سميتكم أصدقائي – الأب وليم سيدهم
نتسائل نحن المسيحيين عن موقعنا لدى يسوع المسيح، هل نحن تلاميذه أم عبيده (عبيد المسيح)، أخوته، رسله. هل نحن أبناء الله أم أبناء المسيح؟ أم أصدقاء المسيح؟ بعض الأحيان نقع في حالة التشويش هذه ولا ندري من نحن بالنسبة للآب أو الإبن أو للروح القدس.
وها هو يسوع المسيح في هذا المشهد، في خطبة الوداع يقول لنا: ”لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.” (يو 15: 15(
في واقع الأمر نحن كل ذلك، أبناء الله، أخوة يسوع، عبيد المسيح، رسله، تلاميذه. إلا أن كل لقب من هذه الألقاب ترافقنا منذ طفولتنا حتى مماتنا. فحينما نكون أطفال نحتاج إلى أب وحينما نكبر قليلًا نحتاج إلى أخ، وحينما نصل إلى سن البلوغ نكون سعداء بأن نكون تلاميذ يسوع، وحينما تظلم الدنيا في وجهنا قد نكتشف أننا لا نستحق حتى أن نكون عبيدًا، لأننا خطاة وضعفاء ومع الوقت نكتشف أن الله أرسل لنا المسيح ليحررنا من عبودية الخطيئة.
وكلما نتقدم في علاقتنا مع الله نكتشف أننا مهيأيين أن نكون أصدقاء لأننا نتوق إلى الحديث مع شخص يسوع ونتأمل في كلماته الحية، وهنا نلتقي بما يقول يسوع لنا “سميتكم أصدقائي” لأننا نكون تعمقنا مثل بطرس ويعقوب ويوحنا في معرفة شخص يسوع.
ورغم كل ذلك فإن حياتنا الروحية ليست خطًا مرتفعًا دائمًا إلى فوق بل هي تؤثر وتتأثر بما نعيشه في كل طور من حياتنا من علاقاتنا المتعددة والمنغلقة وغالبًا ما يشوب هذه العلاقات بعض السلبيات.
وعليه فأحيانًا نفقد صداقتنا بيسوع فنضع أنفسنا عبيد، وأحيانًا أخرى تعتبر أنفسنا أخوة ليسوع فنرجع معه إلى التضرع إلى الآب.
كل هذه الألقاب لن تستقر معنا ونشعر بثباتها إلا مع الوقت وممارسة التأمل.