القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 2 ديسمبر – كانون الأول 2020 “
الأربعاء السابع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الحادي عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس النبي حبقوق
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 11a-1:6.25-22:5
يا وَلَدي تيموثاوُسَ، لا تَتَسَرَّع إِلى وَضعِ ٱليَدَينِ عَلى أَحَدٍ، وَلا تَشتَرِك في خَطايا غَيرِكَ. إِحفَظ نَفسَكَ عَفيفًا.
لا يَكُن شَرابُكَ فيما بَعدُ ٱلماءَ فَقَط، بَل خُذ قَليلاً مِنَ ٱلخَمرِ مِن أَجلِ مَعِدَتِكَ وَأَمراضِكَ ٱلمُتَواتِرَة.
مِنَ ٱلنّاسِ مَن خَطاياهُم واضِحَةٌ تَسبِقُهُم إِلى ٱلقَضاءِ، وَمَن خَطاياهُم تَتبَعُهُم.
وَكَذَلِكَ ٱلأَعمالُ ٱلصّالِحَةُ واضِحَةٌ، وَٱلَّتي لَيسَت كَذَلِكَ لا يُمكِنُ أَن تُخفى.
كُلُّ ٱلَّذينَ هُم تَحتَ نيرِ ٱلعُبودِيَّةِ فَليَحسَبوا سادَتَهم أَهلاً لِكُلِّ كَرامَةٍ، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى ٱسمِ ٱللهِ وَعَلى ٱلتَّعليم.
وَٱلَّذينَ لَهُم سادَةٌ مُؤمِنونَ فَلا يَستَهينوا بِهِم لِأَنَّهُم إِخوَةٌ، بَل فَليَخدُموهُم خِدمَةً أَحسنَ، لِأَنَّهُم مُؤمِنونَ مَحبوبونَ، وَهُم يُبادِلونَهُم ٱلإِحسان. عَلِّم بِهَذا وَعِظ بِهِ.
وَإِن عَلَّمَ أَحَدٌ غَيرَ ذَلِكَ وَلَم يُقبِل إِلى ٱلكَلامِ ٱلصَّحيحِ، كَلامُ رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ، وَإِلى ٱلتَّعليمِ ٱلَّذي عَلى مُقتَضى ٱلتَّقوى،
فَهُوَ مُنتَفِخٌ لا يَعرِفُ شَيئًا، بَل بِهِ مَرَضُ ٱلمُباحَثاتِ وَمُماحَكاتِ ٱلأَلفاظِ، ٱلَّتي يَنشَأُ عَنها ٱلحَسَدُ وَٱلخِصامُ، وَٱلتَّجاديفُ وَٱلظُّنونُ ٱلسَّيِّئَةُ،
وَٱلمُجادَلاتُ ٱلباطِلَةُ بَينَ أُناسٍ فاسِدي ٱلعَقلِ وَعادِمي ٱلحَقِّ، يَظُنّونَ أَنَّ ٱلتَّقوى تِجارَة. إِبتَعِد عَن مِثلِ هَؤُلاء.
أَجَل إِنَّ ٱلتَّقوى ٱلمُقتَرِنَةَ بِٱلقَناعَةِ لَتِجارَةٌ عَظيمَةٌ.
لِأَنّا لَم نَدخُلِ ٱلعالَمَ بِشَيءٍ، وَمِنَ ٱلواضِحِ أَنّا لا نَستَطيعُ أَن نَخرُجَ مِنهُ بِشَيء.
فَإِذا كانَ لَنا ٱلقوتُ وَٱلكُسوَةُ، فَإِنّا نَقتَنِعُ بِهِما.
أَمّا ٱلَّذينَ يَرومونَ ٱلغِنى فَيَسقُطونَ في ٱلتَّجرِبَةِ وَٱلفَخِّ، وَفي شَهَوَاتٍ كَثيرَةٍ سَفيهَةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغرِقُ ٱلنّاسَ في ٱلعَطَبِ وَٱلهَلاكِ،
لِأَنَّ حُبَّ ٱلمالِ أَصلُ كُلِّ ٱلشُّرورِ، وهُوَ ٱلَّذي رَغِبَ فيهِ قَومٌ فَضَلّوا عَنِ ٱلإيمانِ، وَطَعَنوا أَنفُسَهُم بِأَوجاعٍ كَثيرَة.
أَمّا أَنتَ يا رجُلَ ٱللهِ، فَٱهرُب مِن ذَلِك.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس لوقا 8-1:20
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ يُعَلِّمُ ٱلشَّعبَ في ٱلهَيكَلِ وَيُبَشِّرُهُم، أَقبَلَ عَلَيهِ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةُ مَعَ ٱلشُّيوخِ،
وَخاطَبوهُ قائِلين: «قُل لَنا: بأَيِّ سُّلطانٍ تَفعَلُ هَذا؟ وَمَنِ ٱلَّذي أَعطاكَ هَذا ٱلسُّلطان؟»
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «وَأَنا أَيضًا أَسأَلُكُم عَن كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، فَقولوا لي:
مَعمودِيَّةُ يوحَنّا مِن ٱلسَّماءِ كانَت أَم مِنَ ٱلنّاس؟»
فَفَكَّروا في أَنفُسِهِم قائِلين: «إِن قُلنا: مِن ٱلسَّماءِ، يَقول: فَلِماذا لَم تُؤمِنوا بِهِ؟
وَإِن قُلنا: مِن ٱلنّاسِ، يَرجُمُنا ٱلشَّعبُ كُلُّهُ، لِأَنَّهُم موقِنونَ أَنَّ يوحَنّا نَبِيّ».
فَأَجابوا أَنَّهُم لا يَعلَمونَ مِن أَينَ هِيَ.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «وَلا أَنا أَقولُ لَكُم بأَيِّ سُلطانٍ أَفعَلُ هَذا».
التعليق الكتابي :
القدّيس أثناسيوس (295 – 373)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة
حديث ضدّ البدع
« فقالوا له : … مَن أَولاكَ ذاك السُّلطانَ لِتَعمَلَ هذه الأَعمال ؟ »
إنّ حكمة الله الشّخصيّة، أي ابنه ربّنا يسوع المسيح، قد خَلَق وحقّق كلّ شيء. بالفعل، يقول المزمور: “ما أَعظَمَ أَعْمالكَ يا رَبّ لقد صَنعتَ جَميعَها بِالحِكمة فاْمتَلأَتِ الأَرضُ مِن خَيراتِكَ” (مز 104[103]: 24) … وكما أنّ كلمتنا البشريّة هي صورة لكلمة الله الّذي هو ابن الله (راجع يو 1: 1)، هكذا فإنّ حكمتنا، هي أيضًا، صورة عن كلمة الله الّذي هو الحكمة بنفسها. وبما أنّنا نملك، في الحكمة، القدرة على المعرفة والتّفكير نصبح قادرين على استقبال الحكمة الإلهيّة الخالقة وبه نستطيع معرفة أبيه السّماوي. “فمَن شَهِدَ لِلابْن كانَ الآبُ معَه” (1يو 2: 23) ويضيف الإنجيل أيضًا: “مَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني” (مت 10: 40).
“فلَمَّا كانَ العالَمُ بِحِكمَتِه لم يَعرِفِ اللّه في حِكمَةِ اللّه، حَسُنَ لَدى اللّه أَن يُخَلِّصَ ألمُؤمِنينَ بِحَماقةِ التَّبشير” (1كور 1: 21). من الآن وصاعدًا، لم يعد الرّب يريد أن يُعرَفَ بصُوَرٍ وبظلال الحكمة كما كان يحصل في الأزمنة السّابقة: لقد أراد أن يتجسّد ذلك الّي هو الحكمة بنفسه ويصير إنسانًا ويموت على الصّليب لكي يتمكن المؤمنون في المستقبل أن ينالوا الخلاص بواسطة إيمانهم بالحكمة الإلهيّة المتجسّدة.
في الماضي، كانت الحكمة تعلن عن نفسها بواسطة صورتها الموجودة في المخلوقات… وكانت بهذه الطّريقة تُعَرِّف عن الآب. بعد ذلك، صارت الحكمة الإلهيّة، أي كلمة الله، بشراً كما يقول القدّيس يوحنّا: “والكَلِمَةُ صارَ بَشَراً ” (يو 1: 14). وبعد أن “أباد الموت” (1كور 15: 26) وخلّص البشريّة تجلّى بصورة أوضح بنفسه، وهو أظهر أبيه بصورة أوضح. مما جعله يقول: “إِنِّي أَدعو لَهم… أَن يَعرِفوكَ أَنت الإِلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الَّذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح” (يو 17: 3). لقد امتلأت الأرض كلّها من معرفته. لأن هناك معرفة واحدة وهي معرفة الآب بواسطة الابن ومعرفة البن انطلاقًا من الآب. لقد وضع الآب فرحه فيه والابن يسعد من الفرح نفسه الّذي في الآب كما قال في سفر الأمثال: “كنتُ عِندَه طِفْلاً كنتُ في نَعيم يَومًا فيَومًا – أَلعَبُ أَمامَه في كُلَ حين” (أم 8: 30)