stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« إِن لَمَستُ وَلَو ثِيابَهُ بَرِئت » أوريجينُس

355views

أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتي
العظة الرّابعة عن سفر الأحبار

« إِن لَمَستُ وَلَو ثِيابَهُ بَرِئت »

في موضوع تقدمة باكورة ثمار الأرض، تنصّ الشريعة على أن “كُلُّ مَن مَسَّها يَكونُ مُقَدَّساً” (أح 6: 11). وفي هذا السّياق، فإنّ الرّب يسوع المسيح الّذي قدّم ذاته قُربانًا هو الأضحية الفريدة والكاملة، التي كانت ترمز إليها جميع الأضاحي في الشريعة القديمة وتمثّلها. فالذي يمسّ جسد هذه التقدمة يتقدّس مباشرةً، فإن كان نجسًا، أصبح نقيًا، وإن كان جريحًا التأم جرحه. فهذا ما فهمته المرأة النازفة… ولأنها فهمت إنها ههنا حقًا أمام جسد قدس الأقداس، اقتربت منه. وحيث أنها لم تجسر أن تلمس الجسد نفسه، لأنها لم تفهم بعد ما كان كاملًا، قامت بلمس طرف الرداء الذي يلمس هذا الجسد المقدّس. ولأنها لمست طرف الرداء بكل إيمان، “خرجت قُوَّةِ مِن” إنسانية الرّب يسوع المسيح لتطهرّها من نجسها وتبَرِئَها مِن عِلَّتِها…

ألا تعتقد إذًا أننا يجب أن نفهم نص الشريعة على النحو التالي: إن قام أحدٌ بلمس جسد الرّب يسوع المسيح وهو بالحالة أو الوضعية التي سبق وذكرناها، وإذا اقترب منه لكونه الكلمة الذي صار جسدًا، وهو ممتلئ من الإيمان والطاعة، فيكون هذا الشخص قد لمس جسد التقدمة الحقّ وأصبح مقدّسًا.