القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 22 يونيو – حزيران 2020 “
الاثنين الرابع بعد العنصرة
تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة إفسافيوس أسقف سميساط
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 33-18:9
يا إِخوَة، إنَّ اللهَ يَرحَمُ مَن يَشاءُ، وَيُقَسّي مَن يَشاء.
إِذَن تَقولُ لي: «فَلِمَ يَلومُ بَعد لِأَنَّ مَشيئَتَهُ مَن يُقاوِمُها؟».
أَيُّها ٱلإِنسانُ، تُرى مَن أَنتَ لِتُعارِضَ ٱلله؟ أَلَعَلَّ ٱلجِبلَةَ تَقولُ لِجابِلِها: «لِمَ صَنَعتَني هَكَذا؟»
أَم لَيس لِلخَزّافِ سُلطانٌ عَلى ٱلطّينِ، بِأَن يَصنَعَ مِن كُتلَةٍ واحِدَةٍ إِناءً لِلكَرامَةِ وَآخَرَ لِلهَوان؟
(فَماذا) إِن كانَ ٱللهُ قَد شاءَ أَن يُبدِيَ غَضَبَهُ، وَيُعَرِّفَ قُدرَتَهُ، فَٱحتَمَلَ بِأَناةٍ طَويلَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلهَلاك؟
وَلِكَي يوضِحَ غِنى مَجدِهِ عَلى آنِيَةِ ٱلرَّحمَةِ، ٱلَّتي سَبَقَ فَأَعَدَّها لِلمَجدِ،
أَي (عَلَينا) نَحنُ ٱلَّذينَ قَد دَعانا، لا مِنَ ٱليَهودِ فَقَط بَل مِنَ ٱلأُمَمِ أَيضًا.
كَما يَقولُ في هوشَع: «إِنّي سَأَدعو مَن لَم يَكُن بِشَعبٍ لي شَعبي، وَٱلَّتي لَم تَكُن بِمَحبوبَةٍ مَحبوبَة.
وَسَيكونُ في ٱلمَوضِعِ ٱلَّذي قيلَ فيهِ لَهُم لَستُم بِشَعبي، أَنَّهُم هُناكَ يُدعَونَ أَبناءَ ٱللهِ ٱلحَيّ».
وَيَهتِفُ أَشَعيا مِن جِهَةِ إِسرائيل: «وَإِن يَكُن عَدَدُ بَني إِسرائيلَ كَرَملِ ٱلبَحرِ، فَٱلبَقِيَّةُ سَتَخلُص.
فَإِنَّه مُنجِزٌ وَباتٌ هَذا ٱلكَلامَ بِعَدلٍ، لِأَن ٱلرَّبَّ سَيُنجِزُ عَلى ٱلأَرضِ كَلامًا مَبتوتًا».
وَكَما سَبَقَ أَشَعيا فَقال: «لَولا أَنَّ رَبَّ ٱلجُنودِ أَبقى لَنا ذُرِّيَّةً، لَصِرنا مِثلَ سَدومَ وَأَشبَهنا عَمورَة».
إِذن ماذا نَقول؟ إِنَّ ٱلأُمَمَ ٱلَّذينَ لَم يَسعَوا في طَلَبِ ٱلبِرِّ قَد نالوا ٱلبِرَّ، ٱلبِرَّ ٱلَّذي مِنَ ٱلإيمان.
وَأَمّا إِسرائيلُ ٱلسّاعي إِلى ناموسِ ٱلبِرِّ، فَلَم يُدرِك ناموسَ ٱلبِرّ.
لِماذا؟ لِأَنَّهُ قَد طَلَبَهُ لا بِٱلإيمانِ، بَل كَأَنَّهُ بِأَعمالِ ٱلنّاموسِ، فَعَثَروا بِحَجَرِ ٱلعِثار.
كَما كُتِب: «ها أَنا ذا أَضَعُ في صِهيونَ حَجَرَ عِثارٍ وَصَخرَةَ شَكٍّ، وَكُلُّ مَن يُؤمِنُ بِهِ لا يُخزى».
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 15-2:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا سَمِعَ يوحَنّا في ٱلسِّجنِ بِأَعمالِ يَسوعَ، أَرسَلَ ٱثنَينِ مِن تَلاميذِهِ وَقالَ لَهُ:
«أَأَنتَ ٱلآتي أَم نَنتَظِرُ آخَر؟»
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُما: «إِذهَبا وَأَخبِرا يوحَنّا بِما تَسمَعانِ وَتَرَيان:
أَلعُميانُ يُبصِرونَ، وَٱلعُرجُ يَمشونَ، وَٱلبُرصُ يَطهُرونَ، وَٱلصُّمُّ يَسمَعونَ، وَٱلمَوتى يَقومونَ، وَٱلمَساكينُ يُبَشَّرونَ،
وَطوبي لِمَن لا يَشُكُّ فِيَّ!»
وَفيما هَذانِ ذاهِبانِ بَدَأَ يَسوعُ يَقولُ لِلجُموعِ عَن يوحَنّا: «ماذا خَرَجتُم إِلى ٱلبَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَقصَبَةً تَهُزُّها ٱلرّيح؟
أَم ماذا خَرَجتُم تَنظُرون؟ أَإِنسانًا لابِسًا ثِيابًا ناعِمَة؟ ها إِنَّ ٱلَّذينَ عَلَيهِمِ ٱلثِيابَ ٱلنّاعِمَةَ هُم في بُيوتِ ٱلمُلوك.
أَم ماذا خَرَجتُم تَنظُرون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقولُ لَكُم: نَعَم، وَأَفضَلَ مِن نَبِيّ!
فَإِنَّ هَذا هُوَ ٱلَّذي كُتِبَ عَنهُ: هاءَنَذا أُرسِلُ مَلاكي أَمامَ وَجهِكَ. فَهُوَ يُهَيِّئُ طَريقَكَ قُدّامَك.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ لَم يَقُم في مَواليدِ ٱلنِّساءِ أَعظَمُ مِن يوحَنّا ٱلمَعمَدانِ، وَلَكِنَّ ٱلأَصغَرَ في مَلَكوتِ ٱلسَّماواتِ أَعظَمُ مِنهُ!
وَمِن أَيّامِ يوحَنّا ٱلمَعمَدانِ إِلى ٱلآنَ مَلَكوتُ ٱلسَّماواتِ يُغصَبُ، وَٱلغاصِبونَ يَختَطِفونَهُ.
فَإِنَّ جَميعَ ٱلأَنبِياءِ وَٱلنّاموسَ تَنَبَّأوا إِلى يوحَنّا.
وَإِن أَرَدتُم أَن تَفهَموا، فَهُوَ إيلِيّا ٱلمُزمِعُ أَن يَأتي.
مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!».
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتي
عظات حول سفر يشوع، الرقم 5
« فمُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه »
قطع يشوع الأردن لكي يهاجم مدينة أريحا. ولكنّ القدّيس بولس علّم: “فلَيسَ صِراعُنا مع اللَّحمَ والدَّم، بل مع أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات” (أف 6: 12). وقال بولس في مكانٍ آخر: “وقَد جَرى لَهم ذلِكَ لِيَكونَ صورةً وكُتِبَ تَنبيهًا لَنا نَحنُ الَّذينَ بَلَغوا مُنتَهى الأَزمِنَة” (1كور 10: 11). فإذا كُتبت هذه الأشياء لتعليمنا، لماذا نتأخر!؟ فلننطلق إلى الحرب مثل يشوع، ولنستولِ على أكبر مدينة في العالم، أي مدينة الحقد ولندمّر الأسوار الأنانيّة للخطيئة.
هل ننظر حولنا ونفكّر في أي طريق علينا أن نسلك وأي ساحة معركة نختار؟ طبعًا، ستجدون كلماتي مُدهشة، ولكنّها صحيحة. فاختصر أيّها الإنسان أبحاثك على قدرك: فالمعركة التي عليك أن تحاربها تكمن فيك، في داخلك، إذ عليك أن تهدم جدار السوء والخطيئة، لكي تُخرج عدوّك من أعماق قلبك. ولست أنا مَن يقول ذلك، بل الرّب يسوع المسيح: “فَمِنَ القَلْبِ تَنْبَعِثُ المقَاصِدُ السَّيِّئَة والقَتْلُ والزِّنى والفُحْشُ والسَّرِقَةُ وشَهادةُ الزُّورِ والشَّتائم” (مت 15: 19). فهل نُدرك يا ترى قوّة هذا الجيش العدو الذي يحاربنا في أعماق قلبنا؟ هؤلاء هم فعلاً أعداؤنا.