stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

المطران موكشيتزكي : يوحنا بولس الثاني قد علّمنا أن نثق بالله

1.7kviews

نقلا عن الفاتيكان نيوز

18 مايو 2020

المطران مييتشيسلاف موكشيتزكي، رئيس أساقفة ليوبولي في أوكرانيا والسكرتير الشخصي، لتسع سنوات، للقديس يوحنا بولس الثاني يتحدّث عن إنسانية البابا بولندي وقدرته على الإصغاء

“في ختام نهاره كان القديس يوحنا بولس الثاني وبعد انتهائه من تلاوة صلواته يقترب من نافذة غرفته ويمنح البركة؛ وكنت أفكر دائمًا بيني وبين نفسي ربما هو يبارك مدينة روما أو الكنيسة أو ربما حتى العالم بأسره” هذه هي إحدى الذكريات الشخصية من حبرية كارول فويتيوا التي يحملها معه المطران مييتشيسلاف موكشيتزكي، رئيس أساقفة ليوبولي في أوكرانيا والسكرتير الشخصي للبابا فويتيوا من عام ١۹۹٦ حتى عام ٢٠٠٥؛ لقد تحدّث المطران موكشيتزكي على الدوام عن البابا يوحنا بولس الثاني كرجل يتحلّى بثقة كبيرة بالله ولذلك كان يحب أن يوكل إليه في الصلاة الكنيسة والعالم. وبمناسبة الذكرى المئوية لولادة البابا البولندي أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المطران موكشيتزكي حدّثنا فيها عن هذا البابا القديس.

قال المطران موكشيتزكي لقد علّمنا يوحنا بولس الثاني أولاً أن نتحلّى بثقة بالرب، فمنذ بداية حبريّته دعانا لكي نفتح الأبواب للمسيح، لأنّه يمكننا بمساعدته أن نخلق عالم سلام ونصنع الخير ونجعل الإنسانية بأسرها تتطوّر. وقد قدّم بنفسه مثال إنسانية عظيمة. لقد كان على الدوام إنسانيًّا وسخيًّا وجاهزًا. بالرغم من كونه على رأس الكنيسة ودولة حاضرة الفاتيكان لكنّه كان منفتحًا وطبيعيًّا في مواقفه وتصرّفاته. لقد كان يعطي على الدوام وقتًا للآخرين ويعرف كيف يصغي لهم. لم يكن أبدًا يعطي الانطباع للآخرين بأن هناك أشياء أهم منهم عليه القيام بها. ولكنّه علّمنا بشكل خاص أنه علينا ويمكننا بواسطة الصلاة أن نحل جميع مشاكل الحياة والعالم.

تابع رئيس أساقفة ليوبولي متحدّثًا عن انفتاح البابا فويتيوا وسعيه للحوار مع الجميع وقال لقد امتُحن القديس يوحنا بولس الثاني في حياته بالعديد من الأحداث؛ لقد اختبر أفراحًا كبيرة وإنما أيضًا حزنًا وألمًا كبيرين. لقد ولد بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بقليل، وعاش الحرب العالمية الثانية أيضًا؛ كذلك عاش لسنوات طويلة تحت النظام الشيوعي. جميع هذه الأمور علّمته مدى أهميّة السلام في هذا العالم والتمتّع بالحقوق الإنسانية والحريّة؛ ومن أجل هذه القيم كافح وصلّى ولذلك تحاور مع العديد من رؤساء الدول وقادة الديانات العالمية، وسافر عبر الكرة الأرضيّة يبشّر ويعظ بالأخّوة.

أضاف المطران موكشيتزكي مجيبًا على سؤال حول الجوانب التعليمية في حبرية البابا فرنسيس والتي يعتقد بأنها إرث من حبرية البابا البولندي وقال إن قداسة البابا فرنسيس ككاهن وأسقف وكردينال قد تمّكن لسنوات عديدة من أن يتابع حياة البابا يوحنا بولس الثاني ويبدو لي اليوم أنّه يسير هو أيضًا على خطاه. لنفكر على سبيل المثال بزيارات البابا فرنسيس الرسولية الدولية وبلقاءاته مع الشباب وبالعناية والاهتمام اللذين يُظهرهما للمرضى والفقراء والمساجين. جميعها مواقف وتصرفات قد ميّزت أيضًا القديس يوحنا بولس الثاني. ونحن سعداء جدًّا بأن البابا فرنسيس يسير في رسالته كراعي للكنيسة الجامعة على مثال خلفه.

تابع رئيس أساقفة ليوبولي مجيبًا على سؤال حول الشهادة التي تركها لنا القديس يوحنا بولس الثاني في أسلوبه لعيش المرض وقال لقد أظهر يوحنا بولس الثاني قوّة كبيرة. بالرغم من أنه كان في المرحلة الأخيرة يعاني من صعوبة في التكلّم والتحرّك وكان يتألّم كثيرًا لكنّه أظهر لنا أنّه علينا ألا نيأس أبدًا. لقد علّمنا أن كل مرحلة وكل حالة من حياتنا هي مهمّة وأنّه بإمكاننا أن نقوم على الدوام بأمور كثيرة وبأننا مفيدين وضروريين لهذا العالم. لذلك أراد، حتى النهاية، أن يقوم بمهمّته ويصلّي من أجل البشريّة. وعندما تركنا رأيت كيف يموت الإنسان الذي يتحلى بإيمان كبير وبثقة كبيرة وبعلاقة مميّزة مع الله. لأنّه عندما عاد إلى بيت الآب عاد بسلام.

وختم المطران مييتشيسلاف موكشيتزكي، رئيس أساقفة ليوبولي في أوكرانيا حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول ما يمكن لتعليم القديس يوحنا بولس الثاني أن يقول اليوم للبشرية التي يخيفها فيروس الكورونا وقال إنَّ البابا فويتيوا في حبريّته أيضًا قد عاش العديد من اللحظات الصعبة: كوارث وحروب واعتداءات وأمراض، ومع ذلك لم ييأس ابدًا وكان يعلّمنا في هذه الشدائد أن علينا أن نتوجّه إلى الله وإلى يسوع المسيح الذي وحده بإمكانه أن يوقف العواصف ويشفينا. لكنّه أظهر لنا أيضًا أنه علينا أن نتوجّه إلى والدة الله التي يمكنها أن تشفع بنا وتساعدنا. فبعد العاصفة في الواقع تشرق الشمس مجدّدًا، ولكن علينا أن نتعلّم أن نعبر العاصفة لكي ننال السلام الحقيقي والفرح الحقيقي في حياتنا.