بطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك – صوت الراعي – تأملات مريمية إستعداداً لعيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء ( اغسطس / آب ٢٠٢٠ )
” لا أفهم مريـم العذراء من غير يسوع “
مع بداية شهر اغسطس / آب ، نستعد بالصومِ والصلاة لإستقبال عيد إنتقال العذراء مريـم بالنفس والجسد إلى السماء الذي فيه تُكرِّم كل الكنائس والعالم بأجمعه الأُم السماويّة ( يوم ١٥ اغسطس / آب والكنيسة القبطية الارثوذكسية يوم ٢٢ منه )، ويتبارى أولادها في تقديم أسمى آيات الحُبّ والإكرام والإجلال ، ونحن ايضاً نرغب إعلان محبتنا البنوية لها خلال هذا الشهر المبارك ، وذلك بحضور القداديس وصلاة المسبحة الورديّة و التأملات المريمية والصلوات التقوية والقيام بأعمال المحبّة والرحمّة .
اليوم الأول :
” الورديّة المقدسة هي التأمل مع مريم العذراء في وجه يسوع ” ( البابا القديس يوحنا بولس الثاني )
مريم هي المثال الأعلى والأكمل للتأمل في حياة يسوع وتعاليمهِ كونها أم يسوع المُخلّص ، عاشت معه طيلة حياته على الأرض . ومن فوائد هذا التأمل أنه يقود إلى قلب الحياة المسيحية ، لأن صلاة المسبحة الوردية هي موجز ومختصر للإنجيل المُقدّس ، وهي التذكّر الدائم لحياة يسوع بكل مراحلها، تجسده، حياته العلنية، موته وقيامته وصعوده إلى السماء وحلول روحه القدّوس على التلاميذ .
أقول أتأمل مع مريم لأنّه لا أحد أقرب منها ليسوع، هي حظيت بتأمل وجه إبنها منذ البشارة وحتى القيامة والصعود .
قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني إختصر نظرات مريم ليسوع بخمس نظرات أخذهم من الإنجيل المُقدّس :
١ – النظرة الأولى : النظرة الإستفهامية : لما أضاعت مريم يسوع وكان عمره ١٢ سنة ثمَّ وجدته في الهيكل ؟ ( لوقا ٢ : ٤١ – ٥٢ ) .
٢ – النظرة الثانية : النظرة الثاقبة : في عرس قانا الجليل عندما نظرت إليه وقالت له : ” ليس عندهم خمر ” ( يوحنا ٢ : ١١ ).
٣ – النظرة الثالثة : النظرة الأليمة : نزاع وموت يسوع على الصليب ( راجع الأناجيل الأربعة ).
٤ – النظرة الرابعة : النظرة المُشِعّة : نظرة فرح القيامة ( راجع الأناجيل الأربعة ) ، والصعود ( مرقس ١٦ : ١٩و لوقا ٢٤ : ٥٠ – ٥٣ وأعمال الرُسُل ١ : ٦ – ١١).
٥ – النظرة الخامسة : النظرة المتأججة : نار العنصرة وحلول الرُّوح القُدُس ( أعمال الرُسُل ٢ : ١ – ٤ ).
ومن هنا ولكي نكون مع مريم العذراء ، المطلوب مِنّا أن نضع أنفُسنا وندمج ذواتنا مع ذكريات مريم العذراء منذ أن ولدَت يسوع حتى القيامة والصعود.
وبدون التأمل بالمسبحة الوردية تصبح الوردية المقدسة جامدة وناقصة ومن دون روح تتعرض تلاوتها لخطر الترداد.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك