القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 29 يونيو – حزيران 2020 “
عيد القدّيسين بطرس وبولس الرسولين
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 30-21:11
يا إخوتي، أَقُولُ وأَخْجَل، كَما لَو كُنَّا ضُعَفَاء! وأَقُولُ كَجَاهِل: إِنَّ كُلَّ مَا يَجْرُؤُ عَلَيْهِ هؤُلاء، أَجْرُؤُ عَلَيْهِ أَنَا أَيْضًا:
أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم!
أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة!
تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة!
ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا!
قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة!
عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ!
أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس!
مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟
وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني!
إنجيل القدّيس متّى 20-13:16
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.
التعليق الكتابي :
القدّيس بيوس العاشر(1835 – 1914)، بابا روما من 1903 حتى 1914
الرّسالة العامة: التّذكار الفَرِح، ( Iuncunda sane)، بتاريخ 12 آذار 1904
ثبات الكنيسة
إننا نشعر بالأمان التام ضمن حصن الكنيسة المقدّسة. فمواعيد الرّب يسوع لا تُخَيِّب أبدًا مَن ينتظرها. (…) لا بل يبدو أن تجارب القرون الغابرة وتقلبات الأحداث الكثيرة إنما عززت هذه المواعيد.
لقد انهارت الممالك والإمبراطوريات وﭐضمحلت شعوبٌ رافَقَ المجد اسمَها وحضارتها، ونرى أممًا أثقلها البطلان وتفككت من الدّاخل. أما الكنيسة فهي بطبيعتها خالدة، ولا يمكن أن تنكسر الصلة التي تربطها مع عريسها السماوي. وبذلك لا يطالها البطلان فهي ما فتئت مفعمة بالشباب وتفيض دومًا بتلك القوة التي جعلتها تنبثق من قلب الرّب يسوع المطعون الّذي مات على الصليب.
وأقوياء الأرض قاموا ضدّها لكنهم زالوا وهي بقيت. وفَكَّر الحكماء، في غطرستهم، بِعددٍ من الأنظمة اعتقدوا أنها قد تفكك تعاليم الكنيسة وتدمّر عقائد إيمانها وتُظهر لغو دورها الإشرافي … ولكن يُظهر لنا التاريخ أن النسيان غلّف هذه الأنظمة التي تدمرّت جذريًا. وفي الوقت نفسه يشّع نور الحقّ من علّو حُصنِ بطرس ببريق الحق الذي منحها إياه الرّب يسوع منذ البدء وهو الذي يغذيها بقوله: “السَّماءُ والأَرضُ تَزولان، وكلامي لن يَزول” (مت 24: 35)…
لذلك… وجهّوا خطوات نفوسكم نحو صلابة هذه الصخرة كما في البداية: فعلى هذه الصخرة بنى مخلّصنا الكنيسة في العالم أجمع كما تعلمون بحيث لا تتعثر القلوب الطيبّة التي تتبع خطاها.