القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 24 مارس – أذار 2021 “
الأربعاء السادس من الصوم الكبير
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 9-1:4
يا إخوَتِي، لَقََدْ تَعَلَّمْتُم مِنَّا كَيفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وتُرْضُوا اللهَ، وهكَذا أَنْتُم سَالِكُون، لِذلِكَ نَسْأَلُكُم ونُنَاشِدُكُم في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر.
فإِنَّكُم تَعْلَمُونَ أَيَّ وَصَايَا ٱسْتَودَعْنَكُم بِالرَّبِّ يَسُوع.
إِنَّ مشيئَةَ اللهِ هِيَ تَقْدِيسُكُم، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الفُجُور؛
وأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم كَيْفَ يَصُونُ جَسَدَهُ في القَدَاسَةِ والكَرَامَة،
لا في أَهْوَاءِ الشَّهْوَة، كَمَا يَفْعَلُ الأُمَمُ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ الله؛
وأَلاَّ يتَعَدَّى أَحَدٌ عَلى أَخِيهِ ويَسْتَغِلَّهُ في هذَا الأَمْر، لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ عَلى كُلِّ هذِهِ الأُمُور، كَمَا سَبَقَ فَقُلْنَا لَكُم وَأَنْذَرْنَاكُم.
فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة.
إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس.
أَمَّا المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فلا حَاجَةَ بِكُم إِلى أَنْ نَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا، فأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعَلَّمْتُم مِنَ اللهِ أَنْ تُحِبُّوا بِعْضُكُم بَعْضًا.
إنجيل القدّيس لوقا 48-37:11
فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ.
وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب.
فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا.
أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟
أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا.
لَكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ.
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات.
أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون».
فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا».
فَقَال: «أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم.
أَلوَيْلُ لَكُم! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم.
فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم.
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الصليب (1542 – 1591)، راهب كرمليّ وملفان الكنيسة
آراء وأحكام
« أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا »
إليكم صلاة الروح المغمورة بالحبّ: “ربّي وإلهي، يا حبيبي! إذا كانت ذكرى خطاياي تمنع عنّي رحمتك التي أرجو، فحقّق مشيئتك لأنّ هذا ما يشتهيه قلبي. رغم ذلك، أجرؤ وأتوسّل إليك: أفِضْ عليّ رحمتك وطيبتك، ودعْني أتنعّم بمغفرتك اللامتناهية. إذا كنتَ، يا ربّ، تنظر إلى أعمالي لتحقّق رغبتي، فتصرّف أنتَ فيّ لأقوم بأعمالك، وامنَحْني العذاب الذي ترتضي أن أقاسيه لأصِلَ إليك، فأنا مستعدّ…
مَن يستطيع، يا إلهي، أن يتخطّى مخاض هذا العالم، إذا لم تجذبْه إليكَ أنت بالحبّ الطاهر؟ كيف يخرج الإنسان المولود في ظلمة العالم إلى نورك، إن لم ترفعه أنتَ يا ربي بيدك، تلك اليد التي كوّنَته في يوم من الأيّام؟ لا تحرمْني، يا ربّي، من كلّ النِّعَم التي منحتَني إيّاها، بتجسّد ابنك ربّنا يسوع المسيح، أنتَ وهبتَني كلّ ما رغبت فيه يومًا. أبتهجُ بك، يا إلهي، لأنّك أمين في وعودك، تستجيب لي متى طلبتك.
وأنتَ، ماذا تنتظر بعد؟؟ ألا تعلم بأنّك من هذه اللحظة بالذات، تستطيع أن تدخل في علاقة حبّ مع الله؟ لي السماوات والأرض، لي الأمم، لي الأبرار والأشرار. لي الملائكة ولي والدة الإله. لي كلّ ما خُلق في هذا الكون. الله لي أنا ومن أجلي، لأنّ الرّب يسوع المسيح هو نفسه لي، وبكيانه كاملاً (راجع 1كور3: 22-23).
والآن يا نفسي، ما الذي تطلبينَه بعد؟ وعمّ تبحثين؟ كلّ شيء لكِ، كلّ شيء، افتخري. ولا تكتفي بالفتات المتساقط من مائدة أبيك السماوي. اخرجي ومجّدي نفسكِ. ابتهجي، ولتَنعمْ بالربّ نفسك فيعطيكِ بغية قلبك (مز37[36]: 4).