stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل للأب مايكل وليم راعى كنيسة السيدة العذراء – الحواصلية – إيبارشية المنيا (( الايمان في زمن الكورونا ( 1 ) ))

440views

* ارتعد كل العالم امام فيروس صغير، وسقطت كل الاقنعة المزيفة والقوة والجبروت والهيمنة وذوي النفوذ والسلطة، الجميع متساوون امام فيروس صغير، لذلك يمكننا ان نتعلم في ايماننا بالله في هذه الظروف عدة دروس روحية هامة:

+ ان نتعلم الاتضاع ونعيشه مع بعضنا بعضا والذي يتجسد في اعمال الرحمة والمحبة والخير والاحسان سواء شخصيا/ جماعيا/ اجتماعيا/ كنسيا/ محليا/ عالميا….ما أجمل الاتضاع المترجم بالمحبة والاحترام المتبادل بين كل البشر. نعم، الاتضاع قوة تهدم كل قيود الانانية/ الكبرياء/ التطرف والتعصب/ والبغضة والشر.
هذا هو الايمان الحقيقي بالله، ان ننمو في التواضع، فالله يرفع المتضعين ويمنحهم نعمة وبركة وقداسة. البرهان في الايمان هو القدرة على معايشة التواضع والبساطة الروحية العميقة مع الله وذواتنا والاخرين….التواضع يعني ان يعي الانسان انه انسان ذو حدود وضعفات، وانه مخلوق وليس خالقا، فيعترف بذلك ويعيش في سلام وانسجام وتصالح مع الله والاخرين وذاته…..
الايمان الحقيقي يا أحبائي هو: تواضع/ تصالح/ انسجام/ تواصل/ حوار/ احساس/ لقاء/ اهتداء وتوبة وتغيير مستمر للأفضل/ حرية مسئولة/ مساعدة للغير/ شكر مستمر لله على كل حال وفي كل حال/ رؤية الله في كل أمور حياتنا/ احترام للاخرين وتقديرهم وتقديمهم للامام دائما/ مسيرة جهاد مستمرة لاكتساب الفضيلة والاقتراب اكثر فاكثر الى الله والى الاخرين….

+ ان نتعلم الصلاة اكثر فأكثر في الحياة العملية الاسرية والعملية، وهو ما يُسمى بقداس الحياة، ان نقدس الله في كلامنا وسلوكياتنا واعمالنا وافكارنا وعلاقاتنا، في كل ما نعمل نعمله بقداسة وفي مخافة الهية عملية.
وهذا هو القداس العملي وليتورجيا الحياة التي نتعلمها في هذا الزمن الاستثنائي لفيروس كورونا حيث امتنع المؤمنون عن حضور القداسات والصلوات الطقسية بالكنيسة، ولكنهم لم يمتنعوا من اللقاء بالمسيح، فالمسيح حاضر في كل مكان ولا يحويه مكان، ان نلتقي بالمسيح في الاحداث اليومية/ الاشخاص الذين نتقابل معهم/ في الطبيعة والحياة اليومية وفي أبسط ما نقوم به نرى يسوع حاضرا معنا ونحن معه، هذه هي قمة الايمان والقداسة: رؤية يسوع بعيون القلب في كل شيء وكل كل انسان نراه وبالاخص الضعفاء والمرضى والمحتاجين: ” كل ما فعلتموه بأحد هؤلاء الاصاغر فبي قد فعلتم” ( مت ٢٥/ ٤٠).
انه وقت عيش المحبة العملية والتضامن والاحساس بالمتألمين والصلاة لاجلهم ومساعدتهم قدر الامكان نفسيا وروحيا واجتماعيا، فالمسيحي هو الذي يشعر بأخيه ويشاركه في احزانه وافراحه، فالمحبة تخفف وتشفي كل آلام البشرية……
+ القداسة ليست في صنع المعجزات والاشياء العظيمة، ولكنها في صنع ابسط الاشياء بروح عظيمة كما تقول القديسة تريزا، القداسة في القدرة على الرحمة والحب والغفران والانسانية، مما يساهم في خلق مجتمع اكثر محبة وانسانية يفرح به الرب…….

+++ امنحنا يارب ان نتعلم ونعيش الاتضاع والصلاة بروح اعمق واقوى، ان ندخل معك في العمق، ونرمي شباك حياتنا على كلمتك المقدسة كيما تملأنا بالخير والبركة والقوة…وسط القلق والخوف كلمتك تطمئننا وتمنحنا القوة والثبات، فقوينا واسندنا بنعمتك، واسند العالم برحمتك، فنحن في اشد الحاجة لحنانك ولرحمتك يارب، بشفاعة السيدة العذراء مريم امنا وام الكنيسة ورئيس الملائكة ميخائيل شفيع اليوم وكل القديسين، امين.

++ جوزيف مكرم …المنسق الأعلامى لأيبارشية المنيا ++