stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 3 سبتمبر – أيلول 2020 “

401views

الخميس الثاني والعشرون من زمن السنة
تذكار القدّيس غريغوريوس الكبير، البابا ومعلّم الكنيسة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 23-18:3

أَيُّها ٱلإِخوَة، لا يَغُرَنَّ أَحَدٌ نَفسَهُ، فَإِن عَدَّ أَحَدٌ مِنكُم نَفسَهُ حَكيمًا، مِن حُكَماءِ هَذا ٱلعالَم، فَليَصِر أَحمَقَ لِيَصيرَ حَكيمًا.
لِأَنَّ حِكمَةَ هَذا ٱلعالَمِ حَماقَةٌ عِندَ ٱلله. فَقَد وَرَدَ في ٱلكِتاب: «إِنَّهُ يَأخُذُ ٱلحُكَماءَ بِمَكرهِم».
وَوَرَدَ أَيضًا: «إِنَّ ٱلرَّبَّ عَليمٌ بِأَفكارِ ٱلحُكَماء، وَيَعلَمُ أَنَّها باطِلة».
فَلا يَفتَخِرَنَّ أَحَدٌ بِٱلنّاس، فَكُلُّ شَيءٍ لَكُم.
أَبولُسَ كانَ أَم أَبُلُّسَ أَم صَخرًا أَمِ ٱلعالَمَ أَمِ ٱلحَياةَ أَمِ ٱلمَوتَ أَمِ ٱلحاضِرَ أَمِ ٱلمُستَقبَل. كُلُّ شَيءٍ لَكُم،
وَأَنتُم لِلمَسيح، وَٱلمَسيحُ لله.

سفر المزامير 6-5.4ab-3.2-1:(23)24

لِلرَّبِّ ٱلأَرضُ وَكُلُّ ما فيها
ٱلدُّنيا وَٱلَّذينَ يَسكُنونَها
لِأَنَّه أَسَّسَها عَلى ٱلبِحار
وَأَرساها عَلى ٱلأَنهار

مَن يَصعَدُ جَبَلَ ٱلرَّبّ؟
وَمَن يُقيمُ بِمَقامِهِ ٱلمُقَدَّس؟
أَلطّاهِرُ ٱليَدَين، وَٱلنَّقِيُّ ٱلقَلب
ٱلَّذي لَم يَحمِل عَلى ٱلباطِلِ نَفسَهُ

إِنَّه يَنالُ بَرَكَةً مِنَ ٱلرَّبّ
وَصَلاحًا مِن إِلَهِ خَلاصِهِ
هَذا هُوَ جيلُ مَن يَطلُبونَ ٱلمَولى
جيلُ مَن يَلتَمِسونَ وَجهَ إِلَهِ يَعقوب

إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ٱزدَحَمَ ٱلجَمعُ عَلى يَسوعَ لِسَماعِ كَلِمَةِ ٱلله، وَهُوَ قائِمٌ عَلى شاطِئِ بُحَيرَةِ جِنّاسَرِت.
فَرَأى سَفينَتَينِ راسِيَتَينِ عِندَ ٱلشّاطِئ، وَقَد نَزَلَ مِنهُما ٱلصَّيّادونَ يَغسِلونَ ٱلشِّباك.
فَصَعِدَ إِلى إِحدى ٱلسَّفينَتَين وَكانَت لِسِمعان. فَسَأَلَهُ أَن يُبعِدَ قَليلًا عَنِ ٱلبَرّ. ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ ٱلجُموعَ مِنَ ٱلسَّفينَة.
وَلَمّا فَرَغَ مِن كَلامِهِ، قالَ لِسِمعان: «سِر في ٱلعُرض، وَأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد».
فَأَجابَ سِمعان: «يا مُعَلِّم، تَعِبنا طَوالَ ٱللَّيلِ وَلَم نُصِب شَيئًا. وَلَكِنّي أُرسِلُ ٱلشِّباكَ بِناءً عَلى قَولِكَ».
وَفَعَلوا فَأَصابوا مِنَ ٱلسَّمَكِ شَيئًا كَثيرًا جِدًا، وَكادَت شِباكُهُم تَتَمَزَّق.
فَأَشاروا إِلى شُرَكائِهِم في ٱلسَّفينَةِ ٱلأُخرى أَن يَأتوا وَيُعاوِنوهُم. فَأَتَوا، وَمَلَأوا كِلتا ٱلسَّفينَتَينِ حَتّى كادَتا تَغرَقان.
فَلَمّا رَأى سِمعانُ بُطرُسُ ذَلِكَ، ٱرتَمى عِندَ رُكبَتَي يَسوع، وَقال: «يا رَبّ، تَباعَد عَنّي، إِنّي رَجُلٌ خاطِئ».
وَكانَ ٱلرُّعبُ قَدِ ٱستَولى عَلَيهِ وَعَلى أَصحابِهِ كُلِّهِم، لِكَثرَةِ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذي صادوه.
وَمِثلُهُم يَعقوبُ وَيوحَنّا ٱبنا زَبدى، وَكانا شَريكَي سِمعان. فَقالَ يَسوعُ لِسِمعان: «لا تَخَف! سَتَكونُ بَعدَ ٱليَومِ لِلنّاسِ صَيّادًا».
فَرَجَعوا بِٱلسَّفينَتَينِ إِلى ٱلبَرّ، وَتَركوا كُلَّ شَيءٍ وَتَبِعوه.

