stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكاردينال بارولين يتحدث عن المبادئ التي ينبغي أن تقود الخدمة الرعوية

378views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

5 أغسطس 2020

في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى مدينة آرس الفرنسية عقد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مؤتمراً بعنوان “البابا فرنسيس والكهنة، سائرين مع شعب الله”، تناول خلاله أبرز النواحي التي طبعت حياة “خوري آرس” القديس، مع الأخذ في عين الاعتبار التحديات التي تنتظر الكهنة في عالم اليوم.

بعد أن احتفل نيافته بالقداس صباح أمس الثلاثاء، عقد بعد الظهر مؤتمراً في إحدى قاعات المزار المخصص لهذا القديس، واستعرض في كلمته العلاقة القائمة بين البابا فرنسيس والرعاة، وذلك في ضوء شخصية “خوري آرس”، القديس جان ماري فياني، متحدثا عن المبادئ التي ينبغي أن تقود الخدمة الرعوية في القرن الحادي والعشرين.

أكد الكاردينال بارولين أن حياة هذا القديس كانت تتمحور حول الصلاة، موضحا أنه كان يُمضي ساعات وساعات أمام بيت القربان، وهذه الصلاة ضرورية كي يحافظ الإنسان على أمانته. ولفت نيافته أيضا إلى أن هذه الصلاة تحمل غاية رعوية، لأن الكهنة يصلون ويحتفلون بالقداس نيابة عنهم وعن شعب الله برمته، وهذا ما شدد عليه البابا فرنسيس في الرسالة التي وجهها إلى الكهنة لسنة خلت.

بعدها أوضح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن القديس فياني كان أيضا كاهناً عرف كيف يذهب للبحث عن خرافه الضالة ليحافظ على القطيع، وذلك في وقت كانت قد جُردت فيه فرنسا من صفاتها المسيحية، على يد الثورة الفرنسية. وقال نيافته في مداخلته إنها ليست المرة الأولى التي وجدت فيها الكنيسة نفسها مجبرة على تجديد التزامها الإرسالي موضحا أن العمل الرعوي يرتكز، في واقع الحال، إلى التمييز: أي مراقبة الوضع، النظر إلى الآخرين بأعين المحبة والإصغاء إليهم باهتمام.

مضى نيافته إلى القول إنه إزاء حداثة الأوضاع التي نعيشها ونواجهها اليوم يقوم الروح القدس بتحفيز الإبداع، كي نجد الطريقة الأنسب للاقتراب من الآخرين. وذكّر الحاضرين بأن البابا فرنسيس يطلب من الكهنة أن يجمعوا بين الإبداع والتعاطف مع الآخرين والمتأتيَّين من الروح القدس.

هذا ثم توقف الكاردينال بارولين عند موضوع التعليم، وشدد على أن البابا فرنسيس يولي أهمية كبرى لنوعية العظات. وقال إن العظة ينبغي أن تُعد من قبل الكاهن، كما كان يفعل القديس فياني مع أبناء بلدته آرس. واقترح نيافته على الكهنة أن ينظموا لقاءات للتنشئة الرعوية ليعرّفوا المؤمنين على التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية، لأن شعب الله يحتاج دوما للاطلاع على أسرار المسيح.

ولم تخلُ مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الأفخارستيا التي هي قلب الكاهن، لافتا إلى أن البابا فرنسيس يقول إن الإفخارستيا هي العمل الأسمى للوحي. وأضاف نيافته في هذا السياق أن الإفخارستيا هي سرّ يتطلب التزامنا الشخصي، لأنه ليس فقط عبارة عن جسد ودم المسيح اللذين يُقدمان.

فيما يتعلق بسر الاعتراف أكد الكاردينال بارولين أن “خوري آرس” كان معرّفا عظيما، وكان يتقن فن الإصغاء وتقديم المشورة، وكانت رحمته تجذب التائبين. ولفت نيافته إلى أن البابا فرنسيس يعطي أهمية كبرى لهذا السر ويسميه سر الرحمة. وأضاف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن الكثير من المؤمنين لا يتقدمون اليوم للاعتراف، أو يفعلون ذلك بين الحين والآخر. وهذا يتطلب من الكاهن صبراً وتعليماً متواصلا وممارسة الرحمة.

وتضمنت مداخلة نيافته إشارة إلى أهمية الاهتمام بالفقراء، كما يؤكد البابا فرنسيس، وتحدث عن المحبة الخلاقة التي كانت تميّز خوري آرس، داعيا في الختام الجميع إلى العمل دوما من أجل تعزيز علاقات الأخوة بين الكهنة، خصوصا في الأزمنة الصعبة التي نعيشها اليوم.