القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 22 يونيو – حزيران 2020 “
الاثنين الرابع من زمن العنصرة
مار أوسابيوس رئيس الأساقفة والمعترف
سفر أعمال الرسل 50-44:7
يا إِخْوَتِي، قالَ إِسطِفَانُس: «كَانَ لآبَائِنَا في ٱلبَرِّيَّةِ خَيْمَةُ ٱلشَّهَادَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى، كَمَا أَمَرَهُ ٱلمُتَكَلِّمُ مَعَهُ، عَلى ٱلمِثَالِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ رَآه.
هذِهِ ٱلخَيْمَةُ تَسَلَّمَهَا آبَاؤُنَا، فَدَخَلُوا بِهَا مَعَ يَشُوع، وتَمَلَّكُوا أَرْضَ ٱلأُمَم، ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا، حَتَّى أَيَّامِ داوُد،
ٱلَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ ٱلله، وٱلْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكِنًا لإِلهِ يَعْقُوب.
ولكِنَّ سُلَيْمَانَ هُوَ ٱلَّذِي بَنَى لَهُ بَيْتًا.
غَيرَ أَنَّ ٱلعَليَّ لا يَسْكُنُ في مَصْنُوعَاتِ ٱلأَيْدِي، كَمَا يَقُولُ ٱلنَّبِيّ:
أَلسَّمَاءُ عَرْشِي، وٱلأَرْضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ، فَأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي، يَقُولُ ٱلرَّبّ، وأَيُّ مَكَانٍ يَكُونُ مَقَرَّ رَاحَتِي؟
أَلَيْسَتْ يَدِي هِيَ ٱلَّتِي صَنَعَتْ هذِهِ ٱلأَشْيَاءَ كُلَّها؟
إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
التعليق الكتابي :
القدّيس لاوُن الكبير (؟ – نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة 7 بمناسبة عيد الظهور الإلهي
« دَعُوا الأطفالَ يأتونَ إليَّ » (مر 10: 14)
لقد أحبّ الرّب يسوع المسيح الطفولة التي ارتضى بها أوّلاً في نفسه كما في جسده…
إنّ الرّب يسوع يحبّ الطفولة الّتي تعلّم التّواضع، والّتي هي مقياس التّواضع ومثال العذوبة.
نعم، إنّ الرّب يسوع يحبّ الطفولة: فنحوها قد وجّه البالغين، ونحوها يُعيد المسنّين ويجذب من هم على مثالها لكي يرفعهم إلى الملكوت الأبدي.
لكن كي نتمكّن من فهم كيفيّة الوصول إلى اهتداء كهذا، وأيّ تحوّل يجب أن نجريه للتصرّف كالأطفال، فلندَعْ القدّيس بولس يعلّمنا ويقول لنا: “لا تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالا في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرِّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي” (1 كور 14: 20). لا يتعلّق الأمر بعودتنا إلى ألعاب الطفولة، أو إلى هفوات البدايات، بل باختيار ما هو مناسب لسنوات الرشد، أي التهدئة السريعة للاضطرابات الداخليّة، والعودة الفوريّة إلى الهدوء، والنسيان الكامل للإساءات، واللامبالاة تجاه المجد العالمي، والألفة والشعور بالمساواة الطبيعيّة. بالفعل، إنّه لَخيرٌ كبير ألاّ يكون لدينا إلمام بالأذى وألا يستهوينا الشّر…؛ يقول القدّيس بولس أيضًا: “لا تُبادِلوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ” (رو 12: 17): هذا الأمر يعبّر عن السلام الدّاخلي لدى الأطفال والّذي يناسب المسيحيين… هذا هو التواضع الذي علّمنا إيّاه المخلِّص حين سجد له المجوس عندما كان طفلاً.