مقابلة مع عميد مجمع التربية الكاثوليكية الكاردينال جوزيبيه فرسالدي
نقلا عن الفاتيكان نيوز
26 أبريل 2020
أثناء احتفاله بالقداس الصباحي المعتاد في كابلة القديسة مارتا يوم الجمعة الفائت عبّر البابا فرنسيس عن قربه من المعلّمين والطلاب خلال الظرف الصعب الذي يمر به العالم اليوم بسبب تفشي جائحة كورونا ومع إقفال المدارس في معظم الدول. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاردينال جوزيبيه فرسالدي عميد مجمع التربية الكاثوليكية، الذي شاء أن يوجّه كلمة تشجيع إلى المربّين والتلاميذ على حد سواء والذين يتابعون النشاط المدرسي من خلال الوسائط المتاحة على شبكة الإنترنت.
عبّر نيافته عن أمله بأن يتمكن الجميع من الإفادة من هذا الظرف الراهن من أجل السعي إلى التجدد وإعادة النظر في بعض الأبعاد الهامة للنشاط التربوي وقال إن المدرسة، وكما سبق أن أكد البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة، تشكل جماعة تربوية، ترتكز بالطبع إلى مضمون التعليم، ولكن أيضا إلى العلاقة التي تُبنى بين المعلّمين وتلاميذهم.
وأشار الكاردينال فرسالدي إلى أن المدرسين مدعوون إلى صون هذه العلاقة وتنميتها، كما أنه يتعين على الطلاب أن يكنوا كل الاحترام تجاه المربين وأن ينفتحوا عليهم نظرا لكونهم الجيل السابق لهم والذي ينقل إليهم القيم والمضامين، لا العلمية – التقنية وحسب إنما أيضا الإنسانية.
تابع نيافته مؤكدا أن الكنيسة تريد أن تضع نفسها في خدمة القطاع التربوي، وأضاف في هذا السياق أن مجمع التربية الكاثوليكية يود أن يوجّه كلمة تشجيع إلى المدارس الكاثوليكية في المقام الأول، مشيرا إلى وجود أكثر من واحد وستين مليون تلميذ وطالب حول العالم يتابعون تحصيلهم العلمي في المعاهد التربوية الكاثوليكية بدءا من دُور الحضانة ووصولا إلى مقاعد الدراسة في الجامعات. وقال إنه يتمنى أن تشكل هذه المرحلة التي نمر بها اليوم قفزة إلى الأمام.
ولفت الكاردينال فرسالدي إلى أن فكره يتجه أيضا إلى المدارس والجامعات غير الكاثوليكية، الرسمية والخاصة، متمنياً أن تشكل القيم الإنسانية والدينية مصدر إلهام لها، وآملا أن يسير الجميع معا في الدرب التي تقود إلى الخروج من الأزمة، كي نعود إلى أفضل ما كنا عليه في الماضي.
بعدها توقف عميد مجمع التربية الكاثوليكية عند الأهمية التي تكتسبها اليوم التكنولوجياتُ الحديثة، مشيرا إلى أن هذا الظرف الذي نعيشه يساعدنا على تثمين هذه الوسائل، كما يمكننا أن نعطيها نَفَساً حياً لأنها تفسح المجال أمام استمرار العلاقات بين الأشخاص ولا يقتصر دورها على الأبعاد التقنية البحتة.
وفي رد على سؤال بشأن الدعم الذي تحتاج إليه اليوم المدارس الشبه رسمية والتي تواجه صعوبات مادية قال المسؤول الفاتيكاني إن هذه المدارس، كاثوليكية كانت أم غير كاثوليكية، تقدم خدمة تعليمية رسمية، مع أنها ليست تابعة للدولة. وهي تحافظ أيضا على تنوع الخدمة التربوية الذي هو من ركائز الأنظمة الديمقراطية كي لا يقتصر العَرْضُ التربوي على خيار واحد، ما يقضي على حرية العائلات في اختيار التعليم الأنسب للبنين.
وفي ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني، ذكر عميد مجمع التربية الكاثوليكية الكاردينال فرسالدي بأن آلاف التلاميذ والطلاب الذين يترددون إلى المدارس الكاثوليكية الشبه رسمية يشكلون مصدر غنى للكنيسة والمجتمع، كما أن هذه المدارس تخفف أيضا من الأعباء التي تتحملها الدولة.