stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فآمن أهل نينوى بالله – الأب وليم سيدهم

917views

فآمن أهل نينوى بالله

لقد قال القديس أغسطينس في القرن الخامس : ” لا خلاص خارج الكنيسة ” وظلت هذه العبارة تتردد حتى الآن، وصلنا اليوم في كنائسنا إلى الإنغلاق التام وممارسة الفريسيين العظام وحتى الآن يرفض بعض المسيحيين خلاص غير المسيحيين.

إن شخصية يونان النبي الذي إحتفظ بها لنا الكتاب المقدس تنسف مقولة القديس أغسطينس من الأساس لأن الله نفسه يُرسل يونان إلى نينوى الوثنية، ورغم هروب يونان من هذه المهمة الصادمة له كيهودي إلا أن الله سخر حوتًا لكي يلتقطه ويقذفه على شواطئ المدينة.

” فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً للهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى».” (يونان 3: 3، 4)

وحدث ما لم يكن في حسبان يونان هذه المدينة الوثنية المرفوضة من اليهود تتغير تغيرًا جذريًا “فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلًا: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ». (يونان 3: 5 – 9)

ملك نينوى نفسه أمر بالصيام ولبس المسح، هل يوجد أعظم من ذلك؟ الملك الوثني تغير بسبب بشارة يونان، بينما الشعب اليهودي المختار وملوكه خانوا العهد مع الله وارتكبوا الكبائر.

فالعهد القديم الذي كان يدعو اليهود إلى عدم مخالطة الوثنيين وإلى الإبتعاد عنهم حتى لا يُعثروا بسببهم، نجد فيه أيضًا الله يرافق الشعوب الأخرى ويلتمس لهم العذر ويرسل لهم الأنبياء، نموذج يونان النبي واضح جدًا، والله يعاتب يونان على تعصبه لبني قومه فيقول له: أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟».” (يونان 4: 11)

وفي إنجيل لوقا 11: 29 – 33 يقول يسوع لمعاصريه اليهود:هذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ.

إن آية يونان النبي التي يتحدث عنها يسوع هي قدرة بشارته على تحويل الوثنيين من رافضين لله جلت عظمته إلى توبة جماعية وحقيقية عن خطاياهم وشرورهم والمطلوب من الجيل الذي يخاطبه يسوع أن يكف عن صممه وعماه ليعيد إكتشاف يسوع كمخلص.

ونحن اليوم نرثي لحالنا وحال العالم من حولنا وننسى أننا نحن أيضًا كثيرًا ما نخطأ وقليلًا ما ندرك أننا أخطأنا، ونفتخر مثل يونان بأننا شعب الله المختار دون أن نعترف بأن غير المسيحيين فيهم من القريبين من المسيح أكثر منا، ومثل قائد المئة والمرأة الكنعانية والسامرى الصالح وغيرهم في الإنجيل يفضحوا ضعفنا وإدعائنا الشعب البار المتدين المؤمن.

يارب لا تدخل تحت سقف بيتي لكن قل كلمة فتبرأ نفسي.