السلام والشفاء .. دعاء أبناء أسيوط للعام الجديد
كتب – ناجح سمعـان :
تصوير : جورج انور
بالصلاة من أجل السلام والشفاء للنفس والأرض ، ابتهل أبناء ايبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك بمختلف كنائس الايبارشية الأربعين ، فى ختام عام 2020 واستقبال العام الميلادي الجديد 2021 . كانت الكنائس قد أقامت خلال مساء يوم الخميس الأخير من العام المنصرم ، وصباح يوم الجمعة الأول من العام الجديد ، عدد من القداسات الإلهية . وذلك لإتاحة الفرصة أمام المؤمنين للصلاة ، من خلال التباعد الاجتماعي بين المصلين مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية فى مواجهة انتشار وباء كورونا بحسب تعليمات السلطة المدنية وإرشادات السلطة الكنسية .
بكاتدرائية أم المحبة الإلهية بمدينة أسيوط ترأس الصلاة فى قداس الثامنة مساءاً ، صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران كرسي أسيوط للأقباط الكاثوليك وعاون نيافته فى الصلاة الاب انجيلوس شحاته مدير مركز التعليم المسيحى . خلال عظة القداس تحدث راعي الايبارشية عن رسالة قداسة البابا فرنسيس فى يوم السلام العالمي ، والتي جاءت هذا العام ، تحت عنوان ” ثقافة الرعاية : مسار للسلام ” . استهل سيادة المطران العظة بالحديث عن يوم السلام العالمي الذى أعلنه طيب الذكر البابا القديس بولس السادس عام 1968 فى أعقاب ختام أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني ، حيث بعث فيه الأب الأقدس آنذاك ، برسالة سلام لكل أبناء الكنيسة ولجميع ذوي الإرادة الصالحة من جميع الديانات . والذي أضحى تقليداً وعيداً سنوياً يتوارثه الباباوات بتخصيص رسالة فى الأول من يناير من كل عام للحديث عن قيمة السلام فى حياة البشر وتحتفل الكنسية هذا العام بالعيد الرابع والخمسين ليوم السلام العالمي ( 1968 – 2021 ) .
عن موضوع رسالة قداسة البابا فرنسيس هذا العام ، قال راعي الايبارشية : ” يتحدث البابا فرنسيس فى رسالته هذا العام عن التحديات الصعبة التى واجهها العالم فى عام 2020 ، كان على رأسها الأزمة الصحية التى نجمت عن وباء كورونا ، وما تبعها من أزمات اقتصادية واجتماعية ، تتطلب جميعها الاهتمام والرعاية تحقيقاً للسلام ” .
حول سبل الخروج من الواقع المأزوم قال الأنبا كيرلس وليم : ” يرى قداسة البابا أن الخروج من الأزمات المعاصرة يتطلب التحرر من اللامبالاة والاتجاه نحو الرعاية والاهتمام بالأخرين ، لا سيما الأكثر احتياجاً ممن تضرروا من آثار الجائحة كالعائلات التى فقدت أحد أفرادها والعاملين فى المجال الصحي وكذلك رجال الدين ” . وأضاف سيادة المطران : ” يرى الأب الأقدس انطلاقاً من كلمة الله فى سفر التكوين ، أن على الإنسان الذى سلطه الرب على الأرض أن يكون حارساً لها ومحافظاً على البيئة والمخلوقات من أجل الخير العام ، ومن ثم فإن رسالة التضامن والأخوة هى أساس دعوة الإنسان على كوكب الأرض . وان أعمال الرحمة الروحيّة والجسديّة هي نواة محبّة الكنيسة الأولى وخدمتها لذا فإن خدمة الدياكونية فى الكنيسة هى خدمة محبة من أجل الأكثر احتياجاً من المهمشين والضعفاء والفقراء بهدف تعزيز كرامة كل إنسان ” .
واختتم الأب المطران العظة بالدعوة إلى حياة المصالحة من خلال الاتحاد بالله والمصالحة مع الذات والقريب وأن مراجعة الذات فى نهاية السنة تعد من الفرص الروحية الثمينة التى تقود إلى العمق الروحي والسعي إلى حياة التوبة والتجديد ” .
بكنيسة السيدة العذراء بحي الحمراء بمدينة أسيوط قال الأب توماس وليم راعي الكنيسة ووكيل عام المطرانية خلال عظة القداس : ” أن الإنسان إذا أراد أن يحيا فى الخير والبركة خلال العام الجديد فأن عليه أن يعرف بأنه المسئول الأول عن تحقيق ذلك من خلال ثلاثة أفعال مهمة هى ، أولا راجع أفكارك التى تتبناها ، ثانياً قوي نفسك واعمل بجدية على تنمية إرادتك وتطوير شخصيتك ، ثالثاً جدد روحك بمراجعة علاقتك مع ربك ” .
وفى كنيسة قلب يسوع الأقدس بالقوصية نظمت الكنيسة ثلاث قداسات للمناسبة المباركة ، تناوب الخدمة بها الأباء الرعاة القمص كيرلس عازر والقمص انطون رزق الله والأب فرنسيس حلمي . وخلال عظة القداس الرئيسى تحدث الأب فرنسيس حلمي عن أهمية الشكر لله على مرور عام 2020 وأن العام الفائت رغم ما حمل من حالة مرضية عالمية ، لكنه جعل الشخص يتأمل ضعفه أمام الله سيد التاريخ وضابط الكل وحاجته الدائمة إلى الاتحاد بالله والتماس مراحمه . كما كشفت ظروف الوباء حاجة الإنسان لأخيه الإنسان وان فى العلاقات الإنسانية طاقة روحية هائلة تساهم فى بناء ملكوت الله من خلال المحبة للجميع .