stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« لِأَنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عَنِ ٱلهالِكِ فَيُخَلِّصَه » القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي

443views

القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 – 1859)، كاهن وخوري آرس
عظة ليوم الأحد الثالث بعد العنصرة

« لِأَنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عَنِ ٱلهالِكِ فَيُخَلِّصَه »

لم يكتف الرّب باستدعائنا إليه بنعمته، وبتزويدنا بجميع الأساليب لتقديسنا، إنّما لاحظوا كيف ركض الرّب يسوع خلف خرافه الضالّة؛ لاحظوا كيف جال في المدن والأرياف للبحث عنها ولإعادتها إلى مكان رحمته. لاحظوا كيف ترك رُسُلَه ليذهب وينتظر السامريّة بالقرب من بئر يعقوب، حيث كان يعرف أنها ستأتي (يو 4: 6)… شاهدوه في منزل سمعان الأبرص؛ لم يذهب إلى هناك لتناول الطعام، لكنّه كان يعرف أنّ امرأة خاطئة ستحضر إلى هناك (مر 14: 3)… شاهدوه يسلك طريق كفرناحوم للقاء خاطئ آخر في مكتبه: كان القدّيس متى؛ وذلك ليحوّله إلى رسول متحمّس (رجع مت 9: 9).

اسألوه لماذا سلك طريق أريحا: سيقول لكم إنّ هنالك رجلاً اسمه زكّا يعتبره الناس خاطئًا وهو يريد الذهاب إلى هناك ليرى إن كان يستطيع إنقاذه. ليجعله تائبًا مثاليًّا، تصرّف كأب صالح فقد طفله، فناداه: “يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ”. وكأنّه كان يقول له: يا زكّا، اتركْ هذا الكبرياء وهذا التعلّق بخيرات هذا العالم؛ انزلْ، أي اخترْ التواضع والفقر. ولإفهام ذلك بوضوح، قال لجميع الذين كانوا معه: “اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا البَيت”. يا إلهي! كم رحمتك عظيمة تجاه الخاطئين!

بعد كلّ ما فعله الرّب يسوع المسيح لإنقاذنا، كيف يمكننا أن نيأس من رحمته، في حين أنّ مصدر فرحه الأهمّ هو مسامحتنا؟ إلى حدّ أنّه مهما تضاعفت خطايانا، إن أردنا التخلّي عنها والتوبة عنها، سنكون متأكّدين من الحصول على المغفرة.