يسوع يفسر الكتب المقدسة – الأب وليم سيدهم
لماذا غاب عن التلاميذ ما جاء في الكتب بخصوص قيامة يسوع؟ ولماذا هذا الإحساس بالفشل الذريع ليسوع كمعلم وصاحب مشروع وصاحب رسالة في الأمة اليهودية غليظة الرقبة؟ تساؤلات تتولد من قراءتنا لنصوص الكتاب المقدس في العهد الجديد.
لقد ذكرنا أكثر من مرة أن حياة يسوع كانت مبنية على ماجاء في الأنبياء سواء في سفر أشعياء عن مولده العجيب من عذراء، أو ما تلخص رسالته في اشعياء أيضًا التي تقول: “رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إش 61: 1(
بالإضافة لفهمه لدور موسى الفني كمشرع أو فهمه لدور داود النبي وحديثه عن ابراهيم أبو الإيمان، وكانا تلميذا عماوس من اتباع يسوع إلا أنهم إنصرفا عن مشهد الجمعة الحزينة وهما يجتران الحزن والكآبة، فبعد مسيرة حافلة بالنجاحات كما كانت حافلة بالصراع المرير بين معلمهم البار وبين رؤساء كهنتهم الظلمة والعميان خيل لهم بعد دفن يسوع أن هذه المسيرة انتهت بالفشل ولكن يسوع نفسه جاء والتقى بهما وأصغى إليهما وإلى همومهما جيدًا وكانت أعين التلميذان عجزت عن معرفة يسوع هذا الغريب.
بدأ يفسر لهما الكتب المقدسة، وكيف أن ماحدث كان مُعلنًا في كتب الأنبياء، وأن الآلام والموت كانت شيئًا مؤكدًا حتى يقوم في مجده.
هذا اللقاء مع القائم من بين الأموات تنقل التلميذان من الإحساس بالفشل والحزن على النهاية الدرامية لمسيرة يسوع إلى الإحساس بالفرح وأدخلهم في سر قيامته ومجده.
إن حياتنا تذخر بمثل هذه المسيرات، مسيرة النجاح ومسيرة الفشل. وفي كل مرة نراجع أنفسنا ونتذكر عمل الرب في حياتنا نكتشف أن يد الرب كانت تسندنا بقوة في مثل هذه اللحظات فنعود من جديد مليئين بالطاقة الإيجابية الحية لنكمل ما كنا قد إعتبرناه فشلًا.
بفضل الإصغاء المستمر لتفسير يسوع لمسيرتنا ومباركة هذا الإصغاء من خلال شركتنا في سر الإفخارستيا نتذكر أننا لسنا وحدنا، وأن الله يدعمنا ويقوينا بطرق مختلفة، حينها تنبثق كالصبح طاقتنا ونخط مسيرة جديدة أو نكمل مسيرة قاربت على الإنتهاء.