القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 7 ديسمبر – كانون الأول 2020 “
الاثنين من أسبوع مولد يوحنّا
مار أمبروسيوس المعترف (397)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 5-1:9
يا إِخوَتِي، إِنِّي أَقُولُ الحقَّ في المَسِيح، لا أَكْذِب، وضَميري شَاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس:
إِنَّ في قَلبي حُزْنًا شَديدًا، ووَجَعًا لا يَهْدَأ.
أَوَدُّ لَو أَكُونُ أَنَا نَفسي مَحْرُومًا، مَفْصُولاً عَنِ المَسِيح، في سَبيلِ إِخْوَتي، بَني قَومِي بِحَسَبِ الجَسَد،
وهُم بَنُو إِسْرائِيل، ولَهُمُ التَّبَنِّي والمَجْدُ والعُهُودُ والشَّرِيعَةُ والعِبَادَةُ والوُعُود،
ولَهُمُ الآبَاء، وَمِنهُمُ المَسِيحُ بِحَسَبِ الجَسَد، وهوَ فَوقَ الجَميعِ إِلَهٌ مُبَارَكٌ إِلى الدُّهُور. آمين.
إنجيل القدّيس لوقا 80-67:1
إِمْتَلأَ زَكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَتَنبَّأَ قائِلاً:
«تَبَارَكَ الرَّبُّ، إِلهُ إِسْرَائِيل، لأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ وٱفْتَدَاه.
وأَقَامَ لنَا قُوَّةَ خَلاصٍ في بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاه،
كمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ القِدِّيسِينَ مُنْذُ القَدِيم،
لِيُخَلِّصَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا، ومِنْ أَيْدي جَمِيعِ مُبغِضِينَا،
ويَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا، ويَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّس،
ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَهُ لإِبرَاهِيمَ أَبِينَا، بِأَنْ يُنْعِمَ عَلَينا،
وقَدْ نَجَوْنَا مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، أَنْ نَعبُدَهُ بِلا خَوْف،
بِالقَدَاسَةِ والبِرِّ، في حَضْرَتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حيَاتِنَا.
وأَنْتَ، أَيُّهَا الصَّبِيّ، نَبِيَّ العَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَسِيرُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ،
وتُعَلِّمَ شَعْبَهُ الخَلاصَ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُم،
في أَحشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا، الَّتي بِهَا ٱفْتَقَدَنَا المُشْرِقُ مِنَ العَلاء،
لِيُضِيءَ على الجَالِسِينَ في ظُلْمَةِ المَوْتِ وظِلالِهِ، ويَهْدِيَ خُطَانَا إِلى طَرِيقِ السَّلام.»
وكَانَ الصَّبيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُّوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل.
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
عظات حول إنجيل القدّيس لوقا
« وأَنتَ أَيُّها الطِّفْلُ ستُدعى نَبِيَّ العَلِيّ لأَنَّكَ تَسيرُ أَمامَ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَه » (لو 1: 76)
لقد اكتنَفَتْ العجائب مولد يوحنّا المعمدان. فقد بشّر أحد رؤساء الملائكة بمجيء ربّنا ومخلّصنا يسوع؛ وبالمثل، بشّرَ رئيس الملائكة بولادة يوحنّا (لو 1: 13) وقال: “ويَمتَلِئُ مِنَ الروحِ القُدُس وهوَ في بَطْنِ أُمِّه” (لو 1: 15). لم يُدركْ الشعب اليهودي أنّ ربّنا كان “يتمّم العجائب والمعجزات”، شافيًا أمراضهم، لكنّ السعادة غمرَتْ يوحنّا وهو ما زال في بطن أمّه. ولم يكن بالإمكان إيقافه إذ عند قدوم أمّ ربنّا أراد “الخروج” من بطن إليصابات. “فما إن وَقَعَ صَوتُ سلامِكِ في أُذُنَيَّ حتّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطني” (لو 1: 44). وقد حلّ الروح القدس على يوحنّا وهو ما زال في بطن أمّه.
ثمّ تابع الإنجيل، “ويَرُدُّ كَثيرًا مِن بَني إسرائيلَ إلى الربِّ إلهِهِم” (لو 1: 16). وقد نجح يوحنّا في ردّ الكثيرين، لكنّ الربّ لم يردّ الكثيرين وإنّما ردّ الجميع. وقد كان عمله أن يردّ الجميع إلى الله الآب.
ومن جهتي، أعتقد أنّ سرّ يوحنّا المعمدان ما زال يَتمّ في العالم حتّى يومنا هذا. فكلّ مَن قُدِّرَ له أن يؤمن بالربّ يسوع المسيح، يجب بدايةً أن تحلّ فيه روح يوحنّا المعمدان وقدرته، لكي “يُعِدَّ لِلربِّ شَعبًا مُتأَهّبًا” (لو 1: 17)، وفي القلوب القاسية “كُلُّ وادٍ يُردَم وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخفَض والطرُقُ الـمُنعَرِّجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل” (لو 3: 5). ليس في تلك الأزمان فقط “الطُّرُقُ الـمُنعَرِجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل”، وإنّما اليوم أيضًا حيث روح يوحنّا المعمدان وقوتّه تسبقان قدوم الربّ المخلّص. يا لعظمة سرّ الربّ الإله ومخطّطه الخلاصي للعالم.