القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 11 يوليو – تموز 2020 “
السبت السادس من زمن العنصرة
مار بنديكتوس المعترف (547)
سفر أعمال الرسل 52-44:13
يا إِخوتي، في ٱلسَّبْتِ ٱلتَّالي، كَادَتِ ٱلمَدينَةُ كُلُّهَا تَجْتَمِعُ لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱلرَّبّ.
ورَأَى ٱليَهُودُ تِلْكَ ٱلجُمُوعَ فَٱمْتَلأُوا حَسَدًا، وأَخَذُوا يُعَارِضُونَ أَقْوَالَ بُولُسَ ويُجَدِّفُون.
فقَالَ لَهُم بُولُسُ وبَرْنَابَا بِجُرأَة: « لَكُم أَنْتُم أَوَّلاً كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُقَالَ كَلِمَةُ ٱلله. وبِمَا أَنَّكُم تَرْفُضُونَهَا وَتَحْكُمُونَ على أَنَّكُم غَيْرُ أَهْلٍ لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَديَّة، فَهَا نَحْنُ نَتَوَجَّهُ إِلى ٱلأُمَم.
فَإِنَّ ٱلرَّبَّ هكَذا أَوْصَانَا: إِنِّي جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَم، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاصًا حَتَّى أَقَاصي ٱلأَرْض».
ولَمَّا سَمِعَ ٱلوَثَنِيُّونَ ذلِكَ، فَرِحُوا ومَجَّدُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبّ، وآمَنَ جَميعُ ٱلَّذِينَ كانُوا مُعَدِّينَ لِلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة.
وكانَتْ كلِمَةُ ٱلرَّبِّ تَنتَشِرُ في كُلِّ تِلكَ ٱلنَّاحِية.
أَمَّا ٱليَهُودُ فحَرَّضُوا ٱلنِّسَاءَ ٱلتَّقِيَّاتِ ٱلنَّبِيلات، وأَعْيَانَ ٱلمَدينَة، وأَثَارُوا ٱضْطِهَادًا على بُولُسَ وبَرْنَابَا، وطَرَدُوهُمَا مِنْ دِيارِهِم.
فَنَفَضَا علَيْهِم غُبَارَ أَرْجُلِهِما، وذَهَبَا إِلى إِيقُونِيَة.
وكانَ ٱلتَّلامِيذُ يَمْتَلِئُونَ مِنَ ٱلفَرَحِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس.
إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3
أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع،
وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ.
مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.
فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.
أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء.
مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.
التعليق الكتابي :
يوحنّا كارباثيوس ( القرن السّابع )، راهب وأسقف
فصول إرشاد رقم 46 و 81(Philocalie des Pères neptiques ; trad. J. Touraille, Ed. DDB-Lattès)
« إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء »
كيف يمكننا أن نقنع غيرَ المؤمن، أو قليل الإيمان، أنّه يمكن أن تنبت أجنحة للنملة، ويمكن لليسروع أن يطير، وأن الخليقة تزخر بالعدد الكبير من المفارقات، حتى يتحول هو أيضًا إلى ذي جناح بعد أن ينفض عنه مرض الريبة واليأس، ويتغطى كشجرةٍ بأزهار المعرفة المقدسة؟ فقد قيل، “أَنِّي أَنَا أَفْرَخْتُ الشَّجَرَةَ الْيَابِسَة، وأحييت العظام اليابسة” (راجع حز 17: 24 ؛ 37: 1 – 11).
أمّا النفس التي تنبذ ذاتها لأنّ إغراءاتها كثيرة ونير خطاياها ثقيل، والتي تقول، “قد يَبسَت عِظامُنا وهَلَكَ رَجاؤُنا وقُضيَ علَينا” (حز 37: 11)، فتنال إجابة من الله الذي لا ييأس من خلاصنا، والذي قال: “فتَحيَينَ وتَعلَمينَ أَنِّي أَنا الرًّبّ” (حز 37: 6). أمّا النفس التي تسأل ذاتها كيف تلد المسيح في فضائلها الكبيرة، فقد قيل: “اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ” (لو 1: 35). وحيث يكون الرُّوح القدس، لا تبحث عن نظامٍ أو قانون طبيعة أو دأب. في الواقع، الرُّوح القدس الذي نعبده هو كلّيّ القدرة، ويُخضعك إلى ما تعجز عن تحملّه، لكي تنذهل. وبات يعني هنا أيضًا انتصار العقل، الّذي سبق أن كان مهزومًا. لأن [الرُّوح] المعزّي الآتي إلينا من عَلُ برحمته، هو يسمو فوق كلّ شيء، وهو يسمو فوق جميع الحركات الطبيعيّة.