صحيفة “أوسيرفاتوريه رومانو” تنشر مقالا يسلط الضوء على الأوضاع الإنسانية في اليمن
نقلا عن الفاتيكان نيوز
11 يناير 2021
كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .
مع بداية العام الجديد نشرت صحيفة Osservatore Romano الفاتيكانية مقالاً سلطت فيه الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعاني منها اليمن والتي تفاقمت بصورة مأساوية منذ بداية الصراع في العام 2015 والذي أسفر عن مصرع آلاف المدنيين ونزوح ملايين الأشخاص، مخلفاً أزمة غذائية حادة. وما زاد الطين بلة استمرارُ القتال، ووباء الكوليرا وجائحة كوفيد 19، ما أغرق البلاد في أخطر أزمة إنسانية في العالم بحسب منظمة الأمم المتحدة.
إزاء هذه الأوضاع المأساوية أطلقت المنظمة الأممية نداء إلى الجماعة الدولية من أجل مساعدة سكان اليمن، فطالبت بجمع مبلغ لا يقل عن مائة مليون دولار أمريكي خلال العام الجاري من أجل توفير المساعدة لثمانين بالمائة من المواطنين، بينهم أكثر من مليون ومائتي ألف من النساء الحوامل والمرضِّعات يعانين من سوء التغذية الحاد.
وترى الأمم المتحدة أنه لا توجد حلولٌ قادرة على احتواء النتائج الرهيبة للصراع الدائر في البلاد، خصوصا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن نصف المرافق الصحية تعمل حاليا في اليمن، في وقت بلغ فيه عدد المهجّرين ثلاثة ملايين وستمائة ألف شخص، ويُقدر أن النساء والأطفال يشكلون نسبة ثلاثة وثمانين بالمائة من هؤلاء المهجرين.
وكتبت صحيفة Osservatore Romano أنه وفقاً لمعطيات منظمة الأمم المتحدة يموت ستة مولودين جدد وامرأة واحدة كل ساعتين خلال عملية الوضع، لاسيما وأن ست عمليات ولادة من أصل عشر تجري بغياب عاملين صحيين مؤهلين. وقد جاءت الأزمةُ الصحية وليدةُ جائحة كوفيد 19، العام المنصرم، لتنعكس سلباً على العمليات الإنسانية، كما أنها زادت من تفاقم الأزمة الاقتصادية، مع غياب أي حلول سياسية في الأفق. وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس من خطر أن يقع اليمنيون ضحية المجاعة.
ويخشى المراقبون أن تتوقف – خلال العام 2021 – الجهود الرامية إلى إيجاد حلول سلمية للصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، وأن يحصل تصعيدٌ في العمليات القتالية من أجل السيطرة على آبار النفط. ونظراً لقلة التمويل من قبل البلدان الواهبة، يُتوقع أن تكون المساعدات الإنسانية لليمن شحيحةً هذا العام.
وتشير الصحيفة الفاتيكانية إلى أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) سلط الضوء أيضا على الأزمة الإنسانية الخطيرة في اليمن، متحدثاً عن وجود أكثر من مليوني طفل دون الخامسة من العمر، يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم حوالي ثلاثمائة وثمانية وخمسين ألفاً تبعث أوضاعُهم على القلق الشديد. وتشير الوكالة الأممية إلى أن هذا العدد يواصل ارتفاعه.
ولم يغب وضع هؤلاء الأطفال عن ذهن البابا فرنسيس الذي قال، بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي في الأول من الشهر الجاري: “أُعرب عن الألم والقلق من تصاعد العنف في اليمن الذي يتسبب في سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، وأصلّي لكي تُبذل الجهود من أجل إيجاد حلول تسمح بعودة السلام لهؤلاء السكان المعذّبين. أيها الإخوة والأخوات لنفكر بأطفال اليمن، بدون تعليم وبدون دواء وجياع. لنصلِّ معا من أجل اليمن”.
وتذكّر صحيفة Osservatore Romano بأنه في جنوب اليمن، حيث يعيش حوالي مليون وأربعمائة ألف طفل دون الخامسة من العمر، سُجل – بحسب اليونيسيف – ارتفاعٌ في عدد الأطفال ضحايا سوء التغذية بنسبة عشرة بالمائة بين شهري كانون الثاني يناير وتشرين الأول أكتوبر 2020. فيما ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية الحاد بنسبة خمسة عشر بالمائة. وتعمل الهيئة الأممية حاليا على إعداد دراسة مماثلة في شمال اليمن، وتتوقع أن تكون الأرقام مقلقة أيضا في تلك المناطق.