القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 25 يونيو – حزيران 2020 “
الخميس الرابع بعد العنصرة
تذكار الشهيدة في البارّات فبرونيا
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 24-13:11
يا إِخوَة، أَقولُ لَكُم أَيُّها ٱلأُمَم: إِنّي بِصِفَةِ كَوني رَسولَ ٱلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدمَتي،
لَعَلّي أُغيرُ ٱلَّذينَ هُم مِن لَحمي، وَأُخَلِّصُ بَعضًا مِنهُم.
لِأَنَّهُ إِن كانَ رَفضُهُم هُوَ مُصالَحَةَ ٱلعالَمِ، فَماذا يَكونُ قُبولُهُم إِلاّ حَياةً مِن بَينِ ٱلأَموات؟
وَإِن كانَتِ ٱلباكورَةُ مُقَدَّسَةً، فَكَذَلِكَ ٱلعَجين. وَإِن كانَ ٱلأَصلُ مُقَدَّسًا، فَكَذَلِكَ ٱلفُروع.
فَإِن كانَ قَد نُزِعَ بَعضُ ٱلفُروعِ، وَكُنتَ أَنتَ زَيتونَةً بَرِّيَّةً فَطُعِّمتَ فيها، فَصِرتَ شَريكًا في أَصلِ ٱلزَّيتونَةِ وَدَسَمِها.
فَلا تَفتَخِر عَلى ٱلفُروع. فَإِنِ ٱفتَخَرتَ، فَلَستَ أَنتَ تَحمِلُ ٱلأَصلَ، بَلِ ٱلأَصلُ يَحمِلُكَ.
تَقولُ إِذَن: «قَد نُزِعَتِ ٱلفُروعُ لِأُطَعَّمَ أَنا».
حَسَنٌ! إِنَّما نُزِعَت مِن عَدَمِ ٱلإيمان. وَأَنتَ بِٱلإيمانِ ثَبَتَّ، فَلا تَستَكبِر بَل خَف.
لِأَنَّهُ إِن كانَ ٱللهُ لَم يُبقِ عَلى ٱلفُروعِ ٱلطَبيعِيَّةِ، فَلَعَلَّهُ لا يُبقي عَلَيكَ أَيضًا.
فَٱنظُر إِذَن لُطفَ ٱللهِ وَشِدَّتَهُ. أَمّا ٱلشِّدَّةُ فَعَلى ٱلَّذينَ سَقَطوا، وَأَمّا ٱللُّطفُ فَلَكَ إِن ثَبَتَّ في ٱللُّطفِ، وَإِلاّ فَأَنتَ أَيضًا سَتُقطَع.
وَهُم إِن لَم يَثبُتوا في عَدَمِ ٱلإيمانِ سَيُطَعَّمونَ، لِأَنَّ ٱللهَ قادِرٌ أَن يَعودَ فَيُطَعِّمَهُم.
لِأَنَّكَ إِن كُنتَ أَنتَ قَد قُطِعتَ مِنَ ٱلزَّيتونَةِ ٱلبَرِّيَّةِ بِٱلطَّبعِ، وَطُعِّمتَ عَلى خِلافِ ٱلطَّبعِ في زَيتونَةٍ جَيِّدَةٍ، فَكَم بِٱلحَرِيِّ هَؤُلاءِ ٱلَّذينَ هُم فُروعٌ طَبيعِيَّةٌ يُطَعَّمونَ في زَيتونَتِهِم ٱلخاصَّة.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 30-27:11
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «لَقَد دَفَعَ إِلَيَّ أَبي كُلَّ شَيء. وَلَيسَ أَحدٌ يَعرِفُ ٱلِٱبنَ إِلاّ ٱلآبُ، وَلا أَحَدٌ يَعرِفُ ٱلآبَ إِلاّ ٱلِٱبنُ، وَمَن يُريدُ ٱلِٱبنُ أَن يَكشِفَ لَهُ.
تَعالوا إِلَيَّ يا جَميعَ ٱلمُتعَبينَ وَٱلمُثَقَّلينَ وَأَنا أُريحُكُم.
إِحمِلوا نيري عَلَيكُم وَتَعَلَّموا مِنّي، فَإِنّي وَديعٌ وَمُتَواضِعُ ٱلقَلبِ، فَتَجِدوا راحَةً لِنُفوسِكُم.
فَإِنَّ نيري لَيِّنٌ وَحِملي خَفيف».
التعليق الكتابي :
القدّيس هيلاريوس (315 – 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة
الثالوث 2، 6 – 7
” … ولا من أحد يعرف الآب إلاّ الابن ومَن شاء الابن أن يكشفه له “
إنّ الآب هو الذي به يوجد كلّ شيء. فهو، بالمسيح ومع المسيح، مصدر كلّ شيء. وهو في نهاية الأمر كيان ذاته ولا يستمدّ من الخارج ماهيّته… هو اللامتناهي لأنّه لا يقيم في مكان ما، بل إنّ الوجود كلّه فيه… يأتي دائمًا قبل الزمان لأنّ الزمان ينبثق منه. دعْ أفكارك تلحق به إن كنت ترغب في بلوغ حدود كيانه؛ سوف تجده دومًا، فكلّما دأبت على التقدّم نحوه وجدت أنّ الهدف ما زال بعيدًا… هذه هي حقيقة سرّ الله؛ إنّها التعبير عن طبيعة الآب غير المدركة… في سبيل الإفصاح عنه، لا يمكن للكلمة إلاّ أن تصمت، ولسبر أعماقه يبقى الذهن جامدًا، ولأدراك خفاياه تجد العقل نفسه عاجزًا.
ومع ذلك تشير كلمة الآب إلى طبيعته: “هو أب وحسب”. إذ لا يكتسب الأبوّة من الغير، على غرار البشر. هو الأزلي غير المخلوق… وحده الإبن يعرفه لأنّه “ما من أحد يعرف الآب إلاّ الإبن ومَن شاء الإبن أن يكشفه له” و”ما من أحد يعرف الإبن إلاّ الآب”. يعرف كلّ منهما الآخر معرفة متبادلة كاملة. وبما أنّه “ما من أحد يعرف الآب إلاّ الإبن”، فنحن لا نملك عن الآب إلاّ الصورة التي أعطانا إيّاها الإبن الذي هو وحده “الشاهد الأمين” (رؤ1: 5).
خير لنا أن نتأمّل في ما يخصّ الآب من أن نتحدّث عنه، لأنّ كلّ الكلمات تعجز عن وصف كماله… فنحن ليس بوسعنا إلاّ الاعتراف بمجده، وأن نكوّن فكرة عنه، وأن نحاول توضيحها بواسطة مخيّلتنا. غير أنّ لغة الإنسان تشعر بالعجز عن التعبير، إذ أنّ الكلمات لا تعبّر عن الحقيقة كما هي عليه… ومهما تعرّفنا إلى الآب، علينا أن نمتنع عن تسميته: مهما كانت الكلمات المستعملة، فلن تتمكّن من التعبير عن الله كما هو عليه فعلاً ولا عن عظمته… علينا أن نؤمن به وأن نحاول أن نفهمه ونعبده؛ بهذا نكون أجدنا في الحديث عنه.