وفاة الأب يوسف مظلوم، مؤسس المركز الكاثوليكي المصري للسينما
وفاة الأب يوسف مظلوم، مؤسس المركز الكاثوليكي المصري للسينما
موقع ابونا
القاهرة – مايكل عادل أمين
انتقل الأب يوسف مظلوم إلى الأمجاد السماوية يوم 23 كانون الثاني 2014، وهو من مواليد القاهرة عام 1935 من أسرة مسيحية تضم ثلاثة أبناء ومن أصل لبناني وكان الولد الوحيد.
توقفت مسيرته التعليمية لفترة ولكنه أصر علي استكمالها وحصل على الثانوية العامة في السبعينات ثم ليسانس في الأدب العربي، ثم ماجستير عام 1981.
كان والده صديقاً حميماً للشاعر خليل مطران. وفي ظل أجواء مفعمة بالثقافة وحب العلم، تربى الأب يوسف وأحب اللغة العربية. هو كان حريصاً على تدعيم علاقاته برجال الفكر والأدب والفن، كما تراكمت لديه خبرات اكتسبها من عمله في محيط الثقافة والصحافة.
درس اللاهوت في القدس بعد رسامته كاهناً مباشرةً. وبعد عودته لأرض مصر عيّن في عدة مراكز منها كاهن رعية القديس يوسف بوسط البلد لأكثر من ثلاثين سنة، وكذلك مديراً للمركز الكاثوليكي للسينما لنفس الفترة تقريباً. وإلى جانب مسؤولية رئاسة المركز، تولى الأب يوسف إدارة جريدة “حامل الرسالة” الأسبوعية منذ كانون الأول 1968، وأضاف القسم العربي للجريدة، فصارت الجريدة باللغتين الفرنسية والعربية وحتى يومنا هذا.
قال الكاتب وليد سيف عن الأب يوسف “قد أنهى خدماته بسبب بعض المتاعب الصحية. وهكذا اضطر هذا الرجل بعد تاريخ طويل من العطاء أن يتوقف عن العمل. ولكني لا أعتقد أنه بالإمكان الاستغناء عنه كخبير من طراز نادر وفريد في مجال الثقافة السينمائية، قدم عبر مسيرته العملية صورة نموذجية للمسؤول الذي يدرك واجبه الوطني والحضاري والأخلاقي. كانت الهيئة الكاثوليكية في مدينة لاهاي قد أعلنت سنة 1928 عن إنشاء المركز الكاثوليكي الدولي للسينما. وبعد عشرين عاماً في غرفة بكنيسة القديس يوسف للآباء الفرنسيسكان بشارع محمد فريد بوسط القاهرة أعلن عن تأسيس المركز الكاثوليكي المصري للسينما. كان الهدف هو توجيه الإنسان عن طريق الفن والسينما نحو الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة”.
ومن أقوال الأب يوسف مظلوم “إن الله هو الذي منح الإنسان مواهب عدة لنشر الجمال علي الأرض، وهكذا نرى مبدعين في الصوت والصورة والكلمة قدموا لنا أعمالاً راقية، ولولاهم ما كان يمكن أن نستشعر قيمة الحياة”.
لقد قدم الأب يوسف مظلوم حياته ورسالته كراهب وكاهن في تقديم المفهوم الصحيح للفن والثقافة في مصر، ولقد أصر البقاء في وطنه الذي أحبه. فوطنه لن ينسه وأعماله ستعيش وتنتقل من جيل إلى جيل.
الراحة الأبدية لنفس الأب يوسف مظلوم