المطران كريكور اوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك
الصلاة غذاء الإيمان ، والإيمان التصاق شخصي ولقاء ودي بالله . إنها الوقوف أمام الله الكلي الكمال ، بصدق وحقيقة وتواضع وانتماء وحرية وشفافية وبدون إذدواجية . من خلال الالتزام الحي في الحياة بواقعها المعاش رغم كل الظروف التي نمر : الاجتماعية والإقتصادية والسياسية …. يشحن المؤمن ذاته بالله ومحبته ليصبح الله هو الحيَ فيه
لست أنا الحي بل المسيح حيٍَ فيَ :
يقول القديس بولس الرسول ” لستُ أنا الحي بل المسيح هو الحيَ فيً ” . هذا هو مفعول الصلاة : أن يمتلىء المؤمن بالله .
فقوَته يستمدَها من قوة الله الذي فيه . لذلك في الصلاة تبلغ قوة الحُبَ ، الحُبَ الإلهي ، درجة تُقاس على قدر وعي الصلاة في حضورها الكثيف . والصلاة بالمقابل تنهل من نبع الحبَ الإلهي السامي ليوجهَِها هذا الحب بنار الحرارة التي تنعكس على الالتزام الحياتي المعاش .
وبالتالي هناك بعدان للصلاة :
الصلاة المركَزة في الوقوف أمام الله ولقائه العميق ، وتكريس الوقت والذَات له وإعطائه كل الكيان في التأمل والمناجاة وشعور عميق بمحبته وابوته وصداقته وحضوره في كياني وحياتي ، وأخذ القرار بالالتزام به ومعه .
هذ الوقت المكرَس لله هو وقت امتناع عن كل المشاغل الدنيويَة الأرضية الزائلة للمثول أمام الله في معبد الحبَ الحواري الدَاخلي . هو وقت الإنسحاب كل شيء وهم أرضي لشحن الكيان كلَه بالله .
هذه الصلاة المركَزة ، تنتشر في المرحلة الثانية على الحياة ليعيشها المؤمن في حياته التي تصبح كلَها صلاة من خلال المرجعية التي يتخذها المر له ، وهذه المرجعية هي المسيح . فيحيا المؤمن السؤال التالي :
لو كان المسيح اليوم مكاني ماذا كان يفكَر ؟
ماذا كان يقول ؟
ماذا كان يعمل ؟
هكذا يصبح المسيح مرجعيَة المسيحي في كل شيء . وهذه هي نتيجة الصلاة التي تصبح حياة . وبالمقابل ، تصبح الحياة كلها صلاة من خلال العيش فيها بشكل مستديم مع المسيح المرجعيَة الوحيدة ورفيق الدرب ، درب هذه الحياة في حبَ خالق عميق .
من يحي الصلاة بهذا الوعي وهذه الكثافة ، يكن مؤمناً حقيقياً ، أي منتمياً إلى المسيح في وعي حيَ وفي كل ما يحيا .
هذه هي ترجمة الإيمان في الحياة ونفح الحياة بالإيمان ليصبح الإيمان حياة والحياة إيماناً .هذا هو الالتصاق الحقيقي بالله ، لأن الله حياة حبَ روحية يتغلغل في خلايا الإنسنن حتى يحوَله في أعماق شخصية عميقة ويوقظه على خيار الخلاص والنور والصفاء .
وطنى