735views
إلى متى نتعامل مع وصايا المسيح بمحبة الله ومحبة القريب الملخصة في الوصايا العشرة وكأنها أوامر تنزل علينا بقرار يخلو من الحنية والرحمة. إلى متى سنظل نتعامل مع الله ومع أخوتنا البشر من منطلقأننا مجبورون على طاعة الوصايا وأن حريتنا في خطر.
يقول المسيح: ” إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي” ربط المسيح الوصايا بمشاعر المحبة، فالذي يحب لا يُغضب المحبوب بل يعمل كل ما يستطيع لكي يرضيه ويسبب له السعادة، هذا هو يسوع أخذ المبادرة ونزل من السماء حبًا فينا ولكي يُغير نظرتنا لله والقريب لتصبح بلسمًا لجروحنا ورائحة زكية لربنا يسوع.
إن كنتم تحبوني تعني أن شرط تنفيذ الوصايا هي محبتنا للمسيح لأننا وجدنا فيه الراعي الصالح والمخلص والشافي لنفوسنا. لقد عاتب يسوع في حياته البشرية تلاميذه مرارًا كما يخبرنا الكتاب المقدس، عاتبهم على “قلة ايمانهم” عاتبهم على فشلهم في شفاء مريض، عاتبهم لأنهم لم يستوعبوا معجزة كسر الخبز عندما قال لهم يسوع: “«أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا: «لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ، إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ».” (لو 9: 13) هذا العتاب يختلف عن العتاب المملوء بالغل أو بالحقد أو بالغضب، إنه عتاب المُحب، عتاب الأخ الكبير، عتاب المُعلم الحقيقي، عتاب الرفيق الصدوق.
من يدّعي أنه ينفذ وصايا الله فينا كما يُريد؟؟ لا أحد، إننا إن لم نشتهي مقتنى نحلف بالباطل، وإن لم نزن فإننا قد نسرق وإن لم نسرق فإننا قد نقتل “كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ.” (1 يو 3: 15) يقول الكتاب.
نعم، نعترف إنه بمقدار حرارة محبتنا للمسيح شخصيًا بنفس المقدار ننفذ وصاياه، وإن خطئنا أو قصرنا فعتاب المسيح هين وخفيف “لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».” (مت 11: 30) والنير هو الحِمل وحِمل المسيح خفيف لإنه وإن كان مؤلم ومُتعب إلا أنه صادق لا يشوبه المكر ولا الغش ولا الخداع.
نعم، نحبك يا يسوع، ولكن أعن ضعفنا وارفق بنا فنحن موصومون بالهشاشة بسبب جسدنا الذي غالبًا ما يُعاندنا. أعطنا روحك القدوس ليشجعنا ويقوينا على ما نحن عليه حتى نعيش في روح وصاياك وأولها المحبة لك ولإخوتنا.
