stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 27 مارس – أذار 2021 “

Bible and cross --- Image by © VStock LLC/Tetra Images/Corbis
316views

سبت إحياء إلعازر

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 5-1:3.20-17:2

يا إخوَتِي، مَا إِنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم.
لِذلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَٱثْنَتَيْن، ولكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان.
فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟
بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا.
لِذلِكَ، لَمَّا لَمْ نَعُدْ نُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، إِرْتَضَيْنَا أَنْ نَبْقى وَحْدَنَا في أَثينَا،
وأَرْسَلْنَا إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، أَخانَا، ومُعَاوِنَ اللهِ في إِنْجِيلِ الْمَسِيح، لِيُثَبِّتَكُم في إِيْمَانِكُم ويَعِظَكُم،
فلا يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ في هذِهِ الضِّيقَات، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ أَنَّنَا جُعِلْنَا لِذلِكَ.
ولَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُنْبِئُكُم أَنَّنَا سَنُعَاني الضِّيقات، وهذَا مَا حَدَث، كَمَا تَعْلَمُون.
لِذلِكَ، أَنا أَيضًا، إِذْ لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً.

إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:12.57-55:11

كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا.
وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟».
وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.
قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.
فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ مَعَهُ.
وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب.
قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ:
«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟».
قَالَ هذَا، لا ٱهْتِمَامًا مِنْهُ بِٱلفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه.
فَقَالَ يَسُوع: «دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي!
أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم».
وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.
فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا،
لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع.

التعليق الكتابي :

القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة 12 عن نشيد الأناشيد

نَشْرُ عطر الرَّحمة على قدَمَيّ الربّ يسوع

لقد سبق وحدّثتكم عن عطرَين روحيَّين: عطر الندم لذي يشمل كافّة الخطايا؛ ويُرمَز إليه بالعطر الذي سكبته المرأة الخاطئة على قَدَمَيّ الربّ يسوع المسيح: “فعَبِقَ البَيتُ بالطيب”؛ وهنالك أيضًا عطر المحبّة الذي يشمل كافّة أعمال الله الخيّرة… غير أنّ هنالك عطرًا يتفوّق على كلّ ما سبق ذكره؛ أنا أدعوه عطر الرَّحمة. هو مؤلّف في الواقع من عذابات الفقر، ومن الغمّ الذي يعيشه المُضطَهدون، ومن قلق التعاسة، ومن خطايا الخطأة… باختصار، من كلّ عذابات الإنسان، بما في ذلك عذابات أعدائنا. قد تبدو هذه المكوّنات حقيرة، لكنّ العطر الذي ينتج عنها يفوق كلّ العطور الأخرى. هو طيب يشفي العلاّت: “طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون” (مت 5: 7).

هكذا، فإنّنا نجد أنّ عددًا كبيرًا من الآلام مجتمعةً تحت نظرة رحيمة تشكّل الجوهر الثمين… طوبى للنفس التي جعلت من هذه الأطياب مؤونة لها، ناشرةً عطر الرَّحمة ومُدفّئه إيّاها بنار المحبّة! مَن هو برأيكم الإنسان “الَّذي يَرأفُ ويُقرِض” (مز 112[111]: 5)، المُمتلئ رحمة، الدائم الاستعداد لإغاثة قريبه، الشديد السعادة لما يُعطي وليس بما يأخذ؟ هذا الإنسان الذي يصفح بسهولة، ويقاوم الغضب، ولا يخضع للثأر، ويشعر دائمًا بأنّ بؤس الآخرين هو بؤسه أيضًا؟ وهذه النفس المُشبَعة بندى المحبّة، ذات القلب الممتلئ رحمة، التي تقدّم ذاتها للآخرين، والتي لا ترى في ذاتها إلاّ مجرّد إناء فارغ لا يحتوي ما يُمكن أن يُثير غيرة الآخرين، هذه النّفس الميّتة التي لا تحيا إلاّ في سبيل غيرها، هذه النفس وحدها تمتلك العطر الثالث، عطر الرَّحمة الذي يفوق كلّ الأطياب الأخرى (راجع نش 5: 5)، هي نفس لن يمسّها الجشع ولن تجفّفها نيران الاضطهاد. لأنّ الله يتذكّر تضحياتها.