عليه أن يتألم كثيرًا – الأب وليم سيدهم
صرَّح يسوع لتلاميذه أكثر من مرّة أنه يجب عليه أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرًا على أيدي شيوخ الشعب ورؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة ويموت قتلًا، وفي اليوم الثالث يقوم، وهنا ينبىء يسوع لأول مرة بموته وقيامته.
وينفرد بطرس بيسوع لكي “يعاتبه” لأنه يقول هذا الكلام، ما معناه “مايصحش تقول كدة، هو ده كلام أنت تتقتل وتموت؟!” وجاء رد يسوع قاسيًا على بطرس: “اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ.” (مت 16: 23) ورد هذا الموقف في انجيل مرقس وانجيل لوقا ايضًا.
نعم، لم يأخذ بطرس كلام المسيح على محمل الجد، بل اعتبره كلامًا لا يمكن تصوره، وهنا نفهم ما حدث مع بطرس وبقية التلاميذ خينما صُلب وحينما قام يسوع من الموت. لم يجد كلام يسوع عن موته وقيامته أي تجاوب من تلاميذه، أغلب الأمر بسبب عدم اقتناعهم بما يقوله معلمهم.
“إذهب عني يا شيطان” إنه رد عنيف على بطرس الذي تبع المسيح لأنه ابن الله ومخلص العالم. لم يدُر في خُلد بطرس أن معلمه يتحدث بشكل نبوي وجِدي، بل اعتبروه كلامًا يُعبر عن قلق يسوع المشروع من مقدار العداوة التي كان يكنها له العلماء والشيوخ والفريسيون، وقد وصف يسوع بطرس لأول مرة وآخر مرة بلقب “الشيطان” لأن أفكاره بعيدة عن أفكار الله.
ليس من الصعب أن يستنتج الإنسان أن موقعه من السلطات السياسية والدينية، خاصةً وإن كان مختلف جذريًا عنهم، سيؤول إلى أقصى درجات الصدام، وستكون هناك ضحايا وخسائر، هكذا كان يسوع منذ بداية الانجيل حتى نهايته والصدام مستر مع الفريسيين والكتبة والشيوخ.
هل يمكن أن نستنتج من موقف بطرس، أنه كان يتبع معلمًا قويًا سوف ينتصر على أعدائه في النهاية بين الباطل والحق؟
كما المناضلين في كل مكان، يجب أن يتوقعوا أن صدامهم – مهما كان سلميًا – مع السلطات السياسية أو الدينية قد يصير دمويًا ويكونوا ضحايا دفاعهم عن الحق وعن الحقوق المسلوبة مثل ما حدث مع الشهيد يوحنا المعمدان.