القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 24 أبريل – نيسان 2020 “
يوم الجمعة الثاني بعد الفصح
تذكار أُمّنا البارّة أليصابات الصانعة العجائب
تذكار القديس الشهيد سابا الغوطي
بروكيمنات الرسائل 1:5
إِرفَعوا ٱلرَّبَّ إِلَهَنا وَٱسجُدوا لِمَوطِئِ قَدَمَيهِ، فَإِنَّهُ قُدّوس.
-أَلرَّبُّ قَد مَلَك، فَلتَسخَطِ ٱلشُّعوب. هُوَ جالِسٌ عَلى ٱلشّيروبيم، فَلتَرتَجِفِ ٱلأَرض. (لحن 7)
سفر أعمال الرسل 11-1:5
في تِلكَ ٱلأيّامِ، باعَ رَجُلٌ ٱسمُهُ حَنانِيّا، مَعَ سَفّيرَةَ ٱمرَأَتُهُ، مُلكًا لَهُ،
وَٱختَلَسَ بَعضَ ٱلثَّمَنِ، وَٱمرَأَتُهُ عالِمَةٌ بِذَلِك. وَأَتى بِبَعضِهِ، وَأَلقاهُ عِندَ أَقدامِ ٱلرُّسُل.
فَقالَ بُطرُس: «يا حَنانِيّا، لِماذا مَلَأَ ٱلشَّيطانُ قَلبَكَ، حَتّى تَكذِبَ عَلى ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ، وَتَختَلِسَ مِن ثَمَنِ ٱلضَّيعَة؟
أَلَم يَكُن لَكَ مُدَّةُ بَقائِهِ؟ وَبَعدَ أَن بيعَ ألَم يَكُن في سُلطانِكَ؟ فَلِماذا جَعَلتَ في قَلبِكَ هَذا ٱلأَمر؟ إِنَّكَ لَم تَكذِب عَلى ٱلنّاسِ بَل عَلى ٱلله».
فَلَمّا سَمِعَ حَنانِيّا هَذا ٱلكَلامَ، سَقَطَ وَمات. فَوَقَعَ خَوفٌ عَظيمٌ عَلى جَميعِ ٱلَّذينَ سَمِعوا بِذَلِك.
فَقامَ ٱلفِتيانُ وَكَفَّنوهُ وَحَمَلوهُ وَدَفَنوه.
وَبَعدَ نَحوِ ثَلاثِ ساعاتٍ، دَخَلَت ٱمرَأَتُهُ وَهِيَ لَم تَعلَم بِما جَرى.
فَأَجابَها بُطرُس: «قولي لي، أَبِهَذا ٱلثَّمَنِ بِعتُما ٱلضَّيعَة؟» فَقالَت: «نَعَم بِهَذا».
فَقالَ لَها بُطرُس: «لِماذا ٱتَّفَقتُما عَلى تَجرِبَةِ روحِ ٱلرَّبّ؟ ها إِنَّ أَقدامَ ٱلَّذينَ دَفَنوا رَجُلَكِ بِٱلبابِ، وَهُم يَحمِلونَكِ أَيضًا».
فَسَقَطَت في ٱلحالِ عِندَ قَدَمَيهِ وَماتَت. فَلَمّا دَخَلَ ٱلأَحداثُ وَجَدوها مَيتَةً، فَحَمَلوها وَدَفَنوها بِجانِبِ رَجُلِها.
فَوَقَعَ خَوفٌ عَظيمٌ عَلى جَميعِ ٱلكَنيسَةِ، وَعَلى كُلِّ ٱلَّذينَ سَمِعوا بِذَلِك.
هلِّلويَّات الإنجيل
أُذكُر جَماعَتَكَ ٱلَّتي ٱقتَنَيتَها مُنذُ ٱلَقَديم، لَقَدِ ٱفتَدَيتَ صَولَجانَ ميراثِكَ.
-أَمّا ٱللهُ فَهُوَ مَلِكُنا قَبلَ ٱلدُّهور، أَجرى ٱلخَلاصَ في وَسَطِ ٱلأَرض. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا 2-1:6.47-30:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «لا أَقدِرُ أَنا أَن أَعمَلَ مِن نَفسي شَيئًا. فَكَما أَسمَعُ أَحكُمُ، وَحُكمي عادِلٌ، لِأَنّي لا أَطلُبُ مَشيئَتي بَل مَشيئَةَ ٱلآبِ ٱلَّذي أَرسَلَني.
إِن كُنتُ أَنا أَشهَدُ لِنَفسي، فَشَهادَتي لَيسَت حَقًّا.
إِنَّما ٱلَّذي يَشهَدُ لي هُوَ آخَرُ، وَأَنا أَعلَمُ أَنَّ شَهادَتَهُ ٱلَّتي يَشهَدُ لي بِها هِيَ حَقّ.
أَنتُم أَرسَلتُم إِلى يوحَنّا فَشَهِدَ لِلحَقّ.
وَأَمّا أَنا فَلا أَقبَلُ شَهادَةً مِن إِنسانٍ، وَلَكِنَّني أَقولُ هَذا لِتَخلُصوا أَنتُم.
ذاكَ كانَ ٱلسِّراجَ ٱلموقَدَ وَٱلمُنيرَ، وَأَنتُم أَرَدتُم أَن تَبتَهِجوا بِنورِهِ ساعَة.
وَأَمّا أَنا فَلي شَهادَةٌ أَعظَمُ مِن شَهادَةِ يوحَنّا، لِأَنَّ ٱلأَعمالَ ٱلَّتي أَعطانِيَ ٱلآبُ أَن أَعمَلَها، هَذِهِ ٱلأَعمالَ عينَها ٱلَّتي أَنا أَعمَلُها تَشهَدُ لي أَنَّ ٱلآبَ أَرسَلَني.
وَٱلآبُ ٱلَّذي أَرسَلَني هُوَ شَهِدَ لي. وَأَنتُم لَم تَسمَعوا صَوتَهُ قَطُّ، وَلا رَأَيتُم صورَتَهُ،
وَكَلِمَتُهُ لَيسَت ثابِتَةً فيكُم، لِأَنَّكُم لَستُم تُؤمِنونَ بِٱلَّذي أَرسَلَهُ.
إِبحَثوا في ٱلكُتُبِ لِأَنَّكُم تَظُنّونَ أَنَّ لَكُم فيها ٱلحَياةَ ٱلأَبَدِيَّة. فَهِيَ ٱلَّتي تَشهَدُ لي.
وَأَنتُم لا تُريدونَ أَن تُقبِلوا إِلَيَّ لِتَكونَ لَكُم ٱلحَياة.
لا أَقبَلُ ٱلمَجدَ مِنَ ٱلنّاسِ،
وَقَد عَرَّفتُكُم أَن لَيسَ فيكُم حُبُّ ٱلله.
أَنا أَتيتُ بِٱسمِ أَبي فَلَم تَقبَلوني. وَإِن أَتاكُم آخَرُ بِٱسمِ نَفسِهِ، فَذَلِكَ تَقبَلونَهُ.
وَكَيفَ تَقدِرونَ أَن تُؤمِنوا وَأَنتُم تَقبَلونَ ٱلمَجدَ بَعضُكُم مِن بَعضٍ، وَلا تَطلُبونَ ٱلمَجدَ ٱلَّذي مِن عِندِ ٱللهِ وَحدَهُ؟
لا تَظُنّوا أَنّي أَشكوكُم عِندَ ٱلآبِ، لِأَنَّ لَكُم مَن يَشكوكُم، موسى ٱلَّذي فيهِ رَجاؤُكُم.
فَلَو كُنتُم تُؤمِنونَ بِموسى لَآمَنتُم بي، لِأَنَّ ذاكَ قَد كَتَبَ عَنّي.
فَإِن كُنتُم لا تُؤمِنونَ بِكُتُبِ ذاكَ، فَكَيفَ تُؤمِنونَ بِكَلامي؟»
بَعدَ هَذا مَضى يَسوعُ إِلى عِبرِ بَحرِ ٱلجَليلِ أَي بَحرِ طَبَرِيَّة.
وَتَبِعَهُ جَمعٌ كَثيرٌ، لِأَنَّهُم كانوا يُعايِنونَ ٱلآياتِ ٱلَّتي يُجريها في ٱلمَرضى.
التعليق الكتابي :
القدّيس هيرونيمُس (347 – 420)، كاهن ومترجم الكتاب المقدّس وملفان الكنيسة
الرسالة 53، إلى القدّيس بولينوس، أسقف نولا
« لو كُنتُم تُؤمِنونَ بِموسى لآمَنتُم بي لأَنَّهُ في شَأني كَتَب » ( يو5: 46 ).
هناك “حِكمَةِ اللهِ السِرِّيَّةِ الَّتي ظلَّت مكتومةً في الماضي، تلكَ الَّتي أَعَدَّها اللهُ قَبلَ الدُّهورِ” (1كور 2: 7). وحكمة الله هذه، هي الرّب يسوع المسيح؛ فهو “قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه” (1كور 1: 24)… ففي الابن، في الواقع، “قَدِ استَكَنَّت جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة” (كول 2: 3)؛ هو محجوب في السرّ، مهيّأ مسبقًا، منذ ما قبل الدهور، هو الّذي تنبّأت عنه الشريعة والأنبياء.
لذلك دُعِي الأنبياء “رائين”؛ كانوا يَرَون ذاك المحجوب والمجهول من الآخَرين. ابراهيم أيضًا “رأى يومه وفَرِحَ” (يو 8: 56). بالنسبة إلى حزقيال، فُتِحت السماوات، في حين كانت تبقى مغلقة للشعب الخاطئ. ويقول داود: “اِفتَحْ عَينَيَّ فأُبصِرَ عَجائب شَريعَتِكَ” (مز 118: 18). فالشريعة، في الواقع، روحيّة؛ ولكي نفهمها، علينا أن “نرفع القناع” لكي “نَعكِس صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ” (2كور 3: 16-18).
في سِفر الرؤيا، نرى كتابًا عليه سبعة أختام… كم من الأناس اليوم، يعتبرون ذاتهم مثقّفين، حاملين بأيديهم كتابًا مختومًا! وهم غير قادرين على فتحه؛ لا يمكن أن يفتحه سوى “مَن عِندَه مِفْتاحُ داوُد، مَن يَفتَحُ فلا أَحَدَ يُغلِق، ويُغلِقُ فلا أَحَدَ يَفتَح” (رؤ 3: 7). في أعمال الرسل، كان الخصيّ يقرأ النبيّ إشعيا…؛ مع أنّه كان يجهل ذاك الّذي كان يكرّمه في الكتاب دون أن يعرفه. جاء فيليبس وأراه الرّب يسوع المحجوب وراء الحروف… (أع 8: 26 وما يليها). فافهم إذن أنّه لا يمكنك أن تغوص في الكتب المقدّسة بلا مرشد يُريك الطريق.