stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا – الأب وليم سيدهم

364views

صراخ وعويل، أنين وبكاء ها هي بيروت في 4 أغسطس 2020 وقع انفجار رهيب في مرفأ بيروت، فحطم ثلث المدينة من مبانٍ فارهة ومنازل وثيرة، ولوكاندات خيالية. كانت قوة الإنفجار تساوي قنبلة هيروشيما النووية. مات الكثيرون وجُرح الآلاف وسقط تحت الأنقاض أطفال وحيوانات.

إذا قارنا ماحدث في بيروت مع ما كان يحدث في أورشليم وفلسطين في زمن المسيح، حيث لم يكونوا يعرفون مثل هذه المواد المتفجرة، فإننا نجد أنفسنا أمام شعب فقير مستغل ومستعبد من طبقة الحكام وعلماء الدين. وكان هيكل أورشليم مؤسسة دينية كبيرة ولكن خاصة مؤسسة اقتصادية تدر أرباحًا كثيرة على كبار العلماء وحراس الهيكل.

كان يسوع يبكي على كم الظلم والقهر الذي كان يرزح تحته هذا الشعب اليهودي الفقير، لم يكن يسوع غريبًا عن هذا الشعب، بل كان واحدًا منهم، يتألم لآلمهم ويحلم بالتغيير الجذري لنوعية الحياة التي كانت صعبة ومذرية وغير آدمية.

“يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!” (مت 23: 37)

إن ما يدمي القلب هو قساوته وغلظته، فعلى الرغم من الظلم المنتشر والحزن المتفشي والبكاء المتشنج من الآلام الحادة لحالة الفوضى والعنف والشلل في محيط المدينة، يظل رؤسائها متمسكين بمكاسبهم الرخيصة وممتلكاتهم المشينة.

ياللهول، لا أحد يفكر في الخروج من هذه الحالة المزرية، لا أحد مستعد أن يتنازل عن الطمع وعن الإمساك بزمام الأمور المتردية، وعلى غرار ما حدث في القرن الخامس قبل الميلاد حيث استباح نبوخذ نصر كل ما في الهيكل من أوانٍ ذهبية وممتلكات غالية، وسبى اليهود وأذلهم، فظلوا ينوحون ويبكون “عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، بَكَيْنَا أَيْضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ.” (مز 137: 1) لم يتعلم اليهود شيئًا من خبراتهم الماضية المؤلمة، وتركوا إلههم وتوجهوا لألهة وثنية.

هذه القلوب القاسية، الرقاب الغليظة تضربها النكبات، بعض النكبات بسبب تركهم وصايا الله، وطريق الحق، وها هو يسوع ينذر ويبكي وينادي شعبه. ولكن ليس من جواب إلا الإصرار على نكران يسوع وإتهامه وهو ابن الله بأفظع الصفات التي وصلت إلى وصمه ببعلزبول.

نعم، هكذا يحزن الله على صلفنا وكبريائنا وعلى صمتنا ولن نغير من طرقنا إلا بصفعنا على أوجهنا واكمال الدراما حتى آخرها، فيصلب يسوع البار، ويهدم الهيكل فيما بعد ولا يترك فيه حجر على حجر عام 70 ميلادية بعد سنوات من موت وقيامة يسوع، ويشتت اليهود في بقاع الأرض. ولم يبق منهم إلا تلاميذ يسوع وهم قلة، يتسلمون الكرمة الجديدة ويتعهدونها بالنمو والبركة