التعليق الكتابي :

الكاردينال شارل جورنيه (1891 – 1975)، لاهوتيّ
محاضرات ألقيت في جنيف من 1972 وحتى 1974 حول الإنجيل بحسب القديس يوحنا

سنجد كل شيء في الحياة الآخرة

قال الرب يسوع إلى من سيصبحون تلاميذه خلال الصيد “أَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد”. لكنّهم قبل هذا الأمر لم يكونوا قد اصطادوا شيئًا: “يا مُعَلِّم، تَعِبنا طَوالَ ٱللَّيلِ وَلَم نُصِب شَيئًا. وَلَكِنّي أُرسِلُ ٱلشِّباكَ بِناءً عَلى قَولِكَ”. ولما صادوا سمكًا كثيرًا جدًا حتى تخرّقت شباكهم، أشاروا إلى شركائهم الذين في القارب الآخر أن يأتوا ويساعدوهم فملأوا القاربين سمكًا لكنهم تركوا كل شيء وأصبحوا صيادين للناس. ما عادت هذه الأمور مهمّة في نظرهم: فبالرّغم من كونها أمور مهمّة للحياة العادية ولكنها تضمحّل أمام هذه التطورات وأمام دفق الحياة الإلهية المفاجئ في الحياة البشرية. ماذا نفعل إذًا بالصيد؟ فقد آن وقت الرحيل والصيد فقد أهميته.

كذلك هو حال المْرَأَةٌ السَامِرِيَّةٌ فالماء التي أتت لتستقيه أمسى بغير أهمية. وهذا أيضًا حالُنا ساعة مماتِنا فكل ما أحببناه من أمور جيّدة وجميلة وما تعلّق به قلبنا البشري وهو لا يسعه إلا أن يتمسّك بما يراه من جمال وما يستعشره من طيبة حوله، أمست جميعها أمورًا غير مُحتسبة مقارنةً مع المجيء الأكبر واللقاء الأعظم. ولا شكّ أننا سنعثر عليها مجدداً في العالم الآخر، فما من شيء جميل وحقيقي وحقّ سيضيع كما يقول القديس توما: “كل ما أحببناه في دنيا الزوال حبًا حقًا سنجده في الحياة الآخرة ولكنه سيكتسب عظمة لا تُضاهى”. وعلى ذلك حتى وإن عثرنا على هذا الحب في حلتّه الفريدة لا بل المُبهرة والتي لا مثيل لها في دنيا الزوال، فهو كضوء الشموع أمام نور الشمس يضمحل أمام الرؤية الإلهية. ولكن سوف يبقى كلّ شيء، لا بل سينجو ويتحوّل، وسيكون تحت شمس الحياة الإلهية، كضوء الشموع والأنوار الصغيرة المتناهية في ظلّ نور الرؤية الإلهية.