stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

مقابلة مع المسؤولة الإقليمية عن أمريكا اللاتينية في المنظمة الدولية: العمل ضد الجوع

538views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

24 يوليو 2020

خلال السنوات الأربع الماضية ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية في أمريكا اللاتينية بتسعة ملايين شخص، ويتوقع الخبراء أن يصل عدد الفقراء الجدد هناك إلى تسعة وعشرين مليونا بحلول العام 2030.

كشفت عن هذه الأرقام منظمة “العمل ضد الجوع”، وهي منظمة دولية ملتزمة في مكافحة الجوع في العالم، موضحة أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم اليوم والمرتبطة بجائحة كوفيد 19 أثّرت وستؤثّر على الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في أمريكا اللاتينية. وأكدت المنظمة في تقرير لها أن الوباء سبّب ارتفاعا مقلقا في عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أنه شل حركة التصدير، ورفع عدد الأشخاص العاملين بصورة غير شرعية، الذين يشكلون اليوم نسبة سبعين بالمائة من القوى العاملة.

ولمناسبة صدور التقرير أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيدة بينيديتا ليتّيرا المسؤولة الإقليمية عن منظمة العمل ضد الجوع في أمريكا اللاتينية، التي أوضحت أنه سبق أن سُجل تراجع في الأوضاع المعيشية وفي الأمن الغذائي، مشيرة إلى أنه استنادا إلى التقارير الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة، جاءت أمريكيا اللاتينية في طليعة المناطق الجغرافية التي شهدت ارتفاعا في معدلات الجوع بين عامي 2014 و2019 إذ ارتفعت هذه النسبة من ثلاثة وعشرين بالمائة إلى اثنين وثلاثين بالمائة خلال خمس سنوات فقط!

في سياق حديثها عن فيروس كورونا المستجد وما تركه من انعكاسات على حياة الناس، قالت السيدة ليتيرا إن جميع الحكومات تقريبا اتخذت قراراً بالإقفال منذ شهر آذار مارس المنصرم، على غرار الإجراءات التي اتُبعت في إيطاليا وأوروبا عموما. لكن المشكلة هي أن العمل غير الرسمي شائع جدا في أمريكا اللاتينية وهذا يعني أنه على الرغم من اتخاذ الحكومات بعض التدابير الهادفة إلى حماية العمال، تم استثناء شريحة كبيرة من المواطنين من تلك المساعدات الحكومية. وقالت: “إذا تعذّر على الناس الخروج من البيت ليبيعوا منتجاتهم في الأسواق، أو ليعملوا على سيارة الأجرة، على سبيل المثال، فلا يكسبون لقمة الطعام. لذا فإن الوضع يبعث على القلق الشديد خصوصا فيما يتعلق بشرائح المجتمع التي كانت تعاني أصلا من الحاجة والعوز قبل تفشي الوباء.

وفي رد على سؤال بشأن تقدير الخبراء عدد الأشخاص الذين سيصبحون في عداد الفقراء في المنطقة بتسعة وعشرين مليون نسمة لفتت المسؤولةُ الإقليمية عن منطقة أمريكا اللاتينية في منظمة العمل ضد الجوع إلى أن هذه الأرقام مأساوية فعلا. وذكّرت بأن دول المنطقة بذلت جهودا حثيثة خلال السنوات العشر الماضية من أجل مكافحة الجوع وتحسين الأمن الغذائي ومؤشرات النمو. لكن الأوضاع كانت هشة للغاية وجاء الإقفال بسبب وباء كورونا ليزيد الطين بلة، وقد توقع الخبراء أن يرتفع عدد الفقراء بواقع تسعة وعشرين مليونا، من بينهم أشخاص سيعانون من الفقر المدقع، أي سيعجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.

في معرض حديثها عن الأوضاع الصحية في أمريكا اللاتينية أوضحت السيدة ليتيرا أن عدد المصابين بالفيروس تخطى عتبة الثلاثة ملايين، والأرقام تواصل ارتفاعها يوميا. كما أن السكان ما يزالون يمكثون في بيوتهم منذ شهر آذار مارس الماضي. ففي كولومبيا على سبيل المثال تُسجل خمسة آلاف إصابة جديدة يوميا. هذا ناهيك عن هشاشة المنظومة الصحية، خصوصا لأن المناطق الريفية وتلك النائية غالبا ما تفتقر إلى الخدمات الصحية وشبكات المياه، على خلاف المدن الكبرى. وأوضحت أن منظمة العمل ضد الجوع تقوم حاليا بتوزيع الكمامات والمعقمات على المراكز الصحية.

في ختام حديثها لموقعنا الإلكتروني سلطت السيدة ليتيرا الضوء على بعض المبادرات التي أُطلقت في المدن الكبرى. ففي ليما، على سبيل المثال، يقوم الناس بتقاسم ما لديهم من طعام في العديد من الأحياء، وهي مباردات سبق أن طُبقت في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت بيرو تمر بأزمة اقتصادية حادة. وفي بوغوتا يقوم العديد من الأشخاص قيد الحجر المنزلي بوضع أقمشة حمراء أو بيضاء على نوافذهم وشرفاتهم ليقولوا إنهم بحاجة إلى الطعام أو الدواء. وإذا كانت المناطق النائية تعاني من غياب الخدمات الصحية فإن المدن الكبرى باتت تعاني اليوم من آفة الجوع!