stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

البسوا عواطف الحنان – الأب وليم سيدهم

690views

” فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا.وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ.

هذه المفردات الرقيقة، الدقيقة، العميقة التي يستخدمها القديس بولس في خطابه إلى أهل كولوسي، هي المفردات التي نحتاج أن نصغي إليها اليوم. إن التوتر والخوف والقهر والشدة في أكل العيش، والعنف والتحرش . كل هذه المفردات التي تطغى على وجودنا اليوم تحت ضغط وباء الكورونا والحروب المختلفة التي تحيط بنا في مصر اليوم.

كل هذه الظروف التي تضغط على كل واحد منا تجعلنا كالقنافذ التي فرشت شوكتها لتدافع عن نفسها من أي إعتداء حيواني أو إنساني، لم يعد لدينا حنان، ولا تواضع ولا وداعة ولا صبر، كل هذه الصفات النبيلة انحسرت وغابت من قلوبنا ومشاعرنا.

رغم أن الرسالة واضحة وتدعو إلى التمتع بالسلام الداخلي ومواجهة الحياة الصعبة بعواطف وقلوب سخية تمتص كلما يعكر صفو أنفسنا، ونتجاوز كل العقبات لنمد حبال الود إلى أقربائنا، ونغفر لهم عدم قدرتهم على تحمل تبعات هذه الحياة القاسية.

علينا أن نعيد التأمل في كلمات يسوع المسيح القاطعة: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.” (لو 9: 23) وهل من صليب أثقل من هذه الحياة اليومية التي تُهدد وجودنا وسلامنا؟ إن حمل الصليب هو الطريق الوحيد الذي علمنا المسيح اياه، ولكن إذا كان المسيح حذرنا من الصعوبات والتحديات في حياتنا اليوميةعلينا ألا ننسى أنه إقترح علينا أيضًا كيفية تحمل هذا الصليب، قال يسوع: تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.” (مت 11: 28اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».” (مت 11: 29- 30)

لم يكن اللص اليمين على الصليب آمل في وضع مريح يتمتع بالسكينة والسلام الداخلي بل يُعاني أشد الآلام من سيده، إلا أنه استطاع بنعمة الآب وشهادة الابن أن يميز بين موقف اللص الشمال المفتري والمزدري ليسوع وبين الموقف الصحيح الذي عثر عليه هو فصرخ وقال: اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ».” (لو 23: 42)

هذا النموذج من العلاقة بين المسيح وبين اللص اليمين هو أقصى وأرقى درجات الإيمان فلم يشكو أنه يتعذب أو أنه غير قادر على فعل الايمان.

هذه حقيقة يجب أن نضعها حلقة في آذاننا، فمحبة اخوتنا واخواتنا والغفران لهم، لا يمكن تأجيلها مثل اللص اليمين الذي ربح السماء في لحظة وغمضة عين.