القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 11 يوليو – حزيران 2020 “
عيد مار برتلماوس الرسول
مار برتلماوس الرسول ( 71 )
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 7-1:13.31-28:12
يا إِخْوَتِي، لَقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن.
أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟
أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟
إِطْمَحُوا إِلَى المَواهِبِ العُظْمَى. وأَنَا أُرِيكُم طَرِيقًا أَفْضَل.
لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ.
ولَوْ كَانَتْ لِيَ النُّبُوءَة، وَكُنْتُ أَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَالعِلْمَ كُلَّهُ، ولَو كَانَ لِيَ الإِيْمَانُ كُلُّهُ حَتَّى أَنْقُلَ الجِبَال، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فَلَسْتُ بِشَيء.
ولَوْ بَذَلْتُ جَمِيعَ أَمْوَالِي لإِطْعَامِ المَسَاكِين، وأَسْلَمْتُ جَسَدِي لأُحْرَق، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فلا أَنْتَفِعُ شَيْئًا.
المَحَبَّةُ تتَأَنَّى وتَرْفُق. المَحَبَّةُ لا تَحْسُد، ولا تَتَبَاهَى، ولا تَنْتَفِخ،
ولا تَأْتِي قَبَاحَة، ولا تَلْتَمِسُ مَا هوَ لَهَا، ولا تَحْتَدُّ، ولا تَظُنُّ السُّوء،
ولا تَفْرَحُ بِالظُّلْم، بَلْ تَفْرَحُ بِالحَقّ،
وتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيء، وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء، وتَرْجُو كُلَّ شَيء، وتَصْبِرُ عَلى كُلِّ شَيء.
إنجيل القدّيس لوقا 19-12:6
في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله.
ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم:
سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،
ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور،
ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.
وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا،
جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون.
وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
ضدّ سِلْسُوسْ
« ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً »
لو أنّ اختار الرّب يسوع رجالاً مثقّفين، بحسب رغبة الرأي العام، ليجعل منهم خدّامًا لبشارته، أو رجالاً قادرين على استيعاب أفكارٍ تهمّ الجماهير والتعبير عنها، لكان اتُّهِم بأنّه يعلّم بأسلوب الفلاسفة، ولكانت تعاليمه فقدت طابعها الإلهي. في تلك الحالة، كانت تعاليمه وعظاته ستقتصر “على حِكمَةِ الكَلام” (1كور 1: 17)؛ وفي تلك الحالة أيضًا فإنَّ إيماننا، على غرار الإيمان النابع من تعاليم فلاسفة هذا العالم، كان سيستند “إِلى حِكمَةِ النَّاس، لا إِلى قُدرَةِ الله” (راجع 1كور 2: 5). ولكن عندما نرى خطأة وعشّارين غير مثّقفين يجادلون اليهود بجرأة عن الإيمان بالرّب يسوع المسيح ويحملونه للعالم بأسره وينجحون في ذلك، كيف لنا إلاّ أن نبحث عن مصدر قدرة الإقناع تلك؟ وكيف لنا إلاّ أن نقرّ بأنّ كلمة الرّب يسوع: “اِتْبَعاني أَجعَلْكما صَيَّادَيْ بَشر” (مت 4: 19) قد نفّذها بقدرة إلهيّة من خلال رسله؟
أظهر القدّيس بولس هذه القدرة في ما كتبه: “ولَم يَعتَمِدْ كَلامي وتَبْشيري على أُسلوبِ الإِقناعِ بِالحِكمَة، بل على أَدِلَّةِ الرُّوحِ والقُوَّة” (1كور 2: 4)… هذا ما قاله الأنبياء عندما أنبأوا بالإنجيل: “الرّبُّ يُعطي أمرًا، فيحمِلُ البُشْرى كثيرونَ” (مز68[67]: 12) “ويُسرعُ قَولُه” (مز 147[146]: 15). فقد رأينا، بالفعل، “صوت” رسل الربّ يسوع يذهب “في الأَرضِ كُلِّها، وأَقوالُهم في أَقاصي المَعْمور” (رو 10: 18) “وكَلماتُهم إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة” (مز19[18]: 5). لذلك، فإنّ كلّ من سمع كلمة الله المُعلَنة بقوّة يصبح ممتلئًا هو نفسه بتلك القوّة الظاهرة من خلال تصرّفاته ونضاله من أجل الحقيقة حتّى الموت.