجيل وكتابات العهد القديم هذه الحالة في نصوص كثيرة، وكان العهد الجديد يضع هذه النهاية في علاقة مع الله بصفته الديان العادل الذي سيحاسب كل واحد حسب أعماله.

يقول الكتاب المقدس: “لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ.” (مت 24: 7) ، في خضم هذه الرؤيا الأبوكاليبتية يأتي يسوع على السحاب ليحاسب الناس.

واليوم نحن نشهد أحداثًا تشابه تلك التي حدثت في تاريخ البشر، حيث الموت يهددنا من كل جانب بسبب وباء كورونا، والمختلف هو أن وسائل الإتصال والإنترنت لم تكن موجودة لتربط العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه كما يحدث الآن. فكانت الأوبئة تختص ببلاد بعينها خاصة في الشرق الأوسط حيث مهد الحضارات البابلية والآشورية والفرعونية والرومانية واليونانية كما الحضارة الهندوسية والكونفوشيوسية.

اليوم لأول مرة تغطي أرضنا وكوكبنا بشبكة عنكبوتية تظهر لأول مرة في التاريخ، كذلك الطائرات والصواريخ والبواخر الضخمة المجهزة، الجميع يتهددهم الهلاك بسبب فيروس لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.

وبينما كان العالم القديم مسكون من الآلهة المختلفة وإنتشرت فيه جميع أنواع العبادات للإله أو الألهة. فإن عالمنا لأول مرة يغيب عنه في أماكن كثيرة من العالم، وخاصة في البلاد المتقدمة تكنولوجيًا والمحكومة عقليًا بالتكنولوجية الرقمية والمعلوماتية استبعد الإله عن كيانات كثيرة ذكية وضعها الإنسان الحديث في صُلب المنظومة التكنولوجية الرقمية التي تعتمد فقط على ذكاء الإنسان وما ولّده من ذكاءات تفوقت عليه.

إلا أن ظهور فيروس كورونا المستجد. جاء إنذارًا شديد اللهجة لهذه الحضارة الغربية والشرقية الرقمية حيث اثبتت عجز الإنسان الذي وصل إلى القمر والكواكب وخزّن تريليونات المعلومات الدقيقة عن ملايين البشر في شرق العالم وغربه.

الموت انتشر في إيطاليا وأمريكا واسبانيا وإيران كالنار في الهشيم لا من منقذ ولا من مخلص، وبدأت تجتاح العالم أسئلة وجودية جوهرية كان العالم الحديث قد وضعها جنبًا. ظنَا منه أن إلهًا لهذا الكون لا يوجد.

وبرزت على السطح أسئلة أين مبدع وخالق هذا الكون؟ ولماذا نفاجئ بعناصر وكائنات غير مرئية تجلب الحزن والفشل؟

إنها ليست نهاية العالم بلا شك. ولكنها نهاية الخزعبلات ورفض الإله وإعادة التفكير في كيفية الحصول على التوازن بين حياتنا الروحية وحياتنا العملية والتكنولوجية.

لقد دق جرس الإنذار لهذا الإنسان الذي كان متربعًا على عرش الكون آخذًا مكان الخالق، فهل نصحو من غفلتنا؟