الروح القدس حل على الوثنيين – الأب وليم سيدهم

من النصوص النادرة في العهد الجديد ما جاء في سفر أعمال حينما أعلن بطرس الرسول أن الروح القدس حلّ أيضًا على الوثنيين كما حل علينا نحن الرسل.

هذا الاعلان من أكبر رأس في الكنيسة الناشئة كان تأكيدًا على أن المسيح يدعو أيضًا الوثنيين من خلال الروح القدس للإيمان بموت وقيامة المسيح، هذا الإعلان من قِبل بطرس كانت له نتائج فورية على كنيسة أورشليم وشيوخها.

لقد تفجرت مسألة اعتناق الوثنيين للمسيحية دون المرور على الديانة اليهودية أولًا. وقامت نزاعات في كنيسة أورشليم كما في كنائس آسيا الصغرى حول هذا الموضوع بين اليهود الذين دخلوا في المسيحية وبين الوثنيين الذين دخلوا المسيحية أيضًا لذلك يظل إعلان بطرس الرسول هام للغاية ورغم ذلك فإن بولس الرسول عاتب بطرس حينما ذهب لزيارة المسيحيين في أنطاكية ورفض أن يكسر الخبز مع المسيحيين من أصل وثني في الوقت الذي قبل الاحتفال يكسر الخبز مع المسيحيين من أصل يهودي.

ونذكر هنا بأن يسوع المسيح تحدث عن “خراف أخرى” عليه أن يرعاها أيضًا إلى جانب رعايته لمن اعتنق المسيحية من اليهود، لكن الأصوليون في كل عصر كانوا يدّعون دائمًا أنهم الأحق بأن يكونوا مسيحيين ويرفضون إنضمام المؤمنين بالمسيح من أصل وثني.

وصل هذا النزاع في أورشليم بين الأرامل من أصل يوناني وبين الأرامل اليهوديات، يذكر أعمال الرسل الشكوى التي تقدمت بها أرامل اليونانيات بسوء التعامل معهم من قبل صندوق الأرامل الذي كان مخصصًا لهن في ذلك الوقت.

هذا ما يحدث اليوم في كنائسنا حيث هناك شكاوى بالتفريق بين المسيحيين من الصعيد والمسيحيين في العاصمة القاهرة، وسط هذه الصراعات المادية وأحيانًا الطبقية يظل المسيح عُرضة لتشويه صورته لدى المؤمنين على يد الكهنة والرهبان الذين يضعفون أمام إغراء المادة فيعثرون أفراد الشعب.

علينا أن نعترف أن المسيحيين مثلهم مثل المؤمنين بأديان مختلفة يتعرضون إما للإستغلال أو للتعمية من قبل بعض الرعاة اذين هرب منهم الروح القدس وحل في غيرهم من أديان أخرى، إن الله أب البشر جميعًا كما ندعوه في الصلاة الربانية ولا نستغرب أنه لا يستبعد أحد من مظلة محبته بما فيهم الوثنيين وأصحاب الديانات الأخرى. إن الفيصل في صدق إيماننا بالمسيح هي ممارساتنا اليومية، وليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات كما يقول الانجيل بل من يعمل مشيئة الآب وهنا لا فضل لمسيحي على غير مسيحي إلا بعمل مشيئة الله.

يارب ثبت إيماننا وافتح قلوبنا وعقولنا لنستقبل روحك القدوس.أحدًا أ