القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 20 أكتوبر – تشرين الأول 2020 “
الثلاثاء الحادي والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الخامس بعد الصليب)
تذكار القدّيس العظيم في الشهداء ارتاميوس
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي 11-6.3-1:1
مِن بولُسَ، رَسولِ يَسوعَ ٱلمَسيحِ بِمَشيئَةِ ٱللهِ، وَمِن تيموثاوُسَ ٱلأَخِ،
إِلى ٱلإِخوَةِ في ٱلمَسيحِ، ٱلقِدّيسينَ وَٱلمُؤمِنينَ ٱلَّذينَ في كولُسّي: نِعمَةٌ لَكُم وَسَلامٌ مِنَ ٱللهِ أَبينا وَٱلرَّبِّ يَسوعَ ٱلمَسيح.
نَشكُرُ إِلَهَ وَأَبا رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ، مُصَلّينَ لِأَجلِكُم كُلَّ حينٍ،
ٱلَّذي بَلَغَ إِلَيكُم كَما إِلى ٱلعالَمِ كُلِّهِ. وَهُوَ مُثمِرٌ فيهِ كَما فيكُم أَيضًا مُنذُ يَومَ سَمِعتُم وَعَرَفتُم نِعمَةَ ٱللهِ في ٱلحَقيقَة.
كَما تَعَلَّمتُم أَيضًا مِن أَبَفراسَ شَريكِنا ٱلحَبيبِ في ٱلخِدمَةِ، ٱلَّذي هُوَ خادِمٌ أَمينٌ لِلمَسيحِ مِن أَجلِكُم،
ٱلَّذي أَخبَرَنا بِمَحَبَّتِكُم في ٱلرّوح.
لِذَلِكَ نَحنُ أَيضًا، مُنذُ يَومَ سَمِعنا، لَم نَزَل مُصَلّينَ مِن أَجلِكُم، وَسائِلينَ أَن تَمتَلِئوا مِن مَعرِفَةِ مَشيئَتِهِ، في كُلِّ حِكمَةٍ وَفَهمٍ روحِيٍّ،
لِتَسلُكوا كَما يَليقُ بِٱلرَّبِّ، في كُلِّ ما يُرضيهِ، مُثمِرينَ بِكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ، وَنامينَ في مَعرِفَةِ ٱللهِ،
وَمُتَقَوّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ عَلى حَسَبِ قُدرَةِ مَجدِهِ، لِكُلِّ صَبرٍ وَطولِ أَناةٍ بِسُرور.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 27-23:9
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليُنكِر نَفسَهُ وَيَحمِل صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ، وَيَتبَعني.
فَإِنَّ مَن أَرادَ أَن يُخَلِّصَ نَفسَهُ يُهلِكُها، وَمَن أَهلَكَ نَفسَهُ مِن أَجلي يُخَلِّصُها.
فَإِنَّهُ ماذا يَنفَعُ ٱلإِنسانَ لَو رَبِحَ ٱلعالَمَ كُلَّهُ، وَأَهلَكَ نَفسَهُ أَو خَسِرَها؟
لِأَنَّ مَن يَستَحيِي بي وَبِأَقوالي، يَستَحيِي بِهِ ٱبنُ ٱلإِنسانِ مَتى جاءَ في مَجدِهِ وَمَجدِ ٱلآبِ وَٱلمَلائِكَةِ ٱلقِدّيسين.
وَإِنّي أَقولُ لَكُم حَقًّا: إِنَّ قَومًا مِنَ ٱلقائِمينَ هَهُنا لا يَذوقونَ ٱلمَوتَ حَتّى يَرَوا مَلَكوتَ ٱلله».
التعليق الكتابي :
جان تولير (نحو 1300 – 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
العظة 59، الرّابعة بمناسبة عيد ارتفاع الصّايب
« مَن حَفِظَ حياتَه يَفقِدُها، ومَن فَقَدَ حَياتَه في سبيلي يَحفَظُها »
لنفكّر بكلمة الربّ هذه: إنّه يريد “أن يجذب إليه الناس أجمعين” (يو 12: 32). مَن يريد أن يجذب كلّ الأشياء، يجمعها أوّلاً ثمّ يجذبها. هكذا فعل ربّنا: يذكّر أوّلاً الإنسان بتشتّته وتفريقه خارجًا عن ذاته، جاعلاً إيّاه يجمع حواسّه وقدراته وكلماته وأعماله، وفي الداخل أفكاره ونيّته وخياله ورغباته وميوله وذكاءَه وإرادته وحبّه. عندما يصبح كلّ شيء مجموعًا، يجذب الله الإنسان إليه، لأنّه عليك التخلّي أوّلاً عن كلّ خيرٍ خارجيّ أو داخليّ تعلّقتَ به، واضعًا فيه كلّ الرضى. هذا التخلّي صليب مؤلم، وهو أكثر إيلامًا كلّما كان التعلّق أشدّ وأقوى…
لماذا سمح الله بألاّ يتشابه نهارٌ أم ليلٌ مع ما سبقهما من أيّامٍ وليالٍ؟ لماذا ما يساعدك اليوم على التفاني، لن يساعدك أبدًا غدًا؟ لماذا لديك مجموعة من الصور والأفكار الّتي لا تفيد شيئًا؟ يا ابني العزيز، اقبل هذا الصليب من الله وتحمّله، فيصبح لك صليبًا محبًا إذا استطعت أن تسلّم هذه المصاعب لله، وأن تقبلها منه بتسليم حقيقيّ، وتشكر الله عليها: “تعظّم نفسي الله في كلّ الأشياء” (راجع لو 1: 46). إن اخذ الله أو أعطى، فعلى ابن الإنسان أن يُرفَع على الصليب… يا ابني العزيز، دع هذا كلّه واجتهد في التخلّي الحقيقيّ… وفكّر في أن ترضى بحمل صليب التجربة على أن تبحث عن زهرة الوداعة الروحيّة… قال ربّنا: “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعني” (لو 9: 23).