بطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك – صوت الراعي _ تأملات مريمية بمناسبة عيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء ( اغسطس / آب ٢٠٢٠ )
” لا أفهم مريـم العذراء من غير يسوع “
اليوم الحادي والثلاثون :
” تَكرّسوا لقلبي الطاهر تخلُصوا ” ( العذراء مريـم ، فاطيما، ١٩١٧)
١ – ما هو التكرّس ؟
– كلمة متكرّس حرفيًا تَعني ( مُتَفَرّغ ، مُخَصّص ، متفانٍ … ) وفي الإيمان ، فهو إعطاء الله ودون أي إستثناء ، كلّ أفكارنا وأقوالنا وأعمالنا ، وآلآمنا ، وأفراحنا وكلّ لحظة من لحظات حياتنا إلى الله ، حتّى إذا أتينا بأعمالٍ كبيرة أو صغيرة ، تُقدَّم الى الله بالإضافة الى التمثّل بأعماله وصفاته الكريمة، وتبنّي وصاياه والعيش في محبّته ومخافته .
٢ – هل التكرّس لمريم العذراء ، يختلف عن التكرّس لله ؟
– في الواقع التكرّس لمريم الفائقة القداسة هو تقدمة أنفسنا إلى الله على يديِها ، لأنّ مريم لا تبغي مجد نفسها ، بل مجد إبنها يسوع . فما نُقدِّمه إلى مريم ، تُقدِّمه بنفسها إلى إبنها .
وأوّل من تكرّس لها ، كان ربنا يسوع المسيح ، خلال الثلاثين سنة من حياته على الأرض .
٣ – كيف أعيش هذا التكريس ؟
أولاً : بتلاوة فعل التكريس بإيمانٍ ومن كل قلبي ، وتجديده باستمرار ، لا سيّما في السبت الأول من كل شهر، وفي أعياد العذراء الكلية القداسة .
ثانياً : الإلتزام بما يتضمّن هذا التكريس :
عيش وصايا الله ، وتعاليم ووصايا الكنيسة المقدّسة ، وممارسة الأسرار وخاصةً الإعتراف والمناولة ، محبة الله والقريب ، صلاة المسبحة الوردية كاملةً كل يوم ، الصوم والإماتات لخلاص النفوس ، عيش الطهارة والإحتشام الكامل تمثّلًا بالعذراء مريـم ، وأخيراً الإبتعاد عن أسباب الخطيئة .
ثالثاً : التأمّل بفضائلها والتمثّل بها والعمل بموجبها .
فعل التكريس لقلب مريـم الطاهر :
يا مريـم ، يا بتولاً طاهرة وأُمّ الرحمّة ،
يا ملكة السماء وملجأ الخطأة ،
إننا نكرّس أنفسنا لقلبك الطاهر .
نكرّس لك ذواتنا بِكُلّيتِها ، كلّ حياتنا ، كلّ ما نملك، كلّ ما نحب ، كلّ ما نحن عليه .
لك نقدّم أجسادنا، قلوبنا، نفوسنا.
لك نقدّم بيوتنا، عائلاتنا، و بلادنا.
نحن نرغب بأن يكون كلّ ما فينا وحولنا لكِ وينال معونة بركتكِ الأمومية، وأن يكون فعل التكريس هذا مُثمِراً ودائماً حَقَاً .
إننا نُجَدّد اليوم عند قدميكِ مواعيد معموديتنا و مناولتنا الأولى ،
ونَتعَهّد بأن نُعلن بشجاعة وفي كلّ حين حقائق إيماننا المقدّس ،
ونحيا كمسيحيين صالحين خاضعين لجميع توجيهات الأب الأقدس والأساقفة الذين هم على صلةِ به ،
ونَتَعهّد بأن نحفظ وصايا الله و خصوصاً حفظ يوم الربّ ، كما نَتَعهّد بأن نمارس جميع فروض و طقوس ديننا المسيحي المعزّية ،
وفوق كلّ شيء ، القربان الأقدس ، كجزء هام في حياتنا ، على قدر استطاعتنا .
وأخيراً ، نَعِدُكِ يا أمّ الله المجيدة ، و أُمّ البشر المُحبة ،
بأن نكرّس ذواتنا و بكل إخلاص لنشر التكريس لقلبك الطاهر ،
حتى نعجّل و نؤكد، من خلال الدور الملوكي لقلبك الطاهر ،
مجيء ملكوت قلب ابنك الأقدس ، في قلوبِنا، وقلوبِ كلّ البشر ،
في بلادِنا، وفي العالم أجمع ، كما في السماء كذلك على الأرض .
آمين
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